التهاب العصب الخامس: أنواعه وأعراضه وأسبابه وطرق التشخيص والعلاج
يُطلق على التهاب العصب الخامس بالحالة الأكثر إيلامًا المعروفة في الطب، والذي يشبه تيارًا كهربائيًا حادًا إذ يؤثر على الأعصاب المسؤولة عن الإحساس بالوجه ما يحول الأفعال البسيطة مثل تنظيف أسنانك أو الابتسام إلى لحظات من الألم وهي حالة يمكن التعايش معها الآن بشكل فعال باستخدام العلاجات الحديثة والتشخيص المبكر وهذا ما سوف نناقشه في هذا المقال التالي.
ما هو العصب الخامس؟
يُطلق على العصب الخامس عصب الثلاثي التوائم، المعروف أيضًا بالعصب القحفي أو CN V، والذي يمد أجزاءً كبيرةً من الوجه بالإحساس، يوجد عصب كبير ثلاثي الأجزاء في الرأس، يرسل إشارات من دماغك إلى أجزاء من وجهك، ولديك عصبان ثلاثيان التوائم واحد على كل جانب من وجهك وهما مجموعة واحدة من 12 زوجًا من الأعصاب ويُعد العصب الثلاثي التوائم أكبر الأعصاب القحفية.

أسباب الألم العصبي (ضغط – ورم – تصلب متعدد)
هناك العديد من الحالات والمواقف التي قد تؤثر على وظيفة العصب الخامس مثل:
- صدمات الرأس أو أمراض الدماغ.
- الضغط الناتج عن الأوعية الدموية المجاورة، أو الأورام، أو التورم.
- الالتهاب الناتج عن بعض أنواع العدوى، مثل فيروس الهربس النطاقي (الفيروس المسبب للقوباء المنطقية).
- مشاكل الدورة الدموية، مثل أمراض الأوعية الدموية الدقيقة.
- أمراض المناعة الذاتية، مثل تصلب الجلد ومتلازمة شوغرن.
- الضرر العرضي الناتج عن جراحة الدماغ أو الوجه أو الأسنان.
ما وظيفة العصب الخامس؟
يوفر العصب الخامس معلومات حركية وإحساسية لمختلف أجزاء الرأس والوجه إذ تُرشد ألياف العصب الحركي العضلات متى وكيف تتحرك أما الألياف الحسية فترسل أحاسيس الألم واللمس ودرجة الحرارة من الجلد إلى الدماغ ويتكون العصب الثلاثي التوائم من ثلاثة فروع ولكل فرع من الفروع الثلاثة وظائف مختلفة:
- العصب العيني (V1).
- العصب الفكي العلوي (V2).
- العصب الفكي السفلي (V3).
الأعراض المميزة (ألم كهربائي في الوجه)
تشمل أعراض ألم العصب الخامس واحدًا أو أكثر من هذه الأعراض:
- نوبات ألم شديد كالطعن أو الوخز، قد تبدو كصدمة كهربائية.
- نوبات ألم مفاجئة أو ألم ناتج عن لمس الوجه، أو المضغ، أو الكلام، أو تنظيف الأسنان.
- نوبات ألم تستمر من بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق.
- ألم يصاحب تشنجات في الوجه
- نوبات ألم تستمر لأيام، أو أسابيع، أو أشهر، أو أكثر. يمر بعض الأشخاص بفترات لا يشعرون فيها بألم.
- ألم في المناطق التي يغذيها العصب الثلاثي التوائم. تشمل هذه المناطق الخد، والفك، والأسنان، واللثة، والشفتين. وفي حالات أقل شيوعًا، قد تتأثر العين والجبهة.
- ألم في جانب واحد من الوجه في كل مرة.
- ألم متركز في بقعة واحدة، أو قد ينتشر الألم على نطاق أوسع.
- ألم نادر الحدوث أثناء النوم.
- نوبات ألم تزداد تواترًا وشدة مع مرور الوقت.
صحتك مش مستنية!
احجز دلوقتي مع أفضل الأطباء في أندلسية واستفيد من الخدمة اللي تستحقها.
احجز من هنا بخطوة واحدة بس
طرق التشخيص
يُشخّص الطبيب ألم العصب الخامس بشكل رئيسي بناءً على وصفك للألم، بما في ذلك:
- النوع: يكون الألم المرتبط بألم العصب الثلاثي التوائم مفاجئًا، ويشبه الصدمة الكهربائية، ويستمر لفترة وجيزة.
- الموقع: يُمكن لأجزاء وجهك المُتأثرة بالألم أن تُشير إلى إصابة العصب الثلاثي التوائم.
- المُحفّزات: يُمكن أن يُسبّب تناول الطعام، أو التحدث، أو لمس وجهك برفق، أو حتى نسيم بارد.
العلاج الدوائي
يُعد العلاج الدوائي هو العلاج الأول الذي يقترحه الأطباء لعلاج التهاب الأعصاب الأولي (الكلاسيكي) والمجهول السبب وتشمل هذه الأدوية ما يلي:
مضادات النوبات (Antiseizure medications): يمكن لهذه الأدوية منع إشارات الألم ويبدأ الأطباء غالبًا بدواء كاربامازيبين أو أوكسكاربازيبين وتُخفف هذه الأدوية الألم لدى معظم الأشخاص في المراحل المبكرة من مرض التهاب الأعصاب، ولكن قد تنخفض فعاليتها مع مرور الوقت. تشمل الأدوية الأخرى في هذه الفئة جابابنتين، وبريجابالين، ولاموتريجين، ولاكوساميد، وتوبيرامات، وفينيتوين.
باكلوفين: مُرخي للعضلات.
الخيارات الجراحية (تدخل دقيق – Gamma Knife)
يلجأ الأطباء إلى الجراحة كعلاج لالتهاب العصب الخامس فقط في الحالات التالية:
- لا يوجد تحسن بالعلاج الدوائي واستمرار شدة الأعراض.
- الإصابة بالتهاب العصب الخامس الثانوي (مثل وجود ورم يضغط على العصب).
تختلف الخيارات الجراحية وقد تشمل على مجموعة من المخاطر والآثار الجانبية وتشمل الخيارات الجراحية ما يلي:
- إزالة الضغط الدقيق للأوعية الدموية (Microvascular decompression): تتضمن هذه الجراحة تخفيف الضغط عن الأوعية الدموية التي تضغط على العصب وهي الجراحة الأكثر تدخلاً ولكنها أيضًا الأكثر فعالية في منع الألم على المدى الطويل.
- الجراحة الإشعاعية (Radiosurgery): تتضمن هذه العملية تركيز الإشعاع على جذر العصب لحجب إشارات الألم وقد يستغرق الأمر أكثر من شهر حتى يشعر الشخص بتحسن الألم.
- قطع الجذور( Rhizotomy): تتضمن هذه العملية إتلاف جذر العصب لحجب إشارات الألم. وهناك عدة طرق تستخدم لذلك، ويشمل الضغط الميكانيكي بالبالون، والتخثير الحراري، والحقن الكيميائي ويؤدي هذا الإجراء دائمًا إلى درجة معينة من فقدان الإحساس في الوجه وخدر قد يُخفف الألم لبضع سنوات، ولكنه عادةً ما يكون أقل فعالية على المدى الطويل.
- استئصال العصب المحيطي (Peripheral neurectomy): يتضمن هذا الإجراء إتلاف أو إزالة فرع محيطي من العصب ويمكن للجراحين القيام بذلك عن طريق الشق الجراحي، أو العلاج بالتبريد، أو العلاج بالترددات الراديوية.
اقرا ايضا : كيف يمكن علاج التهاب الأعصاب نهائيًا؟ إليك أبرز الطرق الطبية والطبيعية
علاجات أخرى لألم العصب الخامس
قد يوصي الطبيب بعلاجات أخرى لتخفيف ألم العصب عادةً بالتزامن مع الأدوية وتشمل هذه العلاجات:
- حقن توكسين البوتولينوم أو حصار الأعصاب و تُخفف هذه العلاجات الألم مؤقتًا.
- الوخز بالإبر.
- التغذية الراجعة الحيوية.
- العلاج النفسي (العلاج بالكلام).
- اليوغا.
- التأمل.
- العلاج بالروائح العطرية.
نصائح للتعامل مع الألم
يمكن اتباع النصائح التالية للتخفيف من ألم العصب الخامس وتشمل الآتي:
- تجنب محفزات الألم مثل الأطعمة شديدة السخونة أو البرودة، الحمضيات، والكافيين
- الابتعاد عن ملامسة الوجه في فترة الألم مثل حلاقة الذقن أو غسل الوجه بالماء البارد.
- استخدم الكمادات الدافئة، وتطبيق تقنيات الاسترخاء كالتنفس العميق.
- من المهم استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب الذي قد يشمل الأدوية أو الإجراءات العلاجية
بالرغم من أن ألم العصب الخامس قد يكون مزمنًا، إلا أن فهم الحالة هو مفتاح السيطرة والتعايش مع أعراضه إذ يؤثر الألم المستمر والمفاجئ على جودة حياة المريض، ما يجعله يخشى الأنشطة اليومية، وقد يؤدي إلى العزلة وعدم القدرة على ممارسة الحياة بشكل طبيعي لذا لا تتجاهل ألم الوجه المستمر، فالاستشارة الطبية المبكرة تُحدث فرقًا كبيرًا في التشخيص والعلاج.

الأسئلة الشائعة
هل يمكن علاج العصب الخامس نهائيًا؟
ما هي العلاقة بين العصب الخامس والحالة النفسية؟
هل التدليك يعالج العصب الخامس؟
مشاركة المقال