ما هي الصدفية التناسلية؟ وما هي أسبابها وعلاجها؟

ما هي الصدفية التناسلية؟ وما هي أسبابها وعلاجها؟

صحة الجلد

يرتبط مصطلح الصدفية بالمرض الجلدي الشهير الذي يسبب قشورًا على الجلد وطفحًا وحكة، لكن لا يعلم الكثيرون عن الصدفية التناسلية على الرغم من أنها واحدة من الأنواع الشائعة والمزمنة التي تؤثر في 2% من الأشخاص على مستوى العالم، وتصيب الجلد في منطقة الأعضاء التناسلية والشرج، ولا تقتصر على البالغين من الجنسين ولكنها قد تصيب الأطفال أيضًا، وسنتعرف في المقال إلى مزيد من المعلومات عن الصدفية التناسلية وتأثيرها في الحياة الجنسية في العموم والانتصاب لدى الرجال.

ما هو مرض الصدفية التناسلية؟

الصدفية هي حالة جلدية من أمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيها الجهاز المناعي خلايا الجلد السليمة فتنمو بشكل أسرع من المعتاد ولا يستطيع الجسم التخلص منها بشكل طبيعي، فتتراكم في صورة قشور وتكون مصحوبة بطفح جلدي أحمر أو أرجواني مع حكة.

عندما تتطور الصدفية في الأعضاء التناسلية والجلد المحيط بها، والذي يشمل منطقة العانة والجزء الخارجي من المهبل والقضيب وثنايا الجلد عند الأرداف، فإنها تُعرف بالصدفية التناسلية.

لا تصيب الصدفية الأغشية المخاطية؛ لذا فإنها لا تؤثر في الجزء الداخلي من المهبل، وعلى عكس ما يعتقد البعض فإن الصدفية التناسلية ليست من الأمراض المنقولة جنسيًا STDs، وليست معدية ولا تنتقل عبر الاتصال الجنسي.

تؤثر الصدفية التناسلية بشكل أساسي في الأعضاء التناسلية أو حولها فقط، ولكنها قد تنتشر في الوقت نفسه في صورة بقع حمراء مثيرة للحكة في أجزاء أخرى من الجسم كالركبتين والمرفقين، وتصيب الصدفية التناسلية ما يقرب من ثلثي الأشخاص المصابين بالصدفية العادية.

للأسف قد يكون علاج الصدفية التناسلية أكثر صعوبة من الأنواع الأخرى، هذا فضلًا عن الانزعاج والشعور بالإحراج المصاحب لها، وتأثيرها في الحياة الجنسية لكل من الرجال والنساء.

يمكن أن تظهر الصدفية التناسلية في مناطق مثل:

  • الفرج أو القضيب.
  • أعلى الفخذين.
  • طيات الجلد بين الفخذين والأرداف.
  • بين الفخذين.
  • كيس الصفن والخصيتين.
  • الشفرين والبظر.

يمكن لأي شخص أن يُصاب بالصدفية التناسلية، لكن الباحثين لا يعرفون السبب الدقيق ورائها. الجدير بالذكر أن الجينات قد تلعب دورًا أساسيًا في الإصابة بها، وأنها قد تتوارث في أفراد العائلة نفسها.

كيف يتم تشخيص مرض الصدفية التناسلية؟

لا يُوجد اختبار أو فحص محدد لتشخيص مرض الصدفية. يمكن لطبيب الأمراض الجلدية تشخيصه في معظم الأحيان بمجرد النظر إلى الجلد.

قد تتشابه الصدفية التناسلية مع عديد من الحالات التي تسبب طفحًا جلديًا، بما في ذلك الإكزيما وعدوى الخميرة وبعض أنواع سرطانات الجلد. إذا لم يكن الطبيب متأكدًا، فقد يأخذ عينة صغيرة من الجلد (خزعة) ويفحصها في المختبر تحت المجهر.

سيسألك طبيب الأمراض الجلدية أيضًا عما إذا كان لديك أي من الأعراض التالية:

  • حكة في الجلد.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بالصدفية.

اقرأ أيضًا: أفضل أطباء الجلدية في المعادي

كيف تؤثر الصدفية على الحياة الجنسية؟

قد تتسبب العلاقة الحميمة والاحتكاك الناجم عنها إلى تفاقم الأعراض وزيادة الالتهاب؛ لذا قد يوصي الطبيب باستخدام العازل الطبي (الواقي الذكري) المزلق؛ لتقليل الاحتكاك على قدر الإمكان.

يشكل الواقي الذكري أيضًا حاجزًا يمنع ملامسة الجلد مع الإفرازات والتي قد تزيد من الالتهاب.

قد تؤثر الصدفية في الحياة الجنسية بسبب المظهر المزعج للأعضاء التناسلية، والذي قد يسبب الشعور بالحرج، لذا من المهم الحديث بين الزوجين حول شعور الطرف المصاب وطمأنته من قبل الطرف الآخر.

بشكل عام وكما ذكرنا فإنه لا يوجد أي مانع من ممارسة العلاقة الحميمة مع الإصابة بالصدفية التناسلية طالما أنها لا تسبب تفاقم الأعراض.

ما العلاقة بين مرض الصدفية والزواج؟

إذا كنت مصابًا بالصدفية ومقبلًا على الزواج فقد تحتاج لتأجيل الخطوة قليلًا حتى استشارة الطبيب، خاصةً أنه قد يؤثر في القدرة الجنسية لدى الرجال، إذ تشير الدراسات إلى أن أكثر من 40% من المصابين بالصدفية أبلغوا عن نوع من الخلل في الوظيفة الجنسية، وعادةً ما يعود ذلك للشعور بالحرج والانزعاج من مظهر الصدفية هذا فضلًا عن الأعراض المصاحبة لها من حكة وألم واحمرار. 

من المهم أن يعي المتزوجون أن الصدفية التناسلية ليست معدية ولا تنتقل بالجماع أو الأنشطة الجنسية، وأنه إذا لم يكن للصدفية تأثيرًا مباشرًا في العلاقة الجنسية أو العامل النفسي فيمكن للزوجين ممارسة العلاقة الحميمة بنجاح، إذ يعتمد الأمر في المقام الأول على التفضيلات الشخصية.

الجدير بالذكر أيضًا أن الصدفية التناسلية لا تؤثر في الخصوبة، إلا لو لم ينجح الرجل في إتمام العملية الجنسية والقذف، وهنا يكون التأثير ليس ناجمًا عن الصدفية نفسها، ولكن في ضعف الانتصاب الذي قد يحدث كواحد من النتائج النفسية المترتبة عليها.

أهم النصائح للتخفيف من تأثير الصدفية على الحياة الجنسية

يمكن ممارسة العلاقة الحميمة كما ذكرنا بأمان مع الإصابة بالصدفية التناسلية، ومع ذلك قد يكون الأمر مزعجًا للبعض، وقد تساعد النصائح التالية على تجنب الإزعاج قدر الإمكان:

  • تجنب الجماع عندما تكون المنطقة التناسلية ملتهبة.
  • الحفاظ على نظافة الأعضاء التناسلية خاصةً بعد العلاقة الحميمة وتجفيفها بمناشف قطنية أو مناديل ورقية ناعمة برفق.
  • استخدام واقي ذكري مزلق أو المزلقات الطبية؛ لتجنب تهيج المناطق الملتهبة.
  • وضع المستحضرات الموضعية التي يوصي بها الطبيب بعد تنظيف الأعضاء التناسلية وتجفيفها؛ لتقليل التهيج الذي قد يحدث بعد الجماع.

​​​​ما هي الأنواع الخمسة للصدفية؟

تُصنف الصدفية إلى خمسة أنواع وفقًا لمكان الإصابة، وتشمل:

الصدفية التناسلية

والتي كما ذكرنا تصيب الجلد في منطقة الأعضاء التناسلية وأعلى الفخذين.

صدفية فروة الرأس

تصيب أكثر من 60% من الأشخاص المصابين بالصدفية، وتؤثر في منطقة خط الشعر والجبهة ومؤخرة العنق والجلد داخل الأذنين وحولهما.

صدفية الوجه

تصيب صدفية الوجه ما يقرب من 50% من الأشخاص المصابين بالصدفية، وقد تؤثر في أي منطقة من الوجه، بما في ذلك: الحاجبين، والجلد بين الأنف والشفة العليا، والجبهة.

الصدفية النخاعية

وهي التي تصيب راحتي اليدين و/أو باطن القدمين. يعاني ما بين %12 و%16 من الأشخاص المصابين بالصدفية من الصدفية النخاعية، وقد تؤثر في الأظافر أيضًا.

صدفية طيّات الجلد

قد تؤثر الصدفية في ثنايا الجلد في مناطق، مثل: أسفل الذراعين والثدي، وغالبًا ما تتهيج هذه المناطق بسبب الاحتكاك والتعرق.

تصنف الصدفية إلى خمسة أنواع أيضًا بناءً على شكل الأعراض وتشمل:

الصدفية النقطية

تصيب ما يقرب من 8% من الأشخاص المصابين بالصدفية. تشمل أعراض الصدفية النقطية ظهور بقع صغيرة أو دائرية أو حمراء أو متغيرة اللون بسبب الالتهاب. غالبًا ما تظهر الأعراض على الذراعين والساقين والجذع، ومع ذلك، قد تؤثر في أي منطقة من الجسم.

الصدفية البثرية

تصيب ما يقرب من 3% من الأشخاص المصابين بالصدفية، وتتسبب في أعراض مثل: بثور (نتوءات بيضاء مليئة بالصديد ومؤلمة) قد تكون محاطة بجلد ملتهب محمّر أو متغير اللون. قد تظهر الصدفية البثرية فقط في مناطق معينة من الجسم، مثل: اليدين والقدمين، أو قد تغطي معظم الجسم.

الصدفية القشرية

تُعرف أيضًا بالصدفية اللويحية وهي النوع الأكثر شيوعًا، إذ تصيب ما يصل إلى 80% من المصابين بالصدفية. قد تظهر القشور في أي مكان من الجسم على شكل بقع مرتفعة من الجلد الملتهب وتكون مثيرة للحكة ومؤلمة. 

قد يكون الجلد أحمر مع قشور بيضاء فضية في بعض الحالات وفي حالات أخرى قد تبدو القشور أرجوانية. غالبًا ما تظهر القشور على فروة الرأس والركبتين والمرفقين وداخل أو حول السرة وأسفل الظهر، ومع ذلك قد تؤثر في أي منطقة من الجسم.

الصدفية المعكوسة

تصيب الصدفية المعكوسة 25% من الأشخاص المصابين بالصدفية. تشمل علامات الصدفية العكسية التهاب الجلد الأحمر العميق أو الجلد الداكن الناعم وغير المتقشر. تصيب الصدفية المعكوسة طيّات الجلد في الجسم مثل: الإبطين وتحت الثديين ومنطقة الأعضاء التناسلية والأرداف. قد تسبب الصدفية العكسية حكة شديدة وألمًا وقد تتزايد بسبب العرق والحكة في هذه المناطق.

الصدفية المحمرة للجلد

وهي نوع نادر الحدوث يصيب 2٪ فقط من المصابين بالصدفية. قد يسبب هذا النوع من الصدفية احمرارًا شديدًا أو تغيرًا في اللون وتساقط طبقات الجلد في طبقات كبيرة. غالبًا ما تصيب الجسم كله تقريبًا، وقد تكون مهددة للحياة. تشمل الأعراض الأخرى حكة شديدة وألمًا وتغيرات في معدل ضربات القلب، ودرجة الحرارة، والجفاف، وتغيرات في شكل ولون الأظافر. 

كيف تؤثر الصدفية على الانتصاب لدى الرجل؟

قد يؤثر مظهر الصدفية بشكل مباشر في ثقة الرجل بنفسه وتسبب شعوره بالحرج، الأمر الذي قد يقلل الرغبة الجنسية لديه، ويؤدي إلى مشكلات، مثل: ضعف الانتصاب.

قد تسبب ممارسة العلاقة الحميمة في الشعور بعدم الراحة نتيجة الاحتكاك الذي يهيج الجلد أو يزيد الأعراض سوءًا، وتشير الدراسات إلى أن الرجال المصابين بالصدفية التناسلية أكثر عرضة للاكتئاب وضعف الانتصاب، وصعوبة تحقيق النشوة الجنسية.

تشير الإحصاءات إلى أن 53% من الرجال المصابين بالصدفية أبلغوا عن ضعف الانتصاب، وأن 20% منهم كان لديهم ضعف انتصاب خفيف بينما أبلغ 6% منهم أنه كان شديدًا.

لا تسبب الصدفية التناسلية مشكلة عضوية ترتبط بضعف الانتصاب، ولكنها عادةً ما تسبب مشكلات نفسية تؤدي في النهاية إلى حدوثه ومنها:

  • الاكتئاب.
  • القلق.
  • فقدان الثقة بالنفس.
  • الحرج من مظهر القشور على الأعضاء التناسلية.​​​​​​​

في مجمل القول فإنه يمكن التعايش مع الصدفية التناسلية وممارسة العلاقة الحميمة بشكل طبيعي طالما أنها لا تزيد من حدة الأعراض، ومن المهم استشارة طبيب الجلدية فقد يوصي ببعض الأدوية التي تساعد على التحكم في الأعراض، كذلك من المهم تفهم الطرف الآخر لمشاعر الطرف المصاب وطمأنته، فالجانب النفسي يلعب دورًا أساسيًا في تجنب تأثيرها في الحياة الجنسية.

الأسئلة الشائعة

  •  ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بضعف الانتصاب لدى مرضى الصدفية؟

  • هل مرض الصدفية يسبب العقم؟

مشاركة المقال

تواصل معنا

التليفون

البريد الإلكتروني

الموقع

الاسم الكامل*
closest branch
phone-number
email-address