

ينتج الربو القلبي بسبب تراكم السوائل في الرئتين والممرات الهوائية وحدوث الوذمة الرئوية، يتشكل هذا السائل في أغلب الحالات نتيجة لضعف ضخ القلب أو بسبب تسريب الصمام أو عيب خلقي في القلب منذ الولادة، أي على عكس مرض الربو القصبي هو نتيجة مشكلة قلبية واضحة.
يتسبب قصور القلب الاحتقاني في إبطاء تدفق الدم ويفشل البطين الأيسر في ضخ الدم بشكل فعال، ما يسبب حدوث تراكم للدم، فتتورم الأنسجة ويحتاج القلب أن يبذل جهداً أكبر ليكمل عمله، ومن هنا تظهر أعراض مشابهة للربو، أي بعبارة أخرى تتمثل الأعراض التنفسية لفشل القلب الاحتقاني في "الربو القلبي".
يشكل الربو القلبي في الكثير من الحالات تهديداً على حياة المريض، نظراً لسوء وتأخر التشخيص والتعامل معه أنه مشكلة تنفسية ومعالجة الأعراض دون العودة للسبب الرئيسي المتمثل في قصور القلب.
تتشابه أعراض الربو القلبي مع أعراض الربو القصبي المتعارف عليه، إذ يُلاحظ على المريض أعراض مثل:
يصف الأطباء حالة المريض بأنه يستيقظ ليلاً بسبب ضيق وعدم قدرته على التنفس بعد ساعات قليلة من النوم، ويجلس على السرير فتتحسن الحالة تدريجياً وتتفاقم عندما يستلقي مجدداً لعدة ساعات.
تتمثل الأعراض الأخرى للربو القلبي في:
كما يلاحظ بعض المصابين بالربو القلبي ازرقاق أطراف أصابعهم وشفاههم، وقد يظهر عرض واضح لدى هؤلاء المرضى نتيجة لاحتباس السوائل، وهو تورم القدمين والكاحلين وقد تصل هذه الوذمة للبطن.
لا يُعد الربو القلبي شكلاً من أشكال الربو، على الرغم من وجود السعال أو الأزيز أو ضيق التنفس في كلا الحالتين ولكنه يحدث بسبب قصور القلب الأيسر وليس تضيق القصبات.
قد يميز الطبيب بين الحالتين عبر عدة عوامل، منها الآتي:
يتمثل العلاج الرئيسي لحالة الربو القلبي في معالجة المشكلة القلبية المسببة له، وليس معالجة الأعراض التنفسية كما هو الأمر في الربو القصبي.
يتضمن علاج قصور القلب الأدوية التي تساهم في تحسين كفاءة أو قدرة القلب على ضخ الدم، وتقليل ضغط الدم وتخفيف الإجهاد على القلب وتحسين صحته، ذلك بدوره يساعد على تخفيف أعراض الربو القلبي لدى العديد من المرضى.
نذكر لكم طرق العلاج الممكنة والتي تختلف على حسب شدة الأعراض.
يلجأ الطبيب لإعطاء أدوية لعلاج الحالة بعد استقرار النوبة عند المريض، مثل:
قد يسبب قصور القلب وضيق التنفس نقصاً في الأكسجين الواصل للرئتين وأعضاء الجسم الأخرى، ما يتطلب إعطاء الأكسجين أو وضع جهاز التنفس الصناعي للمريض.
لا يلجأ الطبيب لذلك إلا في حال وضوح أعراض نقص الأكسجين على المريض، مثل: ازرقاق شفتيه أو أطرافه أو استمرار صعوبة وسرعة التنفس.
تحتاج بعض الحالات القلبية إلى التدخل الجراحي من أجل حل الأمر من جذوره، ويشمل ذلك:
رأب الأوعية الدموية الواصلة للقلب.
جراحة فتح مجرى جانبي للشريان التاجي Coronary artery bypass surgery.
يلجأ الطبيب للخيار الجراحي في المراحل المتقدمة، وعند فشل جميع العلاجات الأخرى فإن الحل الوحيد هو زراعة القلب.
يعتمد علاج قصور القلب بشكل كبير على شدة المرض ودرجة ضعف القلب والأوعية الدموية، فمثلاً في الحالات الأكثر تقدمًا قد لا تكفي المدرات لإخراج السوائل المتراكمة، فيلجأ الأطباء إلى شفط السوائل أي استخراجها بإبرة؛ لتخفيف الضغط عن القلب.
الجدير بالذكر أن البعض قد ينصح المرضى باستخدام موسعات الشعب الهوائية المعتادة والمستخدمة لعلاج الربو القصبي خاصةً للأشخاص الذين يستيقظون فجأة في الليل نتيجة ضيق التنفس.
لا يُوجد ما يثبت صحة ذلك، بل على العكس قد تزيد بعض هذه الأدوية من معدل ضربات القلب من خلال تأثيرها في مستقبلات معينة تُسمى β1 موجودة على عضلة القلب، ما قد يسبب تُضيّق القصبات.
يمكن لهؤلاء المرضى أن يحسنوا من سوء الوضع ليلاً عبر الجلوس في وضع مستقيم مدة نصف ساعة.
في حالات الربو القلبي الحاد سيوصي الطبيب بالعلاجات الوريدية، أما في الحالات المعتدلة، عادةً ما يصف ما يلي:
فشل القلب وقصور عمله يسبب الربو القلبي، هذه الجملة التي ننهي ونلخص بها مقالنا اليوم، بعيداً عن تسميته بالربو فهو غير ناتج عن مشكلة تنفسية بل قلبية، لذا لا تتهاون في معرفة سبب الأعراض التي تواجهها أو تتردد في استشارة طبيب القلب؛ لتدارك السبب الرئيسي بدلاً من قضاء سنوات في معالجة أعراض تنفسية دون جدوى وترك المرض يهدد حياتك.
نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، احجز الآن في مستشفيات أندلسية لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، من هنــــــــا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.