

يشير مصطلح الحمل الغزلاني إلى الحمل الذي يصاحبه نزول دم. من الطبيعي أن يتوقف نزول الدورة الشهرية في فترة الحمل إذ يتوقف التبويض، وتلتصق البويضة المخصبة في جدار الرحم، ولكن في بعض الحالات تتعرض الحامل لنزول الدم حتى مع حدوث حمل، ما يُعرف بالحمل الغزلاني، وسُمي كذلك نسبة لأن إناث الغزلان تحيض حتى في أثناء الحمل.

يمكن نزول الدورة في موعدها مع وجود حمل في حالات الحمل الغزلاني، فإن نسبة كبيرة من النساء لا يعلمنّ بوجود حمل إلا في الشهر الرابع أو الخامس حيث تبدأ البطن في البروز، وذلك نتيجة نزول دم في أوقات الحيض التقليدية، فلا يتوقعنّ حدوث الحمل خاصةً إذا كان غير مخطط له.
والحقيقة أن الدم المصاحب للحمل في هذه الفترة ليس دم حيض، ولكنه دم يُعرف بنزيف الانغراس.
بعض السيدات يتعرضنّ لنزول الدم مرة واحدة بعد مرور أسبوع إلى أسبوعين من الإخصاب أي في موعد الدورة الشهرية الأولى بعد الحمل، والبعض يختبرنه على مدار الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل تزامنًا مع المواعيد المفترض نزول الدورة الشهرية فيها، لذا تظن غالبية النساء أنه حيض.
يحدث نزيف الانغراس عادةً في الموعد المتوقع لنزول الدورة أو قبلها بقليل، ومع ذلك، يكون نزيف الانغراس أخف من نزيف الدورة الشهرية، وهو علامة مبكرة جدًا على الحمل.
تبدأ عملية الانغراس بالإخصاب بمجرد أن يقوم الحيوان المنوي بتلقيح البويضة. تنتقل البويضة المخصبة عبر قناة فالوب باتجاه الرحم. عند وصول البويضة المخصبة إلى الرحم فإنها تبحث عن مكان في جدار الرحم لتنغرس فيه ويصاحب هذه العملية نزول قطرات دم تعرف باسم بقع الانغراس.
وللتفرقة بين بقع الانغراس وبين الحمل، يجب إجراء اختبار الحمل في الدم، أو استئارة الطبيب لإجراء السونار لمعرفة حدوث الحمل من عدمه.
كما ذكرنا، فإن الحمل الغزلاني يشير لنزول الدم في أثناء الحمل في الأوقات المفترض نزول الدورة الشهرية فيها، ما يُعرف بنزيف الانغراس، وهو ليس نزيفًا بالمعنى المفهوم، لكنه كمية صغيرة من الدم أو البقع الخفيفة، ويحدث عادةً بعد حوالي 10 إلى 14 يومًا من الحمل.
يحدث نزيف الانغراس عندما تلتصق البويضة الملقحة ببطانة الرحم. عادةً ما يحدث نزيف الانغراس في الوقت المتوقع لنزول الدورة الشهرية، ومع ذلك، فإن نزيف الانغراس يكون أخف من نزيف الحيض.
في بعض الأحيان، يتم الخلط بين نزيف الانغراس على أنه دورة شهرية خفيفة، ولأنه يحدث خلال الأشهر الثلاثة الأولى. فقد لا تدرك المرأة أنها حامل، ما قد يؤدي إلى خطأ عند تحديد موعد الولادة.
النزيف الغزير (أكثر مما يحدث في الدورة الشهرية العادية) قد يكون علامة على وجود مشكلة، ويجب الرجوع إلى الطبيب في حالة النزيف الغزير، أو في حالة وجود حمى، وتقلصات تزداد حدتها مصاحبة لنزيف الانغراس.
هناك بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالية حدوث الحمل الغزلاني، وتشمل:
وجود تاريخ سابق لنزيف الانغراس أو الحمل الغزلاني.
التهابات المهبل أو عنق الرحم غير المعالجة.
ضعف بطانة الرحم أو اضطرابات الهرمونات الأنثوية.
ممارسة مجهود بدني زائد أو حمل أوزان ثقيلة في بداية الحمل.
وجود مشكلات في المشيمة أو بداية الحمل خارج الرحم.
استخدام وسائل مساعدة على الإنجاب مثل التلقيح الصناعي أو أطفال الأنابيب.
نزيف الانغراس من علامات الحمل الغزلاني، والحمل بصفة عامة، ويكون في صورة دم خفيف أو مجرد بقع بسيطة، وعادةً ما يكون مصحوبًا بعلامات أخرى، والتي تشمل:
وفي حالة عدم التأكد ما إذا كان النزيف ناجمًا عن انغراس البويضة أو دم حيض، فيجب إجراء اختبار الحمل في الدم، أو فحص الموجات فوق الصوتية عند الطبيب.
تعرفي على: أفضل أطباء النساء والتوليد في مصر.

على عكس الدورة الشهرية، يكون نزيف الانغراس أخف في التدفق، وعادةً ما يتوقف بعد يوم أو يومين، ولا يستمر النزيف والإفرازات الناتجة عن الانغراس لأكثر من 48 ساعة، وفي بعض الحالات قد يستمر التبقيع لعدة ساعات، وقد يظهر كبقعة واحدة أو إفرازات بلون وردي دون نزول دم واضح.
هناك العديد من النساء يسألن هل نزول دم بني في موعد الدورة من علامات الحمل؟ يخلط عديد من النساء بين نزيف الانغراس والدورة الشهرية الخفيفة. يختلف لون وتدفق الدم في الحالتين، فدم الانغراس يكون داكنًا عن دم الدورة الشهرية، وعادةً ما يكون أحمر داكنًا أو بنيًا، أما إذ كان الدم خفيفًا وصاحبه نزول إفرازات فسيبدو ورديًا.
غالبًا ما يكون نزيف الانغراس خفيفًا جدًا مقارنةً بدم الحيض. أما دم الحيض فيكون بلون أحمر واضح ويستمر لبضعة أيام أو أكثر.
نزيف الانغراس هو علامة طبيعية للحمل، ولا يشكل خطورة في العادة، ولذا ليست هناك حاجة للعلاج.
وعادةً ما يختفي النزيف الناجم عن الانغراس في غضون يومين دون الحاجة إلى علاج. قد يكون النزيف الغزير بشكل غير طبيعي علامة على الحيض أو أحد مضاعفات الحمل.
وبصفة عامة يجب تجنب الجماع في وقت نزيف الانغراس، وعدم استخدام السدادة القطنية.
ويجب مراجعة الطبيب في حالة نزول دم سواء بقع خفيفة، أو نزيف غزير بعد التأكد من حدوث الحمل، لمعرفة السبب ورائه، والتأكد أنه نزيف طبيعي وليس علامة على حدوث إجهاض أو حمل خارج الرحم.
يجب استشارة الطبيب فورًا إذا لاحظتِ أيًّا من الأعراض التالية:
استمرار النزيف أكثر من يومين أو زيادته عن المعدل الطبيعي.
نزول كتل دموية أو دم غامق اللون بكمية كبيرة.
الشعور بآلام حادة أسفل البطن أو في أحد الجانبين.
ارتفاع درجة الحرارة أو وجود إفرازات ذات رائحة غير طبيعية.
الشعور بدوخة شديدة أو فقدان للوعي.
ختامًا، فإن الحمل الغزلاني هو حالة ليست طارئة في العموم، ومع ذلك فإن الطبيب فقط من يحدد ما إذا كان الدم ناجمًا عن انغراس البويضة أو عن مشكلة في الحمل، لذا فإن المتابعة الطبية مهمة للغاية، خاصةً في الثلاثة أشهر الأولى، والتي يزداد فيها فرص حدوث الإجهاض.

مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.