ما هو الحمل الخطر؟
يُشخص الحمل أنه "خطر" أو "عالي الخطورة" إذا كانت هناك عوامل تزيد من فرص إصابة الأم أو الجنين بمشكلات صحية سواء في أثناء الحمل أو الولادة. يُوجد عديد من العوامل التي تعرض الحمل للخطر كالظروف الصحية للأم وعمرها، ومشكلات الحمل نفسه، وغيرها، وعلى الرغم أن مصطلح الحمل الخطر قد يكون مقلقًا، لكنه لا يعني بالضرورة أن الحمل لن يكتمل، وسنوضح من خلال المقال مزيدًا من المعلومات عن الحمل عالي الخطورة، وأعراضه وكيفية التعامل معه.
ما هو الحمل الخطر؟
جميع حالات الحمل تنطوي على نسبة من المخاطر، لكن الحمل الخطر هو أي حمل ينطوي على مخاطر صحية متزايدة للحامل أو الجنين أو كليهما. تحتاج المرأة التي شُخصت بحمل خطر إلى رعاية إضافية طوال فترة الحمل وفي أثناء الولادة وبعدها لتقليل حدوث المضاعفات. الحمل الخطر لا يعني بالضرورة أنه لن يكتمل، بل أن غالبية السيدات اللاتي شُخصنّ بحمل خطر أتممنّ حملهنّ بأمان، ولكن يشير الحمل الخطر إلى أن هناك احتمالية لحدوث مضاعفات قد تؤثر في الأم أو الجنين أو كليهما.
يرتبط الحمل الخطر في معظم الأحيان بمشكلات في الحمل نفسه، على سبيل المثال مشكلة مع الجنين أو المشيمة، أو قد ينجم عن حالات صحية سابقة للأم، مثل السرطان أو السكري أو أمراض المناعة الذاتية. وفي العموم، فإن تشخيص الحمل أنه خطر يشير إلى أنه يحتاج مزيدًا من الاهتمام لأعراض أو ظروف معينة خلال فترة الحمل، لذا لا يجب الشعور بالقلق أو التوتر، وإنما يحتاج الأمر للمتابعة الطبية، واتباع تعليمات الطبيب حتى يُولد الطفل سليمًا ومعافًا.
ما أنواع الحمل الخطر؟
يمكن أن يكون الحمل خطرًا منذ بدايته، وعادةً ما يكون السبب في هذه الحالة مشكلة صحية لدى الأم كالأمراض المزمنة، أو قد يحدث في الثلث الثاني أو الثالث منه، نتيجة مشكلات في تطور الجنين، أو وجود مشكلة في المشيمة، وبصفة عامة فإن أنواع الحمل الخطر تشمل:
- الولادة المبكرة: إذا تعرضت الأم لانقباضات منتظمة قبل الوصول إلى الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، فهذا يعني أنها في مرحلة الولادة المبكرة، وإذا ولدت في هذه الفترة فإن الطفل يكون مبتسرًا. لا يُوجد سبب واحد محدد للولادة المبكرة، وقد تحدث بسبب تاريخ أسري من الولادات المبكرة، أو الحمل في توائم، أو نتيجة تشوهات في عنق الرحم، والتهابات المهبل. تشمل علامات الولادة المبكرة الإفرازات المهبلية الدموية أو المائية، وتشنجات في أسفل البطن، وعادةً ما يوصي الطبيب في هذه الحالة بالراحة في الفراش، وحقن البروجيستيرون، والتي قد تساعد على تقليل فرص الولادة المبكرة بنسبة 20% تقريبًا.
- تسمم الحمل: يحدث هذا النوع من الحمل الخطر، عندما تعاني الأم من ارتفاع ضغط الدم، وتراكم البروتين في بولها، ما قد يؤدي إلى تخثر الدم وضعف وظائف الكبد والكلى. كما تم ربطه بمؤشر كتلة جسم المرأة في أثناء الحمل. نظرًا لأن هذه حالة خطيرة وقد تؤثر في كلٍ من الأم والطفل، فمن المهم مراجعة الطبيب فورًا بمجرد ظهور أعراض مثل تورم اليدين والقدمين، ووجود دم في البول والصداع والغثيان الشديد. الأمهات اللاتي لديهنّ تاريخ عائلي لهذه الحالة أكثر عرضة للإصابة. قد يقترح طبيب أمراض النساء الراحة في الفراش، وتناول الفيتامينات مثل E و C اعتمادًا على الأعراض.
- سكري الحمل: هو نوع من انواع مرض السكري يتطور في أثناء الحمل عندما تضعف قدرة البنكرياس على إنتاج الإنسولين لمواجهة هرمونات الحمل التي ترفع مستويات السكر في الدم. تتعافى هذه الحالة من تلقاء نفسها بعد ولادة الطفل، ولكنها قد ترتبط بحمل عالِ الخطورة، لأن الأم المصابة بسكري الحمل، قد تُصاب في النهاية بمرض السكري من النوع الثاني. قد لا تظهر أي أعراض على الإطلاق للكشف عن سكري الحمل، أو قد يكون مصحوبًا بأعراض مثل زيادة التبول، وعدم وضوح الرؤية، والشعور المستمر بالعطش.
يمكن الوقاية من سكري الحمل عن طريق اتباع نظام غذائي غني بالألياف ومنخفض السكريات. كذلك عن طريق ممارسة الرياضة بانتظام من أجل الحفاظ على وزن صحي، وقد يوصي الطبيب في بعض الحالات بحقن الإنسولين. - المشيمة المنزاحة: هذه حالة تغطي فيها المشيمة عنق الرحم. على الرغم من أنها تحدث فقط في أقل من 1% من حالات الحمل، فإنها لا تزال حالة شديدة الخطورة لأنها يمكن أن تسبب نزيفًا حادًا للأم إذا تمزقت أجزاء من المشيمة في أثناء المخاض. يزداد خطر الإصابة بالمشيمة المنزاحة لدى النساء اللاتي خضعنّ لعمليات ولادة قيصرية سابقة، أو عمليات إجهاض، أو يحملنّ أجنة متعددة. النزيف خلال الثلث الثاني أو الثالث من الحمل هو أحد الأعراض الشائعة لهذه الحالة.
لا يمكن منع المشيمة المنزاحة، ولكن اعتمادًا على الأعراض، قد يقوم الطبيب إما بمراقبة الحالة عن كثب أو التوصية بالراحة الكاملة في الفراش. إذا كان النزيف مستمرًا، فقد يوصي بالبقاء في المستشفى.
ما أعراض الحمل الخطر؟
تختلف أعراض الحمل الخطر وفقًا للحالة، ولكن هناك بعض الأعراض الشائعة التي بمجرد حدوثها يجب مراجعة الطبيب فورًا حتى يمكن السيطرة على الحالة، وتشمل أعراض الحمل الخطر ما يلي:
- النزيف: النزيف قد يحدث بشكل طبيعي في بداية الحمل، ويكون في صورة بقع "تبقيع" ويُعرف بنزيف الانغراس (نتيحة انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم)، أما إذا كان النزيف حادًا، ومصحوبًا بآلام شديدة في البطن وتقلصات تشبه الدورة الشهرية، فقد يكون ذلك علامة على الحمل الخطر، وقد يشير في الثلث الأول إلى الحمل خارج الرحم، أو الإجهاض، بينما يشير في الثلث الأخير إلى انفصال المشيمة، والذي يحدث عندما تنفصل المشيمة عن بطانة الرحم.
- الغثيان والقيء الشديد: من الشائع جدًا الشعور ببعض الغثيان في أثناء الحمل. إذا أصبح القيء شديدًا، فقد يكون ذلك أكثر خطورة، وتتعرض الأم للإصابة بالجفاف، الأمر الذي قد يهدد حياة الأم والجنين.
- انخفاض حركة الطفل: قد ينخفض نشاط الجنين مع اقتراب الولادة إذ تصبح حركته محدودة مع نموه داخل الرحم، ولكن إذا انخفضت حركة الطفل بشكلٍ كبير أو قلّت عدد ركلاته لأقل من 10 ركلات على مدار ساعتين أو إذا توقفت حركته فهذا قد يشير لمشكلة خطيرة، ويمكن اختبار الأمر بتناول بعض الأطعمة السكرية، أو الاستلقاء على أحد الجانبين، وإذا لم تشعر الأم بحركة الجنين فيجب مراجعة الطبيب فورًا.
- تقلصات في وقتٍ مبكر من الثلث الثالث: قد تكون الانقباضات علامة على الولادة المبكرة. ومع ذلك تخلط بعض الأمهات بين المخاض الحقيقي والكاذب (انقباضات براكستون هيكس)، ويمكن التمييز بينهما في إن أن الانقباضات الكاذبة تكون غير منتظمة ولا تزداد حدتها، وسوف تهدأ في غضون ساعة. لكن الانقباضات المنتظمة تكون متباعدة بحوالي 10 دقائق أو أقل وتزداد شدتها. في حالة الشعور بتقلصات منتظمة في وقتٍ مبكر من الثلث الثالث يجب الذهاب للمستشفى فورًا.
- نزول ماء الجنين: إذا تدفق الماء المحيط بالجنين سواء في صورة قطرات أو دفعة واحدة، فيجب الذهاب للمستشفى حتى لا يتعرض الجنين للخطر، وفي حالة عدم التأكد مما إذا كان بولًا أم تمزقًا حقيقيًا في الكيس الأمنيوسي فيجب على الأم إفراغ مثانتها، فإذا استمر نزول الماء فهذا يعني أنه ماء الجنين وأنها على وشك الولادة.
- صداع حاد مستمر وآلام في البطن: قد تكون هذه الأعراض بالإضافة لتورم اليدين والقدمين علامة على تسمم الحمل، وهي حالة خطيرة عادةً ما تحدث في الثلث الأخير من الحمل، ويسبقها ارتفاع في ضغط الدم، وزيادة البروتين في البول.
وبصفة عامة في حال اختبار الأعراض التالية سواء كان الحمل خطرًا أم لا فيجب مراجعة الطبيب فورًا:
- ألم في البطن لا يزول.
- ألم في الصدر.
- دوار أو إغماء.
- التعب الشديد.
- توقف حركة الطفل أو تباطؤها.
- حمى وقشعريرة.
- خفقان القلب.
- صعوبة في التنفس.
- ألم أو حرقة شديدة مع التبول.
- تغييرات في الرؤية.
تعرفي علي أفضل أطباء النساء والتوليد في مصر
ويمكن تقسيم علامات الخطر خلال الحمل وفقًا لشهور الحمل كما سنوضح فيما يلي.
علامات الخطر خلال الحمل في الشهور الأولى
- النزيف المهبلي.
- القيء والغثيان الشديد.
- تقلصات.
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- طفح جلدي وآلام المفاصل (علامة على الإصابة بعدوى مثل فيروس المضخم للخلايا (CMV) والتوكسوبلازما والفيروس الصغير).
- إفرازات مهبلية بلون أخضر أو أصفر.
- حرقة وحكة في أثناء التبول.
علامات الخطر خلال الحمل في الشهور الوسطى
- النزيف.
- التقلصات الشديدة.
- توقف أو تباطؤ حركة الجنين.
- تورم اليدين والقدمين الشديد.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الصداع المستمر.
- تغيرات في الرؤية.
- الإسهال.
- ألم شديد أسفل الظهر.
- نزول ماء الجنين.
علامات الخطر خلال الحمل في الشهور الأخيرة
- تقلصات شديدة في وقتٍ مبكر من الثلث الأخير.
- نزول ماء الجنين.
- نزيف مهبلي.
- توقف أو تباطؤ شديد في حركة الجنين.
- صداع مستمر.
- تغيرات في الرؤية.
- تورم شديد في القدمين والكاحلين.
- ضيق التنفس.
- الإسهال.
تعرفي أكثر عن الحمل عالي الخطورة مع د راني حشاد
نصائح للمرأة الحامل للتعامل مع الحمل الخطر
سواء شُخصت الأم بحمل خطر أم لا فإن بعض العادات اليومية قد تساعد بشكلٍ كبير على الحفاظ على حمل صحي، وتجنب كثير من المضاعفات، وتشمل هذه النصائح:
- المتابعة الطبية طوال فترة الحمل.
- إجراء الفحوص التي يُوصي بها الطبيب بانتظام.
- تناول فيتامينات الحمل.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يشتمل على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة واللحوم الخالية من الدهون ومنتجات الحليب.
- التوقف عن التدخين.
- عدم تناول أي أدوية دون استشارة الطبيب.
- الحفاظ على وزن صحي في أثناء الحمل عن طريق تناول الأطعمة الصحية، وممارسة الرياضة بعد استشارة الطبيب.
- عدم مخالطة المرضى وعدم تناول اللحوم النيئة أو منتجات الحليب غير المبسترة لتجنب العدوى.
- تجنب مصادر التوتر.
- متابعة المشكلات الصحية المزمنة مثل السكري وأمراض القلب مع الطبيب المختص طوال فترة الحمل.
ختامًا، فإن الحمل الخطر كما ذكرنا من خلال المقال لا يعني بالضرورة حدوث مضاعفات أو إجهاض، ولكن يتطلب الأمر رعاية إضافية ومراقبة لحالة الأم عن كثب والالتزام بتعليمات الطبيب حتى تكتمل رحلة الحمل بأمان.
مشاركة المقال