

التلعثم هو اضطراب في إيقاع الكلام يتسم بتكرار الأصوات أو المقاطع أو الكلمات وإطالة نطقها، كما يتسم بانقطاع في إنتاج الأصوات في أثناء الكلام. تنشأ المشكلة بشكل رئيسي في فترة الطفولة، ويمكن أن تستمر مدى الحياة، وقد يظهر التلعثم أيضًا في أي عمر عند الأطفال أو البالغين، ويؤثر في طلاقة الكلام.
من الشائع أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 5 سنوات قد لا يتمتعون بطلاقة كاملة في الحديث حتى يتعلموا معاني الكلام وتكوين الجمل الحوارية. يعاني البعض من التلعثم لصعوبة التعامل مع كيفية تدفق الكلمات، يُعرف هذا الانقطاع في تدفق الكلام بعدم الطلاقة أو التلعثم.
يختفي التلعثم لدى معظم الأطفال تلقائيًا قبل عمر 3 سنوات، ومع ذلك قد يستمر لدى 20٪ من الحالات حتى مرحلة البلوغ.
يمكن للمحيطين بالطفل الذي يعاني من التلعثم والتأتأة ملاحظة بعض الأعراض، مثل:
سبب التلعثم أو التأتأة غير معروف، ويمكن أن يظهر لدى الجميع، بغض النظر عن سلامة حاسة السمع أو الذكاء أو وجود بعض المشكلات النفسية أو الشخصية. الأطفال أو البالغون الذين يتلعثمون طبيعيون، باستثناء الطريقة التي يتحدثون بها.
هناك بعض العوامل التي قد تساهم في زيادة احتمالات الإصابة بـ التلعثم او التأتأة مثل:
يقسم بعض المتخصصين ظاهرة التلعثم أو التأتأة إلى نوعين:
التلعثم النمائي
ينشأ هذا النوع عند الأطفال الصغار بينما لا يزالون يتعلمون مهارات الكلام واللغة، وهو الشكل الأكثر شيوعًا للتلعثم.
يعتقد بعض العلماء والأطباء أن التلعثم النمائي يحدث عندما تعجز قدرات الأطفال اللغوية والكلامية عن تلبية متطلباته اللفظية، أي أن الطفل يعي ما يريد قوله ولكنه لا يتمكن من نطقه بسلاسة.
أظهرت دراسات تصوير الدماغ الحديثة اختلافات ثابتة بين أولئك الذين يتلعثمون مقارنةً بأقرانهم الذين لا يتلعثمون. قد يحدث التلعثم النمائي أيضًا في العائلات، وقد أظهرت الأبحاث أن العوامل الوراثية تساهم في ظهور هذا النوع من التلعثم.
التلعثم العصبي
قد يحدث هذا النوع من التلعثم بعد السكتة الدماغية أو صدمات الرأس أو أي نوع آخر من إصابات الدماغ، وفيه يواجه الدماغ صعوبة في التنسيق بين مناطق المخ المختلفة المشاركة في وظيفة الكلام، ما يؤدي إلى صعوبة في إنتاج كلام واضح ومفهوم.
التلعثم النفسي
قديماً كان يُعتقد أن التلعثم ناشىء عن صدمة نفسية، لكن الحقيقة هي أن التلعثم النفسي المنشأ نادر الحدوث. يُوجد اختلاف في الرأي حول دور الصدمات النفسية مع هذا النوع من التلعثم، وهناك آراء ترجح أنها سبب في حدوث المشكلة وآراء أخرى ترى أنها تساهم فقط فى زيادة سوء الحالة وظهور أعراض التلعثم بشكل واضح.
تتعامل معظم الأبحاث والمصادر الطبية مع التلعثم والتأتأة على أنهما مسميان للمشكلة نفسها، وأنها حالة ترتبط بالتكرار اللا إرادي للكلام، والإطالة في المقاطع الصوتية بالإضافة إلى التوقف والتردد وغيرها من مظاهر الخوف والقلق والعصبية.
يرى بعض المتخصصين في مجال علاج اضطرابات الكلام والنطق أن الفرق بين التلعثم والتأتأة يتلخص في أن مريض التلعثم قد لا يعاني من حدوث تشنجات في الوجه أو حركة العينين في أثناء الكلام.
من المهم أيضًا التفرقة بين ضعف الكلام واللغة، فهما مفهومان مختلفان، في ضعف اللغة، لا يمكن تكوين الأصوات بشكل صحيح، أما اضطراب الكلام، لا يمكن تشكيل الكلمات بسبب وجود خلل في الجمع بين الأصوات يؤدي إلى مشكلات في التحدث.
على الرغم من عدم وجود علاج متاح لحل مشكلة التلعثم بشكل نهائي، فإن اكتشاف المشكلة والتعامل معها مبكرًا قد يصنع فرقًا في النتائج النهائية للعلاج.
يشترك كل من الطبيب النفسي واختصاصي النطق والتخاطب فى علاج هذه الحالة بالطرق التالية:

التلعثم النفسي هي حالة نادرة تحدث فقط للأفراد الذين عانوا من صدمة نفسية أوعاطفية شديدة أو من لهم تاريخ من الأمراض النفسية، يتميز هذا النوع من التلعثم بالتكرار السريع لأصوات الكلمات الأولية.
يتسم التلعثم النفسي بانقطاعات لا إرادية في الكلام مصحوبة بتوتر عضلي في الوجه والرقبة.
للأسف فإن التلعثم لا يؤثر فقط في قدرة الطفل على التواصل مع الآخرين، ولكنه قد يعرض الطفل للتنمر من أقرانه، الأمر الذي قد يصيبه بالاكتئاب والرغبة في الانعزال عن المحيطين.
تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يعانون من التلعثم هم أكثر عرضة للانطوائية والانسحاب الاجتماعي، وأنهم لا يسعون لعمل علاقات اجتماعية وقد يستمر الأمر لديهم حتى مع تحسن الكلام.
لذا من المهم على أفراد الأسرة دعم الطفل، وشرح الأمر له ومحاولة تشجيعه على الكلام والاستماع له دون عجل، ودون التأفف من الوقت الذي يستغرقه لإتمام عباراته.
يجب أيضًا شرح الأمر لأقرانه ومدرسيه وأقاربه، حتى يتمكن الطفل من ممارسة حياته بشكل طبيعي دون أن يشعر أنه يختلف عمن حوله، وحتى لو شعر بذلك فمن المهم أن يعي أنها حالة قابلة للعلاج ومع مواصلة الحديث سيتمكن بشكل كبير من تحسن الكلام والتواصل مع الآخرين.
الأدوية ليست شائعة لعلج التلعثم أو التأتاة، ولكن قد يلجأ الطبيب في الحالات الشديدة لمضادات القلق أو الاكتئاب، مثل:
يعتمد الطبيب في علاج التأتأة على الأنشطة والتقنيات التي تساعد على تحسين الأعراض حتى تختفي، وقد يحتاج المريض إلى عدة جلسات لضمان نجاح العلاج.
يمكنك أيضًا التعرف على علاج لدغة الكلام عند الكبار
فى الختام نجد أن التلعثم أوالتأتأة قد تصيب الطفل في عمر مبكر وتختفي مع التقدم في السن وقد تستمر معه طوال العمر، وأحياناً يُصاب البالغون بالتلعثم نتيجة للحوادث وتضرر الدماغ وقد لا يكون للحالة علاج، ولكن هذا لا يمنع أن الذهاب لاستشارة الأطباء النفسيين وأطباء المخ والأعصاب بالإضافة إلى مساعدة اختصاصي التخاطب والكلام قد ينجح فى تحسين الحالة بشكل ملحوظ.
احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.