ما هو اضطراب التعلق عند الأطفال؟ وما أهم مضاعفاته؟

يُعرف اضطراب التعلق بأنه حالة مرضية نفسية يرتبط فيها الطفل بأحد المحيطين بشكل كبير به سواء الأبوين أو أحد مقدمي الرعاية له، وعادةً ما يكون هذا الشخص له القدرة على تلبية احتياجاته وتوفير سبل السعادة والراحة الدائمة له.

يشعر الطفل المتعلق بالقلق الشديد وقد يبكي بشكل مبالغ فيه عند غياب الأم أو الأب عن نظره، ويكون ملاصقًا لأحدهما أو كليهما.  

تعددت أنواع اضطراب التعلق عند الأطفال، يختلف كل نوع فيها عن الآخر من حيث الأسباب والأعراض المصاحبة له إلا أن جميعها تشترك أنها نتاج تجارب نفسية سيئة في مرحلة الطفولة مثل:

• اضطراب التعلق التفاعلي.
• اضطراب التعلق الآمن.
• اضطراب التعلق غير المنتظم.
• التعلق المتردد.
• التعلق المتجنب.

يُعد هذا النوع هو الأبرز ويُعرف بـ Reactive attachment disorder – RAD، وغالباً ما يحدث نتيجة تعرض الطفل للإهمال أو المعاملة السيئة من قبل أحد الوالدين أو كليهما، ويواجه فيها الأطفال صعوبة التعامل في المواقف والتعبير عن عواطفهم.

قد يكون الطفل الذي يمر بالآتي هو الأكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب:

• انشغال الأبوين الدائم وعدم تقديم الدعم له.
• تردد الطفل على دور الحضانات أو تعيين شخص لرعاية الطفل من غير الأهل.
• التعرض لصدمات نفسية كبيرة كفقد أحد الوالدين.
• تعايش الطفل في محيط تغيب عنه مشاعر الحب والألفة.

يرتبط الطفل في هذا النوع بشخص يشعره بالأمان ويقدم له سبل الراحة والطمأنينة، فيبكي بشدة إذا غاب ولا يستطيع التعامل دونه ولا يتوقف إلا عند عودته، جدير بالذكر أن هذا الطفل يميل لتكوين علاقات اجتماعية سطحية مستقرة بالرغم من شعوره بأنه غير محبوب.

يُطلق على هذا النوع أيضًًا اسم التعلق القلق أو Anxious Attachment. يشعر فيه الأطفال بالقلق والاضطراب خوفاً من الفقد أو الرفض من قبل الأشخاض الذين يحبونهم.

يُعرف هذا النوع بـ Avoidant Attachment يقابل فيه الطفل عدم الاستجابة لأحد متطلباته غير الأساسية من وجه نظر الآباء مثل المأكل والملبس وغيرها، ويحدث عندما تكون الأم مهملة وعنيفة عندها يفضل الطفل العزلة وتجاهل ما يريد من أجل بقاء والديه حوله و يظهرهذا  في صورة حزن وقلق على ملامحه بسبب صعوبة فهم مشاعره والتعبير عنها.

يعد هذا النوع مزيجاً بين التعلق المتجنب والقلق يستعرض فيه الأطفال مشاعر متناقضة ومتقلبة وانفعالات عصبية غير مبررة، وغالباً ما يتكون هذا السلوك نتيجة وجود أم عنيفة وغاضبة لا تستطيع التحكم في انفعالاتها مما ينتقل للطفل بسهولة.

لم يثبت علمياً وجود سبب معين للإصابة بالتعلق المرضي، وحتى مع وجود بيئة صحية مستقرة للأطفال يشعرون فيها بالثقة والأمان وتُلبة فيها الاحتياجات الأساسية العاطفية والبدنية من قبل الوالدين، فقد يشعر الطفل بالتعلق الزائد بأحد الوالدين أو كليهما.

تبدأ ظهور أعراض هذه الاضطرابات في سن صغيرة أو ما يُعرف بسن الطفولة المبكرة على هيئة ما يلي:

• الخوف والحزن والميل للعزلة دون إبداء أسباب.
• خمول وكسل عام يصيب الجسم.
• عدم شعور الطفل بالراحة عند استجابة متطلباته.
• عدم القدرة على الابتسام.
• رفض المشاركة في الألعاب التفاعلية.
• ضعف تواصل الأطفال مع الآخرين.
• المشكلات السلوكية.
• العجز عن طلب الدعم أو المساعدة.

يستطيع الطبيب المتخصص التنبؤ بإصابة الطفل بمثل هذه الأنواع من الاضطرابات عند ظهور أي من الأعراض السابق ذكرها عليه بالتعاون مع أخصائيين تعديل السلوك.

يمكن علاج اضطراب التعلق لدى الأطفال عن طريق ما يلي:

• تعاون كل من الطبيب النفسي وأخصائيي تعديل السلوك في توفير الأسلوب المناسب للتعامل مع الطفل، وتحديد جلسات تعديل السلوك المتخصصة بما يتناسب مع وضع كل طفل وحالته.
• توفير الدعم الدائم من الوالدين.
• توفير بيئة سليمة وآمنة للأطفال.
• تشجيع الطفل على المشاركة في الأنشطة التفاعلية والتجمعات العائلية وممارسة الرياضة.

قد تؤثر هذه الحالة في الأطفال بشكل سلبي مدى الحياة على هيئة العواقب التالية:  

• مشكلات سلوكية.
• اضطراب العلاقات الاجتماعية.
• تأخر النمو الفكري والمهارات الذهنية.
• مشكلات في الصحة العقلية و الجسدية.

في نهاية هذا المقال نكون قد أجبنا عن تساؤلاتكم حول ما هو اضطراب التعلق عند الأطفال ومتى يصبح خطيراً؟ لأن صحة أطفالنا النفسية هيا نتاج اهتمامنا بهم.

احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.