ما هي أشهر علامات البلوغ المبكر عند الإناث؟ وما هي أسبابه وعلاجه؟

ما هي أشهر علامات البلوغ المبكر عند الإناث؟ وما هي أسبابه وعلاجه؟

صحة المرأة

البلوغ مرحلة مهمة للغاية في حياة الفتاة فهو الوقت الذي تكتمل فيها أنوثتها وتظهر عليها علامات النضوج الجسدي والعاطفي، وتبدأ تدريجيًا في الانتقال من مرحلة الطفولة إلى المراهقة تمهيدًا للوصول لمرحلة الشباب، وعادةً ما تحدث هذه التغييرات في متوسط عمر 10 سنوات تقريبًا، لكن في بعض الحالات قد تحدث في وقتٍ أبكر، وقد يشير البلوغ المبكر عند الإناث إلى مشكلة صحية تحتاج استشارة طبية، وسوف نستعرض أسبابه وعلاماته وأهم مضاعفاته من خلال السطور التالية. 

ما هو البلوغ المبكر عند الإناث؟ 

البلوغ المبكر هو الذي يحدث في وقتٍ سابق لموعده المتوقع، هذا يعني أن العلامات الجسدية المرتبطة بالنضج الجنسي للفتاة تتطور في وقت مبكرٍ جدًا، يتضمن ذلك نمو الثدي وشعر العانة وتغيرات الصوت والتي تُعرف بالخصائص الجنسية الثانوية. 

يبدأ سن البلوغ في المتوسط لدى الفتيات بين سن 8 و 13 عامًا. يكون البلوغ مبكرًا إذا حدث قبل سن الثامنة عند الإناث وتُصاب فتاة واحدة من بين 5000 أنثى بالبلوغ المبكر. 

يحدث البلوغ في العموم عندما تطلق منطقة ما تحت المهاد موادًا كيميائية (هرمونات) تتسبب في إفراز الغدة النخامية لهرمونات تسمى الجونادوتروبينات gonadotropins. تحفز الجونادوتروبينات نمو الغدد الجنسية (الغدد التناسلية)، وهي الخصيتان عند الأولاد، والمبيضان عند الفتيات، واستجابة لذلك تفرز المبايض هرمون الإستروجين الذي يحفز عملية البلوغ، وعندما تحدث هذه العملية في وقت مبكر جدًا تكتسب الفتيات خصائص جنسية ثانوية، مثل نمو الثديين، قبل سن الثامنة. 

قد تعاني الفتاة المصابة بهذا الاضطراب من صعوبات نفسية واجتماعية لأنها قد لا تكون مستعدة عاطفيًا للتغيرات الجسدية التي تواجهها. 

قد يكون البلوغ المبكر أمرًا طبيعيًا، ولكنه يتطلب تقييمًا من قبل اختصاصي الغدد الصماء للأطفال (طبيب الهرمونات) للتأكد أن السبب ورائه ليس مشكلة صحية. 

ما هي علامات البلوغ المبكر عند البنات؟ 

لا تختلف علامات البلوغ المبكر عن البلوغ العادي، ولكن التوقيت هو الذي يختلف، ففي حالة البلوغ المبكر فإنها تظهر في وقت مبكر جدًا. 

 تشمل العلامات الشائعة للبلوغ المبكر عند الفتيات ما يلي: 

  •  نمو الثدي (عادةً ما تكون هذه العلامة الأولى التي تظهر على الفتاة).
  • نمو شعر العانة وتحت الإبط.
  • الحيض (يحدث بعد مرور عامين إلى ثلاثة من بدء الأعراض السابقة).
  • حبّ الشباب.
  • زيادة الطول والوزن. 

شاهد في الفيديو: 3 علامات لمرحلة البلوغ عند الأطفال | د. أماني يحيى فضيلي- استشاري طب الأطفال والسكر والغدد الصماء بمستشفيات أندلسية

ما هي أسباب البلوغ المبكر عند البنات؟ 

 لا يعرف الباحثون أسباب البلوغ المبكر عند الفتيات في معظم الحالات (90%-95%). في بعض الأحيان قد تؤدي مشكلة طبية إلى البلوغ المبكر. 

تشمل الأسباب الشائعة للبلوغ المبكر عند البنات:

  • الأورام أو الكتل الحميدة في المبيض أو الغدة الكظرية أو النخامية أو في الدماغ عمومًا.
  • إصابات الدماغ سواء الناجمة عن صدمات أو عمليات جراحية في الرأس، ما يؤثر في التوازن الهرموني.
  • عدوى في الدماغ.
  • مشكلات الجهاز العصبي المركزي.
  • بعض المتلازمات الوراثية النادرة.
  • اضطرابات الغدة الكظرية.
  • قصور الغدة الدرقية الشديد. 

عوامل خطر لحدوث البلوغ المبكر 

هناك عديد من العوامل التي تزيد من فرص حدوث البلوغ المبكر، على سبيل المثال: 

  • الجنس: الفتيات أكثر عرضة 10 مرات للبلوغ المبكر مقارنةً بالأولاد.
  • الجينات: قد يحدث البلوغ المبكر في بعض الأحيان نتيجة طفرة جينية تؤدي لإفراز الهرمونات الجنسية. في أغلب الأحيان يكون البلوغ المبكر منتشر في العائلة نفسها.
  • السمنة: أظهرت عديد من الدراسات وجود صلة بين السمنة عند الفتيات الصغيرات وزيادة خطر البلوغ المبكر. لكن لم يتمكن الباحثون من تحديد العلاقة على وجه التحديد. 

ما هي أنواع البلوغ المبكر عند الإناث؟ 

هناك نوعان من البلوغ المبكر عند الإناث، وهما: 

البلوغ المبكر المركزي 

وهو النوع المعتمد على هرمونات الجونادوتروبينات، وهو الأكثر شيوعًا. معظم الفتيات ونصف الأولاد الذين يعانون من البلوغ المبكر لديهم هذا النوع.  

يبدأ هذا النوع من البلوغ بإفراز مبكر لهرمونات تُسمى الجونادوتروبينات gonadotropins، والتي تشمل الهرمون الملوتن (LH)، وهرمون تحفيز الجريب (FSH). 

قد يحدث البلوغ المبكر المركزي لدى الفتيات بسبب النضج المبكر لمنطقة ما تحت المهاد والغدة النخامية والمبيضين، ومع ذلك قد لا يكون السبب معلومًا في معظم الحالات. 

البلوغ المبكر المحيطي 

 يُعرف أيضًا هذا النوع بالبلوغ المبكر الكاذب وهو أقل شيوعًا، ولا يرتبط حدوثه بهرمونات الـ Gonadotropin، بدلاً من ذلك، فهو ناتج عن الإفراز المبكر لمستويات عالية من الهرمونات الجنسية (الإستروجين الأنثوي)، وعادةً ما يحدث نتيجة مشكلة موضعية في المبايض أو الغدة الكظرية أو الدرقية. 

ما هو البلوغ المبكر الكاذب للبنات؟ 

كما ذكرنا، فإن هذا النوع يُعرف أيضًا بالبلوغ المبكر الكاذب ويحدث نتيجة إفراز مستويات عالية من  الهرمونات الجنسية الأنثوية (الإستروجين) في الجسم، ويتميز هذا النوع من البلوغ المبكر بتطور معظم الخصائص الجنسية الثانوية على الرغم من أن الغدد الجنسية لا تزال غير مكتملة النمو؛ لذا يُعرف بالبلوغ الكاذب. 

كيفية تشخيص البلوغ المبكر عند الإناث 

سيسأل الطبيب عن الأعراض التي ظهرت على الفتاة وتاريخها الصحي، قد يسأل أيضًا عن التاريخ الطبي للعائلة وبعدها يجري فحصًا جسديًا لها. 

سيوصي الطبيب بالفحوص التالية لمعرف السبب وراء البلوغ المبكر: 

اختبارات الدم 

تساعد هذه الاختبارات على قياس مستويات الهرمونات مثل:

  • الهرمون الملوتن (LH).
  • هرمون تحفيز الجريب (FSH).
  • الإستراديول (شكل من أشكال هرمون الإستروجين).
  • هرمونات الغدة الدرقية. 
  • الهرمون المحفز لموجهة الغدد التناسلية (الجونادوتروبينات - GnRH).

الفحوص التصويرية 

قد تخضع الفتاة أيضًا لاختبارات، مثل: 

  • الأشعة السينية: يساعد هذا الفحص على إنتاج صور للأنسجة داخل الجسم. يمكن إجراء الأشعة السينية لليد اليسرى والمعصم لتقدير عمر عظام الطفل، ففي سن البلوغ المبكر، غالبًا ما يكون عمر العظام أكبر من العمر الفعلي. 
  • الموجات فوق الصوتية (السونار): يوصي الطبيب بهذا الفحص لإلقاء نظرة على الغدد الكظرية والمبايض. 
  • التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ: يستخدم هذا الاختبار مغناطيسات كبيرة وجهاز كمبيوتر لإنتاج صور مفصلة للأنسجة في الجسم، ويجريه الطبيب لاستبعاد وجود أي مشكلة داخل الدماغ.

ما هو علاج البلوغ المبكر عند الإناث؟ 

إذا كانت الفتاة تعاني من البلوغ المبكر، فقد يحيلها الطبيب إلى اختصاصي الغدد الصماء للأطفال (طبيب متخصص في اضطرابات النمو والاضطرابات الهرمونية عند الأطفال) لتلقي العلاج.  

الهدف من العلاج هو وقف ظهور علامات البلوغ المبكر الجنسية، وفي بعض الحالات، يمكن عكسها، ووقف النمو السريع ونضج العظام الذي يمكن أن يؤدي إلى قصر القامة لدى البالغين أو بدء الدورة الشهرية مبكرًا. 

 يعتمد العلاج في العموم على نوع البلوغ المبكر والسبب ورائه. اعتمادًا على السبب، هناك ثلاث طرق للعلاج: 

  • الانتظار اليقظ: في كثير من الحالات، لن يتمكن الطبيب من معرفة السبب وراء البلوغ المبكر وقد يقترح مراقبة الفتاة لبضعة أشهر.
  • معالجة السبب أو المرض الأساسي: قد يساعد علاج المشكلة الصحية المرتبطة بالبلوغ المبكر على وقف عملية النضج السابقة لأوانها، على سبيل المثال قد يحتاج البعض إلى جراحة لإزالة ورم أو كتلة أخرى قد تكون سببًا في ظهور أعراض البلوغ المبكر.
  • خفض المستويات المرتفعة للهرمونات الجنسية بالأدوية: يساعد ذلك على وقف النمو الجنسي في حالة عدم وجود سبب مرضي وراء البلوغ المبكر.  

العلاج الهرموني للبلوغ المبكر عند الإناث 

العلاج الهرموني المعتمد حاليًا هو عقاقير تسمى نظائر LHRH في صورة حقن تُؤخذ مرة شهريًا. تمنع هذه الهرمونات الاصطناعية إنتاج الجسم للهرمونات الجنسية التي تسبب البلوغ المبكر.  

تظهر النتائج الإيجابية عادةً في غضون عام من بدء العلاج فينخفض حجم الثدي ويتباطأ نمو الفتاة في الطول أيضًا إلى المعدل المتوقع والطبيعي لها، وعادةً ما يصبح سلوك الفتاة أكثر ملاءمة لعمرها أيضًا. نظائر LHRH آمنة بشكل عام ولا تسبب أي آثارًا جانبية عند الأطفال.  

ما هي مضاعفات البلوغ المبكر عند الإناث؟ 

يؤدي البلوغ المبكر إلى تغير جسم الفتاة في وقتٍ أقرب بكثير عن صديقاتها، ما قد يجعلها تشعر بالخجل والإحراج، أو قد تتعرض للتنمر. 

يمكن أن يسبب البلوغ المبكر مشكلات جسدية وعاطفية ومنها:   

  • قصر القامة: في حين أن الأطفال الذين يعانون من سن البلوغ المبكر غالبًا ما يكونون طويلي القامة بالنسبة لأعمارهم، فإن البعض ينتهي بهم المطاف إلى قصر القامة، والسبب وراء ذلك أنه بمجرد انتهاء سن البلوغ يتوقف النمو، ونظرًا لأن البلوغ المبكر ينتهي قبل سن البلوغ الطبيعي، فتتوقف الفتاة أو الطفل في العموم عن النمو في سن مبكرة فتصبح أقصر من الطول التي كانت ستصل له في البلوغ الطبيعي. 
  • مشكلات في السلوك: وجدت بعض الدراسات صلة بين البلوغ المبكر ومشكلات السلوك ومع ذلك هناك بعض الأبحاث التي تشير لعدم وجود صلة بينهما. 
  • الضغط العصبي: البلوغ الطبيعي هو وقت مربك للمراهقين ويزداد الأمر شدة عندما يحدث البلوغ مبكرًا عن موعده المتوقع، فقد تشعر الفتاة بالحرج حيال مظهرها المختلف وتتغير حالتها المزاجية بشكل متكرر. يمكن أن يكون الحيض المبكر مزعجًا للفتيات اللائي يبلغن من العمر 9 سنوات أو أقل. 
  • مخاطر أخرى: وجدت بعض الدراسات صلة بين البلوغ المبكر عند الفتيات وزيادة طفيفة في خطر الإصابة بسرطان الثدي في وقت لاحق من الحياة، لكن الدليل العلمي غير واضح ويحتاج الأمر لمزيد من البحث. 

في مجمل القول فإن البلوغ المبكر عند الإناث ليس مقلقًا لكنه يحتاج لاستشارة الطبيب ومع العلاج المناسب يمكن للفتاة أن تنعم بفترة مراهقة طبيعية وسعيدة، ومن المهم التحدث معها وشرح التغييرات التي تواجهها واحتوائها عاطفيًا حتى لا تكون هذه المرحلة مرهقة لها جسديًا ونفسيًا. 

الأسئلة الشائعة

  • ما هو أكبر سن لبلوغ البنات؟ 

  • هل بلوغ البنات المبكر خطر؟ 

مشاركة المقال

تواصل معنا

الاسم الكامل*
closest branch
phone-number
email-address