

المرض أو الاضطراب النفسي هو واحد من المشاكل الكبيرة والمتوغلة التي تواجه الكثير من الناس، ولا يقتصر ذلك على الكبار والبالغين فحسب
بسبب الاعتقاد الشائع بأن المرض النفسي مرتبط بالإجهاد أو الإرهاق الذي يواجهه الشخص من اضطراره إلى مواجهة الحياة بأعبائها.
قد يصاب الأطفال كذلك بالمرض النفسي أو مختلف الاضطرابات التي تجعلهم في غاية الضعف والهشاشة في مواجهة المجتمع والآخرين.
ومما يجعل هذه المشكلة أكثر صعوبة في الأطفال هو عجزهم عن التعبير عن أنفسهم بوضوح خاصةً الصغار منهم، وبالتالي يحتاج الأمر
الكثير من الجهد للتعرف على المشكلة النفسية ورصد علاماتها حتى يعي الأبوان أبعاد المشكلة ويطلبوا المساعدة الطبي الطبية المتخصصة لطفلهم.
ويمكن وصف المرض النفسي عند الأطفال بأنه تغيرات كبيرة في تصرفات، وسلوكيات، وطريقة تعامل الطفل مع الآخرين والعالم المحيط به. وتقول الدراسات أو واحدًا من كل أربعة أطفال أو مراهقين عرضة للإصابة والمرض النفسي.
يمكن أن يصاب الطفل بأي مرض نفسي يصيب البالغين بلا استثناء، ولا علاقة لهذه الأمراض والاضطرابات بالعمر أو النضج. من أهم الاضطرابات التي تصيب الأطفال:
في حياتهم، إلا أن الاكتئاب قد يصيب أي شخص حتى الأطفال والمراهقين
هذه الأمراض والاضطرابات السابقة كلها تم ذكرها على سبيل المثال لا الحصر، ما يعني أن الأطفال قد يصابون بالكثير من الأمراض النفسية والعقلية
التي لا يسعنا ذكرها كلها هنا.
توجد العديد من الأعراض والعلامات التي تظهر على الأطفال وتمكن المحيطين به من ملاحظة وجود مشكلة ما، قد يسهل
رصد بعض الأمراض
مثل التوحد على سبيل المثال، ويصعب رصد بعضها الآخر، وتتباين هذه الأعراض ما بين جسدية ونفسية.
من أهمها:
من أهمها
كما سبق وذكرنا فإن المرض النفسي عند الأطفال قد يكون صعب الملاحظة أو التشخيص بسبب عجز الطفل عن التعبير عن نفسه
بالشكل الصحيح، وأحيانًا يرجع ذلك أيضًا إلى تشابه أعراض المرض النفسي مع بعض السلوكيات التي يقوم بها الأطفال فيتأخر
الأبوان في ملاحظة هذه الأعراض.
عادةً ما يبدأ التشخيص بظهورعلامة أو عرض مُقلق على الطفل يلاحظه الأبوان ويخبران الطبيب به ومن ثم يبدأ الطبيب بإجراء مجموعة من الفحوصات أو الاختبارات الشاملة، أو بتحويل الطفل إلى طبيب متخصص لإجراء هذه الفحوصات وتشخيص الطفل وتحديد المرض، وحدته، وأسبابه، وعلاجه.
لا يوجد سبب واحد واضح لإصابة الأطفال بالأمراض والمشاكل النفسية، وبالطبع لا توجد طريقة للتنبؤ بها قبل ولادة الطفل مثلًا، لكن
احيانًا ما تكون هناك بعض عوامل الخطورة الجسدية، أو النفسية، أو البيئية، أو الاجتماعية أو خلافه التي تساهم في إصابة الطفل.
توجد عوامل جسدية مثل اضطراب مستويات الهرمونات والنواقل العصبية في الجسم، وهو ما يؤثر على قدرة الدماغ على العمل بشكل طبيعي وبالتالي قد يؤدي إلى عدد من الأمراض النفسية المعروفة.
ومن أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة هو وجود الطفل في بيئة وبين أشخاص يسببون تراجع ثقته بنفسه، وتشويه صورته عن جسده، وينتقدونه باستمرار لدرجة تؤثر على نظرته لنفسه بشكل كامل ومزعزع.
مرحلة المراهقة والبلوغ أيضًا من أهم المراحل التي يواجه الأطفال فيها مصاعب نفسية، وإذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح قد تؤدي لاضطرابات تستمر مع المراهق طوال فترة مراهقته وشبابه.
يؤثر التعرض للصدمات على تكوين شخصية الطفل ونظرته للحياة، وإذا لم يتم التعامل مع تلك الصدمات
بطريقة صحيح فقد يؤدي إلى الإصابة بمشاكل نفسية معقدة للطفل، وقد تشمل تلك الصدمات انفصال الأبوين، أو موت أحدهما، أو التعرض
لتجربة مروعة، أو الوقوع ضحية العنف الأسري ضد الأطفال أو الإساءة أو التحرش بالاطفال أو التنمر.
توجد العديد من وسائل وتقنيات العلاج المختلفة المستخدمة في علاج الامراض النفسية عند الاطفال، من أهمها:
والذي يشمل العلاج التخاطبي مع الطفل ومن أهم
أمثلته التطبيقية هو العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، وفي حالة الأطفال دائمًا ما تشمل جلسات العلاج التخاطبي مع الأطباء والمختصين الأنشطة الممتعة والألعاب التي تجذب انتباه الطفل وتجعل علاجه أسهل، كما يساعد
المختصون الطفل أو المراهق في هذه الجلسات على تعلّم كيفية التحدث عن مشاكله ومشاعره والتعبير عن نفسه بطريقة واضحة ومفهومة.
في بعض الحالات يوصي الأطباء باستخدام الأدوية مع العلاج النفسي التخاطبي مثل مضادات الاكتئاب والقلق، ومضادات الذهان، وضابطات الحالة الميزاجية. سيوضح الطبيب للأسرة أثر هذه الأدوية، وأعراضها الجانبية، ومخاطرها ولا يجب إعطاء الطفل أية أدوية بدون استشارة الطبيب واتباع توجيهاته ونصائحه بدقة.
للأسف يفتقر الكثير من الآباء إلى ثقافة التحدث مع الطفل والاستماع إليه بانتباه وتركيز، ومساعدة الطفل منذ الصغر
عن التعبير عن نفسه ومشاعره ومشاكله بوضوح.
يجب على الأبوين محاولة التحدث مع الطفل والاستماع له عند ملاحظة علامات أو تصرفات غريبة عليه مثل التي سبق ذكرها،
وبالطبع لا يُغني ذلك عن زيارة الطبيب وطلب مساعدة المختصين ليحصل الطفل على كل ما يحتاج إليه لتجاوز المشكلة التي يمر بها، أو احتواء المرض النفسي
من وقت مبكر ومنعه من التفاقم.
احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.