

في الواقع أن كل من هذه الأمراض مرتبط بالآخر وأنّها مصطلح كبير يشمل جميع أنواع الأمراض التي تؤثر في النفس والعقل، لذا لا يوجد فرق كبير رغم تقسيم بعض الأطباء عددًا من الأمراض لتندرج تحت الأمراض العقلية وعددًا آخرًا ليندرج تحت الأمراض النفسية، لكن باختصار المرض العقلي يؤثر في الصحة النفسية، والمرض النفسي كذلك يؤثر على الصحة العقلية.
المرض النفسي نوع من الاضطرابات النفسية التي تؤثر في طريقة تفكير الشخص وسلوكه وهذا نتيجة ما تسببه من تغيرات في المزاج مصعبةً على الشخص التعامل بشكل طبيعي مع المحيطين به في المنزل أو العمل والمجتمع بصفة عامة.
من الجدير بالذكر أن المرور بفترات نفسية صعبة لا يعني بالضرورة الإصابة بمرض نفسي أو بأحد الاضطرابات الشخصية أو السلوكية؛ ما نعنيه هو أن تغير الحالة النفسية للفرد أمر طبيعي وأن تشخيص أحدهم باضطراب نفسي معيّن يستلزم تحقق عدة معايير لفترات زمنية محددة، لذا الوحيد القادر على تشخيص هذا النوع من الاضطرابات هو الطبيب أو الأخصائي النفسي ويجب عدم التردد في استشارته عند الشك في المعاناة من أي اضطراب يؤثر على جودة حياة الشخص ويعطله عن ممارسة حياته ونشاطاته والتواصل مع الآخرين بشكل طبيعي وفعّال.
يوجد أكثر من مئتي اضطراب نفسي ونعدد لكم فيما يلي الأشهر من بينها مع شرح مبسط:
توجد العديد من الأسباب المؤدية لتطور الأمراض العقلية والنفسية لدى البعض، مثل: العوامل الجينية أو بعض التغيرات في كيمياء الدماغ ونشارك معكم فيما يلي بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالأمراض النفسية:
نلفت انتباهكم أعزاءنا أن قابلية إصابة الأشخاص بالأمراض العقلية والنفسية تتباين بشكل كبير نتيجة العديد من العوامل الفردية، بالإضافة إلى أن طريقة التربية تلعب دورًا كبيرًا في إصابة العديد من الأشخاص بالاضطرابات النفسية.
يمكن أن تسبب الاضطرابات العقلية والنفسية العديد من الأعراض والمشكلات التي نعددها لكم فيما يلي:
تؤثر الاضطرابات النفسية على أداء الأطفال بشكل ملحوظ ولهذا قد يلاحظ الأهل أو المعلمين الأعراض التالية على الطفل:
اقرأ أيضا: ما هي الشخصية النرجسية؟ وما صفاتها؟
نشارك معكم فيما يلي بعض النصائح التي تساعدكم على التعامل مع المريض النفسي:
لا شك أن جميع الأمراض العقلية والنفسية تؤثر على الحياة اليومية بشكل كبير حتى مع اختلاف هذا التأثير، بل حتى مع اختلافه لدى الأشخاص الذين يعانون من المرض ذاته! كيف هذا يا ترى؟
نطرح لكم مثالًا بسيطًا للغاية، قد يصاب شخصان مختلفان بالاكتئاب فيميل أحدهما للانعزال بشكلٍ تام وإلى النوم لساعات طويلة، بينما يميل الآخر لدفن نفسه واستنزافها في العمل هروبًا من المشاعر القاسية التي يشعر بها.
نشارككم أيضًا بعض تأثيرات الاضطرابات النفسية الأخرى على الحياة اليومية للأشخاص، فمريض القلق يعاني من كثرة التفكير التي قد تسلبه العديد من ساعات النوم فيجد أنّه مرهق للغاية اليوم التالي، ما يؤثر على أدائه الدراسي أو الوظيفي، بينما يعاني مريض الرهاب الاجتماعي من صعوبة بالغة في التعامل مع الآخرين في الجامعة أو مكان العمل، ما يدفعه إلى تجنب التواصل مع الآخرين والانطواء.
على الصعيد الآخر مثلًا، يعاني مرضى ثنائي القطب واضطراب الشخصية الحدية من تقلبات مزاجية شديدة تصعّب عليهم علاقاتهم مع الآخرين في العائلة وبيئة العمل.
لا شك أن الحديث يطول حول تأثير الاضطرابات النفسية على الحياة اليومية للشخص، وبشكل عام هي تعطّله عن أن يحيا بشكل طبيعي وصحي وهنا يأتي دور العلاج النفسي الذي يساعد المريض على تعديل قناعاته وسلوكه لتجاوز المشكلات التي يعاني منها.
نشارك معكم فيما يلي طرق علاج الأمراض العقلية والنفسية:
العلاج الدوائي: تساعد مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان على علاج العديد من الأمراض النفسية ويستجيب لها العديد من الأشخاص بشكل جيد. تساعد هذه الأدوية على تغيير كيمياء المخ ومحاولة إعادة التوازن فيه للتخفيف من الأعراض التي يعاني منها المريض. نلفت انتباهكم إلى ضرورة أخذ هذا النوع من الأدوية تحت إشراف الطبيب فقط ليصف المناسب منه للحالة والجرعات المطلوبة للحصول على أفضل النتائج، كما ننصحكم بضرورة التواصل معه عند ظهور أي آثار جانبية عقب تناول الدواء.
العلاج النفسي: يساعد التواصل مع الطبيب النفسي على فهم الشخص للمرض الذي يعاني منه ومسبباته من الأساس ليقدر على استيعاب ما يمر به بشكل أعمق ويسعى لتغييره بطريقة صحية وهذا من خلال المحاورة والحديث، إذ يلفت الطبيب نظر الشخص إلى العديد من الأمور ويساعد على إرشاده لطرق أكثر فعالية للتعامل مع مشكلاته ومواجهة المشاعر التي يمر بها. من الجدير بالذكر أن العلاج النفسي قد يكون في جلسات فردية أو جماعية حسب اقتراح الطبيب وقد يجمع بين النوعين كذلك.
يلعب الأهل دورًا كبيرًا في علاج الأمراض العقلية والنفسية من خلال دعمهم لأولادهم وبناتهم وتفهمهم لما يمرون به، ليس ذلك فحسب، بل أن لهم دورًا في وقاية الأبناء والبنات من الإصابة بالعديد من الأمراض النفسية أيضًا بشكل كبير، ولكن نلفت انتباهكم أن إصابة الأبناء بالاضطرابات النفسية لا يعني بالضرورة أن الأهل هم السبب، إذ أن هناك العديد من العوامل الفردية والبيئية والمجتمعية التي تشارك في إصابة الأشخاص بالأمراض النفسية.
نوجه انتباه الأهل بشكل عام إلى دعم أبنائهم وبناتهم عند إصابتهم بأي اضطراب نفسي سواء كانت طريقة التربية عاملًا في ذلك أم لا، إذ تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة في تحسين نتائج العلاج ومن هنا ننتقل لنقطة أخرى في غاية الأهمية وهي العلاج الأسري الذي يكون جزءًا من خطة العلاج لدى العديد من الأطفال والمراهقين والشباب، بل والبالغين أيضًا، وأهم ما يساعد الأهل على تقبله هو التصالح مع كونهم بشرًا يصيبون ويخطئون وأن هذه الجلسات لا تهدف إلى إدانتهم، ولكن لنقل الصورة لهم بطريقة مختلفة لتتخطى الأسرة بأكملها المشكلات التي أدت إلى إصابة أفرادها بالاضطرابات.
تشمل أهم مزايا الأدوية النفسية الحديثة الحصول على أفضل النتائج دون معاناة المريض من آثار جانبية كثيرة ومزعجة، وهذا هو ما كان يهدف إليه مطوروها في المقام الأول، إذ كانت هناك العديد من الأدوية النفسية التي تساعد على تحسين الحالة، ولكن في المقابل للأسف يعاني الشخص إثر استخدامها من أعراض جانبية مزعجة تؤثر على حياته، بما في ذلك من التأثير على المزاج والشراهة وغيرها الكثير.
الآن بفضل التطور الهائل في مجال الأدوية النفسية في عصرنا الحال قلّت هذه الأعراض الجانبية وحظي العديد من المرضى بالنتائج المرجوة مع أقل نسبة ممكنة من الأضرار.
نرجو منكم أعزاءنا عدم تجربة أي دواء نفسي قبل استشارة الطبيب، كما يجب كذلك الرجوع إلى الطبيب قبل إيقافه، لأن العديد من الأدوية يجب إيقافها بشكل تدريجي لتفادي حدوث المضاعفات.
نشارك معكم فيما يلي بعض النصائح التي قد يساعد اتباعها على تقليل فرص الإصابة بالأمراض العقلية والنفسية وتقليل حدتها:
أهم ما يمكننا مشاركتكم إياه فما يتعلق بتحسين الصحة النفسية هو محاولة الانخراط في الحياة عن طريق ممارسة الأنشطة المختلفة ومنها الرياضة وورش تنمية المواهب، بالإضافة إلى التواصل مع الآخرين بما فيهم الأهل والأصدقاء وهذا ينقلنا إلى نقطة مهمة أخرى وهي أهمية استغلال أوقات الفراغ، ولهذا أعزاءنا يكون أحد أهم العوامل التي تساعد على تحسين الصحة النفسية الحصول على وظيفة، لأن المسؤولية التي تجعل الفرد يمارسها تعزز صحته النفسية بشكل كبير، بالإضافة إلى أنّها تجعله جزءًا من مجتمع يتفاعل معه ويؤثر فيه كما يتأثر به.
نضيف إلى معلوماتكم أيضًا، أن الاهتمام بتخصيص أوقات يعتني فيها الشخص بنفسه عامل مهم للغاية لتحسين الصحة النفسية، حتى لو كانت دقائق معدودة في اليوم يقرأ فيها الشخص كتابًا يثير اهتمامه أو يتنزّه ويتأمل في الطبيعة من حوله أو حتى يمارس تمارين اليوجا قبل النوم أو يستمتع بحمام دافئ، كل هذه العادات الصغيرة لها تأثير بالغ الأهمية على تحسين الحالة النفسية للشخص.
استعرضنا معكم اليوم أعزاءنا أبرز الأمراض العقلية والنفسية مع شرح مبسط لأشهر أنواعها والأعراض التي تسببها، بالإضافة إلى مسبباتها. شاركناكم أيضًا كيف تؤثر هذه الأمراض على الحياة اليومية للشخص وما الطريقة المناسبة للتعامل مع المريض الذي يعاني منها. تطرقنا معكم كذلك لأهم طرق العلاج وأهم الإرشادات التي تساعدكم على الحفاظ على صحتكم النفسية وتحسينها. نرجو منكم عدم التهاون في طلب الدعم النفسي متى احتجتم ودمتم ودام أحبتكم بأفضل صحة وحال.
نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، احجز الآن في مستشفي أندلسية أفضل مستشفي تخصصي في جدة لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، من هنــــــــا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.