ما أمراض النساء التي تعالجها الأشعة التداخلية؟

ما أمراض النساء التي تعالجها الأشعة التداخلية؟

صحة المرأة

الأشعة التداخلية من التخصصات الطبية المستجدة، وتُعتبر حاليًا من أحدث طرق العلاج لكثير من المشكلات الصحية، بما فيها الأمراض النسائية مثل الأورام الليفية في الرحم، ومتلازمة احتقان الحوض، ونزيف ما بعد الولادة وغيرها، وتُعد الأشعة التداخلية بديلًا مثاليًا للعمليات الجراحية التي كانت تُجرى سابقًا، فلا تحتاج لشقوق جراحية كبيرة، ولا لفترات طويلة للتعافي، ولكن يمكن إجراء معظمها في العيادات الخارجية، ويمكن للمريض بعدها ممارسة حياته بصورة طبيعية بعد وقتٍ قصير من الإجراء، وفي هذا المقال سنركز على استخدامات الأشعة التداخلية للرحم.

ما استخدامات الأشعة التداخلية للرحم؟

تتضمن الأشعة التداخلية مجموعة من إجراءات التصوير مثل الأشعة السينية، أو التنظير الفلوري أو التصوير بالرنين المغناطيسي، أو الأشعة المقطعية المحوسبة للحصول على صور تفصيلية لأعضاء الجسم، ومن خلال الأشعة التداخلية يقوم الطبيب بإجراءات أخرى بالتزامن مع التصوير مثل أخذ الخزعات، أو علاج الأورام، أو رأب الأوعية الدموية باستخدام الإبر والقسطرة الدقيقة وغيرها من الأدوات من خلال شقوق صغيرة، ما يساعد على تقليل نسبة المخاطر وتسريع عملية الشفاء.

ويمكن استخدام الأشعة التداخلية للرحم لعلاج عديد من الحالات، والتي منها:

  • الأورام الليفية الرحمية.
  • ناسور الرحم.
  • الأورام العضلية الملساء الرحمية.
  • نزيف ما بعد الولادة.
  • انسداد أو تلف قنوات فالوب.

تعرف أيضًا على: أفضل أطباء الأشعة التداخلية

وسنوضح فيما يلي كيفية استخدام الأشعة التداخلية لعلاج بعض مشكلات الرحم.

كيف تستخدم الأشعة التداخلية لعلاج الأورام الليفية الرحمية؟

الأورام الليفية الرحمية هي نوع شائع من الأورام غير السرطانية التي قد تنمو داخل الرحم أو عليه، ولا تسبب جميع الأورام الليفية أعراضًا ، ولكن بعضها قد يصاحبه بعض الأعراض والتي تشمل:حيض غزير.آلام الظهر.كثرة التبول.ألم في أثناء الجماع.غالبًا لا تحتاج الأورام الليفية الصغيرة إلى علاج، أما الأورام الليفية الكبيرة يمكن علاجها بالأدوية أو الجراحة أو باستخدام الأشعة التداخلية كبديل للجراحة التقليدية والمنظار الجراحي. تحتاج الأورام الليفية إلى إمداد بالدم للحصول على الأكسجين والمواد المغذية لمواصلة النمو ودون الإمداد الدموي سيموت بعض أو كل خلايا الورم.

ويعتمد علاج  أورام الرحم الليفية باستخدام الأشعة التداخلية على قطع الإمداد الدموي للورم، وهو إجراء يُعرف بانصمام الورم الليفي الرحمي، وهو علاج فعال لكثير من السيدات لأنه يساعد على تجنب الجراحة، ويحافظ على الرحم، ويساعد على تخفيف الأعراض، وتشير الإحصاءات أن تسعة من بين كل عشر سيدات خضعنّ لجراحة انصمام الورم الليفي الرحمي لاحظنّ تحسنًا واضحًا أو اختفاء تام للأعراض.

كيف يتم الإجراء؟

يستخدم الطبيب في هذا الإجراء الأشعة السينية لتوجيه القسطرة للوصول للوعاء الدموي الذي يمد الورم الليفي بالدم، ويتم الإجراء بالخطوات التالية:

  1. يقوم الطبيب بعمل شق صغير في الرسغ أو الفخذ، ومن خلاله يتم إدخال قسطرة رفيعة جدًا.
  2. يقوم الطبيب بتوجيه القسطرة باستخدام الأشعة السينية من خلال الأوعية الدموية إلى الشريان المحدد الذي يمد الورم الليفي بالدم.
  3. بمجرد أن تكون القسطرة في الموضع الصحيح، يقوم الطبيب بإطلاق جزيئات صغيرة في الموقع المستهدف لسد الأوعية الصغيرة وحرمان الورم الليفي من العناصر الغذائية والأكسجين، ما يساعد على تقلصه، وقد يحتاج الطبيب لتكرار العملية مع الشرايين الأخرى التي تغذي الورم.
  4. عند اكتمال الانصمام يزيل الطبيب القسطرة، ويضع ضمادة ضاغطة على الشق لمنع حدوث نزيف.

بعد الخضوع لجراحة انصمام الورم الليفي الرحمي، قد تحتاج المريضة للبقاء في المستشفى طوال الليل لملاحظة الحالة وعلاج أي أعراض أو ألم بعد الإجراء، وقد تحتاج لتناول مسكنات الألم عن طريق الفم لبضعة أيام إضافية بعد العودة للمنزل. يعود معظم النساء إلى نشاطهنّ الطبيعي في غضون أسبوع تقريبًا، ويجب المتابعة مع اختصاصي الأشعة التداخلية وطبيب أمراض النساء لعدة أسابيع بعد الإجراء.

ما هي مخاطر انصمام الورم الليفي الرحمي؟

تشمل المخاطر المرتبطة بانصمام الورم الليفي الرحمي ما يلي:

  • النزيف أو العدوى في مكان إدخال القسطرة.
  • ردود فعل تحسسية تجاه مادة التباين (الصبغة) المستخدمة في التصوير.
  • انقطاع الطمث، لدى نسبة ضئيلة جدًا من النساء فوق سن 45 عامًا.

قد يعاني بعض النساء من أعراض متلازمة ما بعد الانصمام بعد 72 ساعة من الخضوع للإجراء، والتي يصاحبها أعراض مثل:

  • آلام الحوض.
  • التشنجات.
  • الغثيان.
  • القيء.
  • حمى منخفضة.
  • الشعور بالتعب.
  • الإحساس بعدم الراحة.

قد تختفي هذه الأعراض من تلقاء نفسها في غضون 2-7 أيام.

في بعض الحالات يمكن أن تصاب المريضة بالعدوى بسبب موت أنسجة الورم الليفي بعد عملية انصمام الورم الليفي الرحمي، لذلك يتم ملاحظة المريضة بعناية للتأكد من عدم وجود أي علامة من علامات العدوى.

اقرأ المزيد عن: ما مميزات الأشعة التداخلية؟ وما عيوبها؟

كيف تستخدم الأشعة التداخلية لعلاج انسداد قناة فالوب؟

انسداد قناة فالوب هو السبب الرئيسي لثلث حالات العقم تقريبًا، ، وتوصي الجمعية الأمريكية للطب التناسلي بإعادة استقناء قناة فالوب (إعادة فتح القناة) كعلاج للعقم عند النساء المصابات بانسدادها، وهو إجراء طفيف التوغل لإعادة فتح القنوات وزيادة فرص الحمل بشكل طبيعي دون تدخل جراحي أو هرموني.

كيف يتم الإجراء؟

يتم إعادة استقناء قناة فالوب باستخدام أنابيب مرنة ودقيقة يتم توجيهها بالأشعة السينية عبر الرحم وصولًا لقناة فالوب لإزالة الانسداد بالطريقة التالية:

  1. سيقوم الطبيب بوضع المنظار المهبلي (أداة خاصة تساعد على فتح المهبل حتى يتمكن الطبيب من الرؤية بوضوح ويمكن من خلالها تمرير القسطرة للرحم) في فتحة المهبل ثم يقوم برش مخدر موضعي في عنق الرحم.
  2. سيمرر الطبيب أنبوبًا بلاستيكيًا صغيرًا (قسطرة) عبر عنق الرحم ووصولًا للرحم، ثم سيحقن مادة التباين (الصبغة) من خلال الأنبوب للحصول على صورة واضحة للرحم وقناة فالوب باستخدام الأشعة السينية.
  3. سيحدد الطبيب من خلال الصور التي ستظهر على الشاشة إذا كان هناك انسداد، وما إذا كان موجودًا في إحدى قناتي فالوب أو كليهما.
  4. بعدها سيدخل قسطرة أصغر(Microcatheter) من خلال القسطرة الأولى لتصل إلى قناة فالوب لدفع المادة المسببة للانسداد (غالبًا سدادة مخاطية) وفتح القناة.

في أكثر من 90% من الحالات يمكن إعادة فتح قناة فالوب مسدودة واحدة على الأقل، واستعادة الوظيفة الطبيعية لها، وكلما كان الانسداد قريبًا من الرحم كلما زادت نسب نجاح الإجراء.

ما هي المخاطر المحتملة للإجراء؟

يُعتبر إعادة استقناء قنوات فالوب إجراء آمن في معظم الأحيان، ومع ذلك قد يصاحبه بعض المضاعفات، والتي تشمل:

  • حدوث ثقوب صغيرة في قناتي فالوب (يحدث لـ 2% من السيدات، ولا يمثل أي خطورة).
  • التهاب الحوض (يحدث في أقل من 1% من النساء).
  • حمل خارج الرحم (لدى 3% من النساء اللاتي يحملن بعد الإجراء).

لذلك يُوصى باستشارة طبيب أمراض النساء بمجرد حدوث حمل بعد الإجراء.

في النهاية، فإن الأشعة التداخلية للرحم من طرق العلاج الآمنة والفعالة، التي تساعد على علاج عديد من الأمراض النسائية وتجنب مخاطر الجراحة  التقليدية، كما تساعد في كثير من الأحيان على علاج العقم وزيادة فرص حدوث الحمل لدى النساء، مثل في حالات العقم الناجمة عن انسداد قناة فالوب كما ذكرنا في المقال.

الأسئلة الشائعة

  • لماذا يطلب الرنين المغناطيسي للرحم؟

  • هل الاشعة التداخلية خطيرة؟

مشاركة المقال

تواصل معنا

الاسم الكامل*
closest branch
phone-number
email-address