ما أمراض الذكورة التي تعالجها الأشعة التداخلية؟
يُصاب نسبة كبيرة من الرجال بأمراض الذكورة في مراحل عمرية مختلفة وأشهرها دوالي الخصية وتضخم البروستاتا وغيرها، وبعض هذه الأمراض قد يؤثر في الأداء الجنسي والخصوبة لدى الرجل، ومؤخرًا أصبحت الأشعة التداخلية بديلًا علاجيًا آمنًا للجراحة التقليدية والعلاجات الأخرى لعديد من أمراض الذكورة واضطرابات المسالك البولية، وسنركز في هذا المقال على أهم استخدامات الأشعة التداخلية لعلاج أمراض الذكورة.
كيف تستخدم الأشعة التداخلية لعلاج أمراض الذكورة؟
الأشعة التداخلية هي مجال حديث يعتمد على استخدام تقنيات التصوير كالأشعة السينية أو الأشعة المقطعية المحوسبة، أو الرنين المغناطيسي، أو الموجات فوق الصوتية لتوجيه أدوات مثل الإبر والقسطرة داخل مناطق محددة في الجسم لأداء بعض الإجراءات مثل رأب الأوعية وأخذ عينات الأنسجة وذلك عبر شقوق صغيرة في الجلد، وعادةً ما تتم إجراءات الأشعة التداخلية في العيادات الخارجية، ويتمكن المريض من العودة للمنزل في نفس يوم الإجراء.
ويمكن استخدام الأشعة التداخلية لعلاج عديد من أمراض الذكورة مثل:
- تضخم البروستاتا الحميد.
- دوالي الخصية.
- سرطان البروستاتا.
- اضطرابات المسالك البولية ومشكلات تدفق البول.
كما يمكن استخدام الأشعة التداخلية لتصريف السوائل من الخصية، وتشخيص سرطان البروستاتا وعلاج عديد من المشكلات المرتبطة بالعقم، وغيرها من الحالات.
تعرف أيضًا على: أفضل أطباء الأشعة التداخلية
وفي السطور التالية سنوضح كيفية استخدام الأشعة التداخلية لعلاج تضخم البروستاتا ودوالي الخصية.
كيف تستخدم الأشعة التداخلية لعلاج دوالي الخصية؟
دوالي الخصية هي أوردة متضخمة في الخصية وكيس الصفن، وعادةً ما تكون مصحوبة بألم وقد تؤدي إلى ضمور أو انكماش الخصية ومشكلات في الخصوبة. تحتوي أوردة الخصية على صمامات تسمح بتدفق الدم في اتجاه واحد من الخصيتين وكيس الصفن إلى القلب، عندما تتلف هذه الصمامات يتجمع الدم فتتوسع الأوردة حول الخصية وتتورم ما يُعرف بدوالي الخصية.
لفترة طويلة كان الربط الجراحي المفتوح هو العلاج الأكثر شيوعًا لدوالي الخصية، أما الآن يمكن علاج دوالي الخصية باستخدام الأشعة التداخلية وهو إجراء يُعرف بـ إنصمام دوالي الخصية، وهي تقنية غير جراحية يتم إجراؤها بواسطة اختصاصي الأشعة التداخلية، وسنتعرف إلى هذا الإجراء، وكيف يتم، وأهم مخاطره فيما يلي.
كيف يتم إجراء انصمام دوالي الخصية ؟
يُستخدم انصمام دوالي الخصية كبديل للربط الجراحي، وهو إجراء طفيف التوغل يقوم به اختصاصي الأشعة التداخلية لمنع تدفق الدم للأوردة المتضخمة، ما يقلل التورم والضغط على الخصية، ويتم الإجراء باستخدام التصوير لتوجيه القسطرة والأدوات الأخرى داخل الجسم، تحت التخدير الوريدي الخفيف والتخدير الموضعي، وعادةً ما يستغرق الإجراء ساعتين، ويشمل الخطوات التالية:
- يقوم اختصاصي الأشعة التداخلية بعمل شق صغير في الفخذ بعد تخدير المنطقة موضعيًا.
- بعدها يقوم بتمرير قسطرة رفيعة بحجم 2-3 ملليمتر في واحد من الأوعية الدموية الموجودة في الفخذ، ثم يقوم بحقن مادة التباين (الصبغة) للحصول على صور أكثر وضوحًا للأوردة حتى يتمكن من تحديد مكان المشكلة بدقة.
- يقوم الاختصاصي بتوجيه القسطرة للأوعية الدموية المصابة، ومن خلال القسطرة يقوم بوضع لفائف دقيقة أو مادة سائلة لمنع تدفق الدم في هذه الأوردة، وهو ما يُعرف بإصمام الوريد، والذي يتيح إعادة توجيه تدفق الدم للأوعية السليمة، ما يقلل الضغط على دوالي الخصية ويساعد على تخفيف الأعراض.
ما هي أهمية إجراء انصمام دوالي الخصية ؟
يساعد انصمام دوالي الخصية على تقليل الشعور بالألم والإحساس بالثقل في الخصية وكيس الصفن الذي تسببه الدوالي، كما تشير الدراسات إلى أن الإجراء يساعد على تحسين تركيز الحيوانات المنوية في 83% من المرضى، ما يساعد بدوره على رفع معدلات الحمل.
ما هي مخاطر إجراء انصمام دوالي الخصية ؟
لا يرتبط انصمام دوالي الخصية بأي مضاعفات كبيرة، ومع ذلك فهناك بعض الآثار الجانبية التي قد يختبرها المريض بعد الإجراء، والتي تشمل:
- كدمات في مكان دخول القسطرة.
- آلام خفيفة في الظهر.
- الشعور بالغثيان.
- تجمع السوائل في الخصيتين (نادرًا ما يحدث).
والجدير بالذكر، أن الانصمام لا يؤثر في الوظيفة الجنسية، ويمكن استئناف النشاط الجنسي في اليوم التالي للانصمام، ومع ذلك، نظرًا لأن الحيوانات المنوية تستغرق حوالي ثلاثة أشهر لتنضج، فقد يستغرق التحسن في الخصوبة ثلاثة أشهر أو أكثر.
اقرأ المزيد عن: ما مميزات الأشعة التداخلية؟ وما عيوبها؟
كيف تستخدم الأشعة التداخلية لعلاج تضخم البروستاتا؟
البروستاتا هي غدة تنتج السوائل التي تحمل الحيوانات المنوية في أثناء القذف، وتحيط غدة البروستاتا بمجرى البول،( تعرف علي اسباب و علاج الضعف الجنسي عند الرجال ) وتضخم البروستاتا يعني نمو الغدة بشكل غير طبيعي وهي حالة تحدث لغالبية الرجال مع تقدمهم في العمر وتسبب أعراضًا غير مريحة مثل منع تدفق البول من المثانة، وغالبًا ما يُطلق على تضخم البروستاتا اسم تضخم البروستاتا الحميد (BPH) لأنه ليس نموًا سرطانيًا ولا يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
وتُوجد عدة خيارات لعلاج تضخم البروستاتا التي تهدف لتخفيف التضخم والأعراض المصاحبة له، ويمكن استخدام الأشعة التداخلية لعلاج تضخم البروستاتا من خلال إجراء يُعرف بانصمام الشريان البروستاتي.
كيف يتم إجراء انصمام الشريان البروستاتي؟
انصمام الشريان البروستاتي من الإجراءات طفيفة التوغل التي تخفف أعراض تضخم البروستاتا عن طريق تقليل تدفق الدم للشرايين التي تغذي الجزء المركزي من نسيج البروستاتا، ويتم الإجراء بواسطة اختصاصي الأشعة التداخلية، ويشمل الخطوات التالية:
- يقوم اختصاصي الأشعة التداخلية بإدخال قسطرة في شريان في الفخذ، ثم يقوم بحقن مادة التباين (الصبغة) للحصول على صورة واضحة للأوعية الدموية التي تغذي البروستاتا (هناك وعاء أو وعاءان على كل جانب يقومون بمد البروستاتا بالدم).
- سيقوم الاختصاصي بعد ذلك بتوجيه القسطرة باستخدام الأشعة السينية إلى الأوعية التي تمد البروستاتا بالدم.
- بعدها يقوم بحقن كُريات مجهرية صغيرة مستديرة من خلال القسطرة في الأوعية الدموية التي تغذي البروستاتا لتقليل إمدادها بالدم.
- سيحرك أخصائي الأشعة التداخلية القسطرة لعلاج الجانب الآخر من البروستاتا.
بعد هذا الإجراء، ستبدأ البروستاتا في الانكماش، ما يؤدي إلى تخفيف الأعراض وتحسينها عادةً في غضون أيام من الإجراء.
ما أهمية إجراء انصمام الشريان البروستاتي؟
هذا الإجراء له أهمية كبيرة لأن تضخم البروستاتا الحميد يصاحبه عدد من الأعراض التي تكون مزعجة للمريض، مثل التبول المتكرر، والسلس البولي أو احتباس البول والشعور بالألم بعد القذف وغيرها من الأعراض التي يساعد انصمام الشريان البوستاتي على تخفيف حدتها دون تعريض المريض لمخاطرة إجراء الجراحة.
مخاطر إجراء انصمام الشريان البروستاتي؟
انصمام الشريان البروستاتي هو إجراء بسيط وآمن في العموم، وقد يعاني المريض من بعض الآثار الجانبية لعدة أيام بعد الإجراء، والتي تشمل:
- الغثيان والقيء.
- الحمى.
- آلام الحوض.
- التبول المؤلم أو المتكرر.
- وجود تجمع دموي أو كدمة في موقع الشق.
- وجود دم في البول أو السائل المنوي أو البراز.
- تشنج المثانة.
اقرأ ايضا : هل يمكن الشفاء من سرطان البروستاتا
في النهاية، فإن الأشعة التداخلية حاليًا من أفضل البدائل للجراحة التقليدية والجراحة بالمنظار لأنها تعالج كثير من المشكلات المختلفة دون الحاجة لشق جراحي ولا فترة طويلة للتعافي، كذلك فإن استخدام الأشعة التداخلية لعلاج أمراض الذكورة ليس له مخاطر أو مضاعفات محتملة قد تؤثر في الخصوبة أو الأداء الجنسي للرجل فيما بعد.
مشاركة المقال