ما هي اضطرابات النمو الذهني؟ وما هي أعراضها؟

يعد اضطراب النمو الذهني أو الفكري تشخيصًا جديدًا نسبياً، إذ كان يُصنف سابقاً على أنه التخلف العقلي Mental Retardation، لكنه في الحقيقة أحد اضطرابات النمو العصبي الذي يُحدث مشكلات في التفكير والتعلم والتواصل ويشابه حالة التأخر العقلي بالفعل.

يُلاحظ على الطفل المصاب بأنه غير قادر على التفكير بعقلانية أو التخطيط لدراسته أو إصدار الأحكام بشكل صحيح على المواقف والأشخاص.

يبدأ العجز أو الضعف الفكري مبكراً في أثناء مرحلة النمو، ويؤثر في تطور الطفل ونموه الطبيعي مقارنة بأقرانه. قد ينتج ذلك منذ الولادة بسبب عيوب خلقية أو مشكلة جينية مثل: متلازمة داون Down syndrome، ومُتلازمة الصبغي X الهش Fragile X syndrome.

يوجد أسباب أخرى للإصابة  بهذا الاضطراب، منها:

• إصابة الطفل بالتهاب السحايا.
• التعرّض للسموم، مثل: الرصاص أو الزئبق.
• الإصابة بالحصبة.
• صدمة أو رّض على الرأس أثناء الطفولة.
• الطفل يعاني من مرض الصرع.

قد تساهم مجموعة متنوعة من الحالات التي تمر بها الأم المرتبطة بالمخاض والولادة في إحداث هذا الاضطراب لدى جنينها، كإصابتها بالعدوى أثناء الحمل، وصعوبات الولادة التي تؤدي لعدم حصول الجنين على ما يكفي من الأكسجين.

تساعد اختبارات الذكاء وقياس الأداء الفكري  والاختبارات النفسية في تشخيص هذه الحالة بشكل جيد، إذ يشير المجموع الكلي لفحص الذكاء من حوالي 70 إلى 75 إلى وجود حدود كبيرة في الأداء الفكري. 

على الرغم من ذلك إلا أن هذه الاختبارات تساعد في التشخيص ولكنها ليست فاصلة، إذ أن القدرات العقلية بين الأطفال تختلف ودقة إجراء الاختبار يؤثر في نتيجته ويبقى الحكم الأخير للإجراءات التي يتخذها الطبيب من أشعة وتحاليل مخبرية ورأيه في الفحص السريري للطفل.

تتمثل الأعراض الرئيسية لاضطراب النمو الذهني في بطء عملية التعلم التي يمر بها هذا الطفل، إذ يُلاحظ أنه:

• يصعب عليه الزحف أو المشي.
• يتأخر في نطق الكلمات مقارنة بعمره ويعاني من اضطرابات في الكلام.
• أما الأطفال الأكبر سناً، يلاحظ أنهم في حالة كفاح دائم من أجل:
• فهم الدروس أو ما يُطلب منه في المدرسة.
• تذكر الأشياء بسهولة أو تقديم حلولاً للمشكلات.
• تعلم المعلومات الجديدة أو تطبيقها.
• التحدث مع الآخرين والأصدقاء في المدرسة وفهم الإشارات الاجتماعية.
• تكوين صداقات والتعامل مع الزملاء الجدد.
• أداء المهام اليومية وإدارة المسؤوليات أو تنظيم المهام.

يمر الطفل بمراحل عدة في حياته يبدأها بمرحلة النمو. درس العلم هذه المرحلة ووضع لها معاييرها الخاصة من حيث الوزن والطول والتصرف والقدرة على المشي والكلام وغيرها الكثير.

ينتج عند الكثير من الأطفال حالة اضطراب في النمو، وهي حالات جسدية أو دماغية تصيب الطفل تؤثر في نموه وتطوره للمهارات الحياتية الضرورية، وقد يؤثر ذلك في بنيته الجسدية والعقلية مدى الحياة.

تُكتشف اضطرابات النمو والسلوك  عند الأطفال في وقت مبكر هذه الأيام. يحتاج هؤلاء الأطفال الذين يعانون من ذلك إلى استشارات وفحوص بدنية ومخبرية، مثل: اختبارات الدم، والاختبارات الجينية ، وتقييمات السمع والبصر؛ لمعرفة طرق العلاج الممكنة وكيفية تقديم أفضل السُبل للطفل ليعيش حياة مستقرة وشبه طبيعية. 

تصبح متابعة الأهل بعد ذلك أمراً في غاية الأهمية؛ لضمان أفضل تقدم للطفل وأفضل أماكن التعليم بالنسبة له والذي يسمح له بأكبر فرص التعلم.

تعد اضطرابات النمو العصبي أحد أنواع الاضطرابات التي تؤثر في كيفية عمل الدماغ، ونمو الطفل العصبي، وتنطوي على صعوبات في كل جوانب حياة هذا الطفل وأداءه الاجتماعي وإدراكه وحتى مشاعره. 

يُشار أن أكثر هذه الاضطرابات شيوعًا هو اضطراب طيف التوحد واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.  

تبدأ هذه الاضطرابات خلال مراحل النمو، ما يجعلها تُشخص غالباً عند الأطفال والمراهقين، وقد يكتشفها الطبيب في مرحلة البلوغ. 

تأخر النمو عند الأطفال

تشمل اضطرابات النمو عند الأطفال الأكثر شيوعاً ما يلي:

• التوحد.
• صعوبات التعلم.
• اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
• الشلل الدماغي.
• فقدان السمع.
• الإعاقة الذهنية.
• ضعف الرؤية.
• اضطرابات الطيف الكحولي للجنين (FASDs).
• ضمور العضلات.
• اضطرابات اللغة
• تأخر النمو الجسدي أو البنيوي.

كشفت إحدى الدراسات في عام 2019 أن اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) يعد أكثر اضطرابات النمو شيوعًا عند الأطفال ما بين  عامي 2009 و 2017 . 

يُعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أحد اضطرابات النمو العصبي الشائع والمتميز بعدم الانتباه وعدم التنظيم عند المصابين به، قد يترافق مع فرط النشاط وسرعة رد الفعل أو الاندفاع ويسبب ضعف الأداء. 20 % من الأطفال المصابين يستمر لديهم اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بعد مرحلة البلوغ.

الفرق الأساسي في أن اضطرابات النمو العصبي هي الشكل الأشمل، فهي تضم المشكلات الذهنية، وأنها لا ترتبط بالضرورة بذكاء الطفل، أما اضطراب النمو الذهني فهي بشكل أساسي تتعلق بذكاء الطفل وتركيزه. 

اضطرابات النمو بشكل عام قد تؤثر على السلوك أو الحركة أو الطول أو النضج الجسدي للطفل وليس فقط ذكاءه وإدراكه للأمر.

يشكل التشخيص الصحيح لحالة الطفل الجزء الأهم من العلاج، علماً أنه قد لا يتحسن بسرعة ويحتاج لدمج عدة سُبل علاجية في آن واحد ليبدأ الطفل بالتحسن والتعايش مع الأمر. تضم الطرق العلاجية عدة أساليب سنذكرها كل على حدة. 

العلاج السلوكي: يُعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، وعلاج النطق عند الطفل أحد أهم سُبل العلاج التي تؤثر في تصرفا الطفل وطرق إدراكه. 

العلاج الدوائي: لكل حالة أدوية تناسبها، إلا أن حالات الصرع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، على وجه التحديد تساعدهم المعالجات الدوائية في السيطرة على سلوكهم وحالتهم النفسية والعصبية بشدة. 

يلعب النظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة بانتظام والألعاب والأنشطة الترفيهية دوراً كبيراً في إدارة أعراض اضطرابات النمو، إذ يجب على الأهل تطوير عادات سليمة وتوفير نمط حياة صحية للأطفال. 

قد يصف الطبيب دواء ستيراتيرا 25 مجم Strattera 25 mg للطفل المصاب بفرط الحركة وتشتت الانتباه للسيطرة على سلوكهم وحركتهم إلى جانب العلاج السلوكي وتدريب الآباء والأمهات على كيفية التعامل مع أطفال ADHD.

بعد أن شرحنا لكم معنى أن يُصاب طفلكم باضطرابات النمو الذهني أو أحد الحالات المذكورة. نعلم أن التعامل مع حالة الطفل وتقبله والتأقلم مع ما يمر به ليس بالأمر السهل ولكن دوركم كبير ولا يُستهان به، إذ أن نصف الطريق في العلاج في معرفتكم الطرق التي يجب أن تعاملوا ولدكم بها والنصف الآخر في التزامكم بتعليمات الطبيب وزيارته الدورية. لا تستهينوا بمراقبة الحركات والأفعال التي يقوم بها ولا تلقوا اللوم على أنه الشغب فقد يكون في أمس الحاجة لمساعدتكم الفورية.

 احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.