ما هو اختبار المنضدة المائلة ومتى يطلبه الطبيب؟

حدوث الإغماء بشكل عارض هو أمر وارد في حياة أي شخص سواء نتيجة إجهاد شديد أو جفاف أو انخفاض شديد في ضغط الدم وغيرها من العوامل التي ترتبط بحدوث دوار، ولكن ماذا لو كان الإغماء يحدث بشكل متكرر؟ هنا سيبدأ الطبيب في البحث عن السبب وراء تكراره، وعادةً ما يكون اختبار المنضدة المائلة هو وسيلة التشخيص الأساسية، فما هو هذا الاختبار؟ وماذا يقيس؟ وما هي الحالات التي يطلبه الطبيب فيها؟ تابع المقال لتجد إجابات لكل هذه التساؤلات.

ما هو اختبار المنضدة المائلة؟

اختبار المنضدة المائلة بالانجليزي table tilt test أو كما يُعرف أيضًا باختبار إمالة الرأس، هو فحص طبي غير جراحي يوصي به الطبيب، لتشخيص السبب وراء الإغماء أو فقدان الوعي غير المبرر، أو الدوخة، أو سرعة أو عدم انتظام ضربات القلب.

سُمى اختبار الطاولة المائلة بهذا الاسم لأن المريض يستلقي خلاله على طاولة مصممة بشكل يمكنها من خلاله الميل في عدة اتجاهات، لذا يُعرف أيضًا بــ "فحص الميل واختبار إمالة الطاولة".

تعتمد فكرة جهاز المنضدة المائلة على تحفيز العوامل التي تسبب الدوخة، ولكن بطريقة آمنة وخاضعة للرقابة، وذلك من خلال تغيير وضع الشخص أو بمعنى آخر إمالته لأعلى وأسفل لمعرفة مدى استجابة معدل ضربات القلب وضغط الدم لقوة الجاذبية.

إذا كان عمر المريض يزيد عن 40 عامًا، فقد يتضمن الاختبار أيضًا تدليك منطقة من الرقبة لإبطاء سرعة القلب، ما يُسمى بتدليك الجيب السباتي.

ما هي استخدامات اختبار المنضدة المائلة؟

في بعض الحالات الصحية، قد تسبب التغيرات في الوضعية مثل: الوقوف أو الانحناء تغيرًا كبيرًا في ضغط الدم أو معدل ضربات القلب، ما يتسبب في حدوث الإغماء.

قد يوصي الطبيب بإجراء اختبار الطاولة المائلة لتشخيص السبب وراء الإغماء المتكرر في حالة استبعاد معظم الأسباب الشائعة الأخرى.

قد يكون سبب الإغماء مشكلات طبية مختلفة، وتشمل الأمراض التي يشخصها اختبار إمالة الطاولة:  

الإغماء الوعائي المبهمي

يُعرف أيضًا بالإغماء العصبي القلبي، وهو السبب الأكثر شيوعًا للإغماء. يحدث هذا النوع نتيجة انخفاض مفاجئ في ضغط الدم مع أو دون انخفاض في معدل ضربات القلب، وينجم عن الاستجابة المبالغ فيها للأعصاب التي تتحكم في القلب والأوعية الدموية تجاه المحفزات التي تسبب نزول ضغط الدم مثل الشعور بالخوف الشديد.

قد يعاني أي شخص من الإغماء الوعائي المبهمي، لكنه أكثر شيوعًا عند الأطفال والشباب.

قد يحدث الإغماء أيضًا نتيجة:

• عدم انتظام ضربات القلب: وهي حالة يكون فيها معدل ضربات القلب بطيئًا جدًا أو سريعًا جدًا أو غير منتظم. عندما يحدث هذا، لا يستطيع القلب ضخ ما يكفي من  الدم إلى الجسم.
• أمراض القلب الهيكلية: وهي مشكلات في عضلة القلب أو الصمامات، على سبيل المثال قد يؤدي تضخم عضلة القلب أو خلل في واحد أو أكثر من صماماته إلى منع تدفق الدم داخل القلب.
• النوبة القلبية: تسمى أيضًا احتشاء عضلة القلب والتي تحدث بسبب عدم كفاية إمدادات الدم.
• اعتلال عضلة القلب نتيجة ضعف البطين: تشير هذه الحالة إلى ضعف أو فشل في وظيفة الضخ في البطينين.
• انخفاض ضغط الدم الوضعي: وهي حالة يصاحبها انخفاض في ضغط الدم عند الوقوف.
• متلازمة عدم انتظام دقات القلب الانتصابي الوضعي: وفيها يعاني المريض من ارتفاع معدل ضربات القلب بشكل كبير عند الوقوف.

عادةً ما يُجرى فحص الطاولة المائلة جنبًا إلى جنب مع عدة اختبارات أخرى لتأكيد التشخيص؟

ما هي أهمية اختبار المنضدة المائلة؟

يساعد هذا الاختبار على معرفة السبب وراء الإغماء في الحالات التالية:

• المرضى الذين يعانون من نوبات الإغماء المتكررة غير المبررة.
• المرضى الذين يعانون من نوبة إغماء واحدة ويعملون في وظائف عالية الخطورة (مثل الطيارين).

يساعد اختبار المنضدة المائلة أيضًا على:

• فهم كيفية عمل جهازك العصبي اللا إرادي، وهو الجزء من المخ المتحكم في بعض عمليات الجسم اللا إرادية مثل ضغط الدم.
• تحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى اختبارات أخرى للمساعدة على تشخيص الحالة.
• تقييم ضربات القلب وضغط الدم مع وجود تغيرات في الوضعية.
• وضع خطة العلاج المناسبة للمريض مثل تمرينات بسيطة لتقليل حدوث الإغماء أو  الأدوية أو زرع جهاز تنظيم ضربات القلب في بعض الحالات.

ما أهم الاحتياطات قبل إجراء فحص المنضدة المائلة؟

إذا أوصى الطبيب لك بإجراء فحص المنضدة المائلة سيسألك عن تاريخك الطبي والأدوية التي تتناولها، ويخبرك ببعض التعليمات ومنها:

• عدم الأكل أو الشرب مدة ساعتين على الأقل قبل الاختبار (يمكن تناول وجبة خفيفة قبل الاختبار بثلاث ساعات) حتى لا تشعر بالغثيان.
• الصيام عن الطعام والشراب بعد منتصف الليل في اليوم السابق للاختبار إذا كنت ستجري الفحص في الصباح الباكر.

من المهم أيضًا أن تضع في اعتبارك ما يلي:

• إعلام الطبيب بالأدوية التي تتناولها خاصةً أدوية الضغط، أو تلك المنظمة لضربات القلب حتى يخبرك ما إذا كنت ستستمر في تناولها قبل الاختبار أم لا.
• إحضار أحد الأقارب أو الأصدقاء في أثناء إجراء الاختبار، لمساعدتك على العودة إلى المنزل إذا كنت لا تزال تشعر بالدوار بعده.

عليك أيضًا إخبار الطبيب في حالة الإصابة بأحد الأمراض التالية:  

• سكتة قلبية.
• ضعف الدورة الدموية.
• انسداد الشرايين.
• اعتلال عضلة القلب.
• سكتة دماغية.

شاهد في الفيديو: أهم فحوصات القلب - د. رضوى ممتاز

كيف يتم إجراء اختبار المنضدة المائلة؟

يُجرى اختبار المنضدة المائلة بواسطة طبيب أو فني مدرب. يتضمن الاختبار مرحلتين، وهما:

المرحلة الأولى من اختبار المنضدة المائلة

تهدف هذه المرحلة إلى تقييم كيفية استجابة الجسم عند تغيير الوضعية.

تشمل خطوات هذه المرحلة:

• يستلقي المريض على ظهره على الطاولة وتساعد الأشرطة الموجودة على الخصر والركبتين على تثبيته.
• يُوضع خط وريدي في ذراعه، ويُوصل صدره بجهاز رسم القلب، لتتبع نبضات قلبه، ويوصل مقياس التأكسج النبضي على طرف إصبعه.
• تتم إمالة الطاولة حتى تكون رأس المريض أعلى قليلاً (30 درجة) من بقية جسمه وفي هذه الأثناء يتم فحص ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ومستوى الأكسجين.
• بعد حوالي خمس دقائق، تتم إمالة الطاولة بدرجة أكبر إلى زاوية 60 درجة أو أعلى. سيبقى المريض في هذا الوضع مدة تصل إلى 45 دقيقة بالتزامن مع فحص ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وسيُطلب منه البقاء ساكنًا وهادئًا خلال هذا الوقت، ولكن يجب  إخبار شخص في حالة الشعور بعدم الارتياح.
• إذا انخفض ضغط دم المريض خلال هذا الوقت، فسيتم خفض الطاولة وسيتوقف الاختبار.
• إذا لم ينخفض ضغط الدم بعد انتهاء الوقت، سيخفض الطبيب الطاولة مرة أخرى وسيبدأ الجزء الثاني من الاختبار.

المرحلة الثانية من فحص المنضدة المائلة

يوضح الجزء الثاني من اشعة المنضدة المائلة كيف يستجيب الجسم للدواء (الأيزوبروتيرينول) الذي يجعل القلب ينبض بشكل أسرع وأقوى.  

هذا الدواء يشبه هرمون الأدرينالين الذي يفرزه الجسم عندما يكون تحت الضغط، وكأن الشخص يمارس تمرينًا رياضيًا.

تشمل خطوات هذا الجزء من الاختبار:

• يعطي الطبيب المريض الدواء من خلال الأنبوب الوريدي.
• بعد ذلك، يتم إمالة الطاولة لأعلى بزاوية 60 درجة. قد يشعر المريض بزيادة ضربات قلبه بسبب الدواء.
• إذا انخفض ضغط الدم، فسيتم خفض الطاولة إلى الوضع المسطح، وسيتم إيقاف الدواء، وينتهي الاختبار.
• إذا لم ينخفض ضغط الدم بعد حوالي 15 دقيقة، فسيتم خفض الطاولة وينتهي الاختبار.
• إذا تسبب الاختبار في إغماء المريض، فسيتم إرجاع الطاولة سريعًا إلى وضع مسطح لمساعدة المريض على استعادة وعيه.

من المهم إخبار الطبيب بوقف الاختبار في أي وقت في حال الشعور بعدم القدرة على الاستمرار.

ما المتوقع بعد إجراء اختبار المنضدة المائلة؟

قد يشعر المريض بدوار خفيف خلال الـ 24 ساعة الأولى بعد الاختبار، وعادةً ما يزول عند الاستلقاء والراحة. إذا استمرت الأعراض لمدة أطول من يوم، من المهم التواصل مع الطبيب.

ما اهم التعليمات بعد فحص الطاولة المائلة؟

بشكل عام، لا توجد رعاية خاصة بعد اختبار الطاولة المائلة، ويكون المريض قادرًا على استئناف نظامه الغذائي وأنشطته الطبيعية بعد الاختبار مباشرةً، ما لم يوصي الطبيب بغير ذلك.

ما هي أضرار المنضدة المائلة؟

اختبار الطاولة المائلة هو فحص آمن تمامًا، ومع ذلك، فإن جميع الاختبارات والإجراءات تحمل بعض المخاطر.

في حالات نادرة جدًا، قد يُصاب الأشخاص الذين يعانون من ضيق الشرايين التاجية أو الشرايين السباتية بنوبات قلبية أو سكتات دماغية.

قد يشعر المريض بالتعب والغثيان قليلاً مباشرة بعد الاختبار. بعد التعافي، يستطيع معظم الأشخاص القيادة إلى المنزل والعودة إلى أنشطتهم الطبيعية.  

إذا فقد المريض الوعي في أثناء الاختبار، فقد يحتاج إلى مزيد من المراقبة والاختبارات الإضافية.

يجب التواصل مع الطبيب في حالة العودة للمنزل ومواجهة أي من الأعراض التالية:  

• ألم في الصدر.
• الشعور بالدوار أكثر من المعتاد.
• التشنجات.
• تغيرات الرؤية.

في العموم فإن مخاطر المنضدة المائلة نادرة للغاية، وحتى الآثار الجانبية كالدوخة تكون مؤقتة.

كيف تكون نتيجة اختبار المنضدة المائلة؟

عادةً ما يمكن الحصول على نتائج الاختبار بمجرد انتهائه، وقد يتم التسليم خلال يومين من الاختبار في بعض المراكز.

اختبار المنضدة المائلة إيجابي  

تكون نتيجة اختبار الطاولة المائلة إيجابية في حالة انخفاض ضغط الدم في أثناء الاختبار أو شعر المريض بالدوار أو تعرض للإغماء.

قد يوصي الطبيب في هذه الحالة بتغيير الأدوية أو إجراء المزيد من الاختبارات. إذا كان الإغماء بسبب بطء معدل ضربات القلب، فقد يوصى باستخدام جهاز تنظيم ضربات القلب.

اختبار المنضدة المائلة سلبي 

إذا لم ينخفض ضغط الدم في أثناء الاختبار، ولم تظهر أي أعراض أخرى، فإن نتائج الاختبار سلبية (طبيعية).

ما هي أفضل مستشفى لإجراء اختبار المنضدة المائلة في مصر؟

يتساءل الكثيرون عن أين يمكن عمل اختبار المنضدة المائلة فى مصر؟ تُعد مستشفى أندلسية واحدة من أفضل أماكن عمل اختبار المنضدة المائلة في مصر التي تقدم خدمات الفحوص الطبية بكافة أنواعها بما فيها اختبار المنضدة المائلة.

يُجرى فحض المنضدة المائلة بواسطة طبيب مختص أو فني مدرب مع الالتزام بمتابعة العلامات الحيوية للمريض في أثناء الفحص والاستعداد التام للتدخل وتقديم الرعاية في حال تعرضه للإغماء.

تلتزم مستشفى أندلسية بأعلى معايير الجودة لضمان دقة النتائج، وتتميز عيادات القلب بخدماتها الشاملة ما يضمن للمريض تشخيص دقيق ورحلة علاج ناجحة.

من هو أفضل دكتور لإجراء اختبار المنضدة المائلة؟

تضم مستشفى أندلسية قائمة من أفضل أطباء القلب والأوعية الدموية، والمؤهلين للتعامل مع جميع الحالات وتشخيصها بدقة بفضل خبراتهم الواسعة.

نخبة من أفضل أطباء القلب والأوعية الدموية اجتمعوا تحت سقف واحد وهو مستشفيات أندلسية، نذكر منهم:

• د. رضوى ممتاز- اختصاصية أمراض القلب والأوعية الدموية. حاصلة على دبلومة أشعة القلب ومناظير القلب من جامعة بوردو الفرنسية وعضو الجمعية الأوروبية لأمراض القلب والأوعية الدموية.

• دكتور طارق عبد السلام عبد الفتاح- استشاري القلب والأوعية الدموية.

كم سعر اختبار المنضدة المائلة؟

تتراوح تكلفة اختبار المنضدة المائلة في وقتنا الحالي في مستشفيات أندلسية من 2600- 3600 جنيهًا مصريًا، ولكن قد تختلف الأسعار وفقًا لحالة المريض وتشخيص الطبيب وغيرها من العوامل، ويمكن الاطلاع على الأسعار والاستفسار عن أي معلومات عن طريق الضغط هنا.

ما هي أفضل أدوية لعلاج الدوخة والدوار؟

في حالة الشعور المتكرر بدوخة أو دوار قد يوصي الطبيب بواحد من الأدوية التالية:

• ستوجيرون- Stugeron.
• بيتاسيرك- Betaserc.
• درامينيكس- Dramenex.

ختامًا، فإن اختبار المنضدة المائلة هو إجراء تشخيصي آمن وبسيط وسيوصي به الطبيب في حالة التعرض لإغماء متكرر أو دوخة مستمرة مع عدم وجود سبب واضح ورائها، وعلى الرغن من كونه إجراء آمن من المهم في حال الشعور بأي عرض غير تقليدي في أثناي الاختبار إخبار الطبيب فورًا ليوقف الاختبار.