

يمكن أن يتعرض الأطفال لأنواع مختلفة من أمراض القلب سواء في سن الطفولة أو المراهقة، بما في ذلك تشوهات القلب الخلقية والعدوى التي تؤثر على القلب وأمراض القلب المكتسبة في الطفولة نتيجة للأمراض أو المتلازمات الجينية، وإليك بعض أنواع أمراض القلب عند الأطفال الشائعة:
من المهم أن نلاحظ أنه مع العلاج يتمكن العديد من الأطفال والمراهقين المصابين بأمراض القلب من الاستمتاع بحياة نشطة ومتكاملة، وإذا كنت قلقًا بشأن صحة قلب طفلك فتحدث مع طبيب الأطفال المتخصص.
تشكل أمراض القلب الخلقية مشكلات في هيكل القلب تكون موجودة منذ الولادة، وتحدث هذه التشوهات عندما لا ينمو قلب الطفل بشكل طبيعي أثناء فترة الحمل، وتعد تشوهات القلب الخلقية أكثر أنواع التشوهات الخلقية شيوعًا، وهناك أنواع مختلفة من تشوهات القلب الخلقية، ويمكن أن تؤثر على طريقة تدفق الدم من خلال القلب.
بعض تشوهات القلب الخلقية بسيطة ولا تحتاج إلى علاج، في حين أن البعض الآخر أكثر تعقيدًا وقد يتطلب عدة جراحات تجرى على مدى سنوات عدة.
أسباب تشوهات القلب الخلقية عند معظم الأطفال غير معروفة، ولكن بعض الأطفال يعانون من تشوهات في القلب بسبب تغييرات في جيناتهم الفردية أو الكروموسومات الخاصة بهم، ويُعتقد أيضًا أن تشوهات القلب الخلقية تنجم عن مجموعة من الأسباب تجمع بين تغيرات الجينات وعوامل أخرى غيرها مثل العوامل البيئية ونظام غذاء الأم والحالة الصحية للأم واستخدام الأم للأدوية أثناء الحمل.
بعض الأعراض الشائعة لتشوهات القلب الخلقية في الأطفال تشمل التنفس السريع وظهور لون أزرق في الجلد والتعب وضعف الدورة الدموية ونقصان الوزن، أما في البالغين قد تشمل الأعراض ضيق التنفس عند الأطفال والتعب، وتورم الساقين واضطرابات في ضربات القلب.
من المهم أن نلاحظ أن تشوهات القلب الخلقية ليست معدية وليست مرتبطة بأي شيء قامت به الأم أو الأب أثناء فترة الحمل، وإذا كنت تشتبه في أن طفلك يعاني من أي من علامات أو أعراض تشوهات القلب الخلقية يجب عليك الاتصال بالطبيب فورًا، وإذا كنت بالغًا وتعاني من أعراض تشوهات القلب الخلقية يجب عليك أيضًا طلب الرعاية الطبية.
تصلب الشرايين، المعروف أيضًا باسم تصلّب الشرايين التاجيّة، هو حالة تتمثل في تراكم ترسبات دهنية داخل الشرايين، مما يؤدي إلى تضييقها وتصلّبها.
على الرغم من أنه من غير الشائع أن يعاني الأطفال أو المراهقون من أعراض تصلّب الشرايين، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن المرض قد يبدأ في الطفولة، وعوامل الخطر السابقة لتصلب الشرايين عند الأطفال تشمل السمنة وداء السكري وارتفاع ضغط الدم والعوامل الوراثية ومتلازمة الاستقلاب (متلازمة التمثيل الغذائي)، ويُوصى بإجراء تغييرات في نمط الحياة مثل ممارسة التمارين الرياضية وتعديلات في النظام الغذائي جنبًا إلى جنب مع الخطة العلاجية.
تشمل أنواع عدم انتظام ضربات القلب عند الأطفال نوعين رئيسيين: زيادة سرعة دقات القلب وتباطؤ دقاته، وتشمل أيضًا متلازمات أخرى مثل متلازمة وولف-باركنسون-وايت (WPW syndrome) وغيرها، وقد تشمل أعراض عدم انتظام ضربات القلب عند الأطفال الضعف والتعب والدوخة والإغماء وصعوبة الأكل، وبشكل عام يعتمد علاج عدم انتظام ضربات القلب عند الأطفال على نوع الحالة وشدتها، ويحدد الطبيب خطة العلاج المناسبة.
مرض روماتيزم القلب هو حالة تنشأ نتيجة الإصابة بعدوى من نوع ستربتوكوكس لم تُعالج بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى تلف دائم في صمامات القلب، وهو يؤثر في الغالب بشكل أكثر شيوعًا على الأطفال في سن المدرسة، والتشخيص المبكر والعلاج الفعّال لهذا النوع من العدوى ضروريان لمنع تطور مرض روماتيزم القلب.
مرض كاواساكي هو حالة نادرة تؤثر بشكل أساسي على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، ويسبب التهابًا في الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الشرايين التاجية.
العلاج السريع باستخدام الغاما جلوبولين عبر الوريد والأسبرين يمكن أن يساعد في تقليل خطر المضاعفات مثل تضخم الشرايين التاجية.
نفخات القلب هي أصوات غير طبيعية يمكن سماعها أثناء دقات القلب، وفي حين أن بعض نفخات القلب غير ضارة ولا تحتاج إلى علاج، قد يشير البعض الآخر إلى وجود مرض في القلب يحتاج للعلاج.
الفحوصات الدورية مع أخصائي قلب الأطفال يمكن أن تساعد في مراقبة وتقييم درجة خطورة نفخات القلب.
التهاب التامور هو التهاب عضلة القلب، وغالبًا ما يكون ناتجًا عن عدوى فيروسية، ويمكن أن يعطل التهاب عضلة القلب الإشارات الكهربية التي تجعل القلب ينبض بشكل صحيح، وتشمل أعراض التهاب عضلة القلب ألمًا في الصدر وزيادة سرعة دقات القلب والتعب العام.
التشخيص والعلاج السريعين أمران ضروريان لمنع حدوث مضاعفات في حالة الطفل.
علاج أمراض القلب في الأطفال يعتمد على نوع ودرجة شدة الحالة، وقد تشمل خيارات العلاج ما يلي:
يمكن التعامل مع بعض مشكلات القلب في الأطفال باستخدام الأدوية، وتشمل هذه الأدوية أدوية ضغط الدم وأدوية لإصلاح اضطراب ضربات القلب ومدرات للبول لتقليل تجمع السوائل في الجسم الذي يؤثر على صحة القلب.
الجراحة ضرورية في العديد من حالات تشوهات القلب المعقدة، ويمكن لجراحي قلب الأطفال إجراء إصلاحات أو تصحيحات للتشوهات الهيكلية في القلب والأوعية الدموية من خلال جراحة القلب، كما قد يحتاج بعض الأطفال إلى إجراء عمليات جراحية متعددة عبر الوقت.
يمكن علاج بعض تشوهات القلب باستخدام قسطرة القلب ذات التدخل البسيط في الجسم، وخلال هذا الإجراء يمكن للأطباء إصلاح أو تحسين تدفق الدم في الجسم.
في حالات نادرة حيث لا تكون العلاجات الأخرى فعالة، يمكن التفكير في زراعة القلب، ويتضمن ذلك استبدال القلب المصاب بقلب آخر من شخص مانح.
من المهم ملاحظة أنه حتى بعد العلاج يحتاج العديد من الأطفال الذين يعانون من أمراض القلب إلى الرعاية والمتابعة بانتظام، والفحوص الروتينية مع أخصائي قلب الأطفال ضرورية لمراقبة صحة قلب الطفل وضمان إدارة الحالة بشكل جيد.
لا يستخدم الاسبرين لعلاج أمراض القلب عند الأطفال، ولكن قد يصف الطبيب أسبرين الأطفال أو البيبي أسبرين (Baby aspirin) وهو يحتوي على 81 ملليجرام من كمية الأسبرين الموجودة في حبوب البالغين أي ربع الكمية، وذلك للوقاية من الإصابة بأمراض القلب.
لا يجب في أي حال من الأحوال تناول الاسبرين دون إشراف الطبيب لأنه قد يؤدي إلى بعض الآثار الجانبية.
في الختام، فإن أمراض القلب عند الأطفال أكثر شيوعًا مما قد نتصوّر، والكشف المبكر والتشخيص الدقيق والتدخل في الوقت المناسب أمور ضرورية للحفاظ على صحة قلب الطفل.
تطور طرق العلاج بما في ذلك الأدوية والجراحات والإجراءات القلبية المختلفة قد ساهم بشكل كبير في تحسين جودة حياة الأطفال الذين يعانون من أمراض القلب، والرعاية والمتابعة الدورية ضرورية لضمان صحة أفضل للطفل، فمن خلال الرعاية والعلاج السليم يمكن للعديد من الأطفال الذين يعانون من أمراض القلب أن يحيوا حياة صحية ومتكاملة.
احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.