كيف يتم تشخيص وعلاج أمراض القلب الخلقية عند الأطفال؟
تكون أمراض القلب صعبة بما يكفي عندما تصيب البالغين، لكنها قد تكون مأساوية بشكل خاص عند الأطفال، خاصةً أمراض القلب الخلقية. تعتبر أمراض القلب الخلقية عند الأطفال أشهر أنواع أمراض القلب في هذا السن، والتي تعني وجود مشكلة أو عيب في القلب عند ولادة الطفل.
على عكس الشائع فهي ليست خطيرة، حيث يمكن علاجها من خلال عملية جراحية تتيح للطفل أن يعيش حياة طبيعية بدون مشاكل صحية. أمراض القلب الخلقية يستطيع الطبيب تشخيصها والطفل مازال جنينًا في بطن الأم، أو عند الولادة مباشرةً، وفي بعض الحالات يتم اكتشافها عند بلوغ الطفل. كلما تم اكتشافها في البداية كلما كان العلاج أسهل ونتائجه أفضل.
ما أسباب أمراض القلب الخلقية عند الأطفال؟
على الرغم من التقدم العلمي في الطب إلا أن الأطباء لا يستطيعون معرفة السبب الحقيقي للإصابة بأمراض القلب الخلقية، لكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالات الإصابة به، والتي تتمثل في:
- وجود اضطرابات أو مشاكل في الجينات عند الأطفال، مثل الإصابة بمتلازمة داون، حيث تصل نسبة احتمالات إصابة الطفل بأمراض خلقية في القلب بسبب هذه المشاكل الجينية لـ 50%.
- أن تكون الأم مدخنة أو تتعاطى المشروبات الكحولية أو المخدرات خلال فترة الحمل، والتي تؤثر جميعها على الصحة الجسدية والعقلية للطفل وممكن أن تؤدي لمشاكل أخرى في النمو.
- قد تسبب بعض الأدوية التي يمكن أن تتناولها الحامل خلال فترة الحمل في حدوث تشوهات خلقية للجنين، لذلك من الضروري استشارة الطبيب المتابع قبل تناول أي أدوية خلال فترة الحمل.
- الإصابة بعدوى فيروسية مثل إصابة الأم بالحصبة الألمانية خلال الثلاث شهور الأولى من الحمل.
- إصابة الحامل بمرض السكري قد يكون سبب في إصابة الطفل بمشكلة خلقية في القلب.
ما أنواع أمراض القلب الخلقية عند الأطفال؟
تتعدد أمراض القلب الخلقية، ومنها:
- عيوب صمام القلب: قد يكون الصمام ضيقًا جدًا أو مغلقًا تمامًا، ما يجعل هناك صعوبة في مرور الدم للقلب من خلاله، أو أن يكون الصمام به مشكلة في الغلق، مما يجعل الدم يخرج بشكل غير صحيح.
- مشاكل في جدران القلب: أن توجد مشاكل في جدران الحجرات الموجودة في القلب، مما يتسبب في عدم تنظيم عملية ضخ الدم أو استقباله أو اختلاط نوعي الدم، بالتالي يتسبب في حدوث مشكلة.
- مشاكل عضلة القلب: أي فشل عضلة القلب، بمعنى أن تكون العضلة غير قادرة على ضخ الدم بشكل جيد. وجود مشكلة في الوصلات بين الأوعية الدموية، والتي قد تتسبب في عدم تنظيم عملية ضخ الدم أو استقباله بشكل صحيح، وبالتالي يمكن لهذه العيوب أن تؤدي إلى فشل الأعضاء.
ما أعراض أمراض القلب الخلقية عند الصغار؟
تتنوع أعراض أمراض القلب الخلقية عند الأطفال، لكن تتفق كلها في الظهور مبكرًا؛ بعد الولادة مباشرةً أو حتى قبل الولادة أيضًا. تتمثل الأعراض في النقاط الآتية:
- زرقان أظافر وجلد وشفتي الطفل بسبب وجود نقص في الدم المؤكسد عند الطفل.
- التنفس السريع.
- سوء التغذية.
- زيادة وزن الطفل بصعوبة.
- التهاب الرئة.
- عدم القدرة على ممارسة الرياضة.
كيف يتم تشخيص أمراض القلب الخلقية؟
يتم تشخيص أمراض القلب الخلقية عند الأطفال على حسب مراحلهم العمرية كالآتي:
- مرحلة ما قبل الولادة، يتم تشخيص الطفل من خلال:
- مخطط صدى القلب للجنين.
- اختبار الجينات.
- مرحلة الطفولة، من خلال:
- مخطط صدى القلب.
- مخطط كهربية القلب.
- الأشعة السينية للصدر.
- التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية.
- قياس النبض.
- قسطرة القلب.
ما علاج أمراض القلب الخلقية؟
يعتمد علاج عيب القلب الخلقي على نوع العيب وشدته. قد يعاني بعض الأطفال من عيوب خفيفة في القلب تتعافى من تلقاء نفسها مع مرور الوقت، وقد يعاني البعض الآخر من عيوب خطيرة تتطلب علاجًا مكثفًا. في هذه الحالات يشمل العلاج ما يلي:
- الأدوية يمكن أن تساعد الأدوية القلب على العمل بكفاءة أكبر، ويمكن أيضًا استخدام بعضها لمنع تكون جلطات الدم أو للتحكم في ضربات القلب غير المنتظمة.
- أجهزة القلب المزروعة يمكن منع بعض المضاعفات المرتبطة بعيوب القلب الخلقية باستخدام أجهزة معينة، بما في ذلك أجهزة تنظيم ضربات القلب (ICDs). يمكن لجهاز تنظيم ضربات القلب أن يساعد في تصحيح ضربات القلب غير المنتظمة التي تهدد الحياة.
- القسطرة تسمح تقنيات القسطرة للأطباء بإصلاح بعض عيوب القلب الخلقية دون فتح الصدر والقلب جراحيًا عن طريق إدخال أنبوب رفيع في وريد في الساق وتوجيهه إلى القلب.
- عملية القلب المفتوح قد يكون هذا النوع من الجراحة ضروريًا إذا لم تكن إجراءات القسطرة كافية لإصلاح العيب الخلقي في القلب. قد يقوم الجراح بإجراء جراحة القلب المفتوح لإغلاق ثقوب في القلب أو إصلاح صمامات القلب أو توسيع الأوعية الدموية.
- زرع قلب قد تكون هناك حاجة لعملية زرع قلب في حالات نادرة يكون فيها عيب القلب الخلقي معقدًا للغاية بحيث يتعذر إصلاحه. خلال هذا الإجراء يتم استبدال قلب الطفل بقلب سليم من متبرع.
أمراض القلب الخلقية عند الأطفال هي مرحلة من حياة أسرة المريض وليس حياتهم بالكامل، لذا نذكركم أنه من المهم للوالدين التعامل مع الموقف بأكبر قدر من الصبر والحكمة والتمهل دون فزع، وأيضًا مشاركتهم سويًا بالتعبير عن مشاعرهم وألمهم، حتى يمكن تجاوز الأزمة بسلام.
مشاركة المقال