

أمراض الشيخوخة هي تلك المشكلات الصحية التي ترتبط بالتقدم في العمر. تُعرف أمراض الشيخوخة بالإنجليزية Age related diseases.
مع تقدمنا في السن، تبدأ أجسامنا وأعضاؤنا في التدهور، وتصبح أكثر عرضة لمجموعة متنوعة من الأمراض.
يختلف العمر الذي يبدأ فيه الشخص للتعرض لأمراض الشيخوخة وفقًا لعديد من العوامل ومنها:
تشمل أمراض الشيخوخة الشائعة:
وقد يعاني الشخص من حالة أو أكثر من هذه الحالات في الوقت نفسه، وسنتحدث عن هذه المشكلات بالتفصيل فيما يلي.

تُعد أمراض القلب من بين الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم. الشكل الأكثر شيوعًا لها هو مرض الشريان التاجي، والذي يحدث نتيجة تضيّق أو انسداد الشرايين الرئيسية التي تزود القلب بالدم.
يمكن أن يتطور انسداد الشرايين بمرور الوقت، وقد يحدث بشكل سريع ويسبب نوبات قلبية مهددة للحياة.
تساهم الحالات الأساسية غير المعالجة، مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة الكوليسترول، مع مرور الوقت في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض الدماغية الوعائية.
تحدث السكتة الدماغية عندما يتوقف الدم عن التدفق في منطقة واحدة من الدماغ بسبب خلل في إحدى الأوعية الدموية، وهو أمر خطير للغاية، لأن خلايا الدماغ المحرومة من الأكسجين تبدأ في الموت بسرعة كبيرة.
هناك نوعان من السكتات الدماغية، وهما:
يمكن أن تسبب السكتات الدماغية الوفاة أو الإعاقة الخطيرة، اعتمادًا على موقع وشدة الانسداد أو التمزق.
ضغط الدم هو القوة التي يبذلها الدم على جدران الشرايين عندما ينبض القلب. عادةً ما يرتفع ضغط الدم مع التقدم في العمر.
قد يسبب ارتفاع ضغط الدم بشكل مزمن مشكلات خطيرة للقلب والأوعية الدموية والكلى والأنظمة الأخرى في الجسم.
مرض السكري من النوع الثاني، هو حالة تتطور نتيجة تدمير خلايا بيتا في الجزر البنكرياسية و/أو نتيجة مقاومة الأنسولين أي أن الأنسولين يُفرز ولكن لا يتمكن الجسم من استخدامه.
يصبح مرض السكري من النوع الثاني أكثر شيوعًا بعد سن 45 عامًا، ويتسبب في ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل كبير، وقد يؤدي إذا لم يُعالج إلى مشكلات خطيرة مثل: النوبات القلبية والسكتة الدماغية وتلف الأعصاب والفشل الكلوي.
التقدم في العمر هو أحد أكبر عوامل الخطر للعديد من أنواع السرطان، إذ تنمو الخلايا غير الطبيعية بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
وفقا للإحصاءات، يُشخص 77٪ من حالات السرطان لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا.
هناك عدد من أنواع السرطان أكثر شيوعًا مع التقدم في العمر، بما في ذلك، سرطان الجلد والثدي والرئة والقولون والمستقيم والبروستاتا والمثانة وسرطان المعدة.
سُمي هذا الاضطراب العصبي التقدمي على اسم الطبيب البريطاني (باركنسون) الذي وصفه لأول مرة في أوائل القرن التاسع عشر، وهو حالة تسبب رعشة مستمرة في الأطراف.
تبدأ 75% من حالات مرض الشلل الرعاش بعد سن الستين، والرجال أكثر عرضة من النساء للإصابة به.
يعتقد الباحثون أن مرض باركنسون ناجم عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، بما في ذلك التعرض للسموم، وتشير الأبحاث إلى أن إصابات الدماغ قد تلعب دورًا في الإصابة به.
الخرف هو حالة تحدث نتيجة فقدان وظائف المخ، وقد يظهر على شكل فقدان في الذاكرة، أو تغيرات في المزاج، أو ارتباك، أو صعوبة في التواصل.
يُعد مرض الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعًا للخرف، ولكن يمكن لعدد من الأمراض الأخرى أن تسببه أيضًا، بما في ذلك:
وفي حين أن معدل الإصابة بالخرف يزداد مع التقدم في السن، فإنه لا يُعد جزءًا طبيعيًا من عملية الشيخوخة.
يتميز مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) بانخفاض تدفق الهواء داخل وخارج الرئتين بسبب التهاب الشعب الهوائية، وزيادة سماكة بطانة الرئتين، وارتفاع إنتاج المخاط في الممرات الهوائية.
تزداد فرص الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا. لا يمكن علاج هذه الحالة، ولكن تساعد الأدوية على التحكم في الأعراض والتي منها:
السبب الرئيسي لمرض الانسداد الرئوي المزمن هو التعرض المزمن لمهيجات الجهاز التنفسي مثل دخان التبغ (إما كمدخن أساسي أو سلبي)، أو الملوثات الصناعية في بيئة العمل أو عوادم السيارات. يظل تدخين السجائر هو عامل الخطر الأكثر أهمية.
هو الشكل الأكثر شيوعًا من التهاب المفاصل، ويحدث بشكل شائع مع التقدم في العمر وهو أكثر انتشارًا لدى النساء.
يزداد حدوث التهاب المفاصل العظمي بسبب عوامل وراثية، أو وجود سمنة أو إصابة سابقة في المفاصل.
يتميز التهاب المفاصل العظمي بالتورم والألم في المفاصل، ولا يمكن علاجه بشكل نهائي، ولكن يمكن تقليل أعراضه بأدوية مسكنة للألم أو مضادة للالتهابات، وكذلك من خلال تعديلات نمط الحياة مثل: فقدان الوزن، وممارسة الرياضة، والعلاج الطبيعي.
هو حالة أخرى من مشكلات العظام التي يواجهها كبار السن. تتميز هشاشة العظام بفقدان كتلة أو كثافة العظام، ما يؤدي إلى ترقق العظام وإضعافها، وهي أكثر شيوعًا لدى النساء.
يُوصى بإجراء فحص هشاشة العظام لجميع النساء في سن 65 عامًا، أو قبل ذلك إذا كانت لديهنّ عوامل خطر مثل التدخين أو استخدام الكورتيزون لفترات طويلة، ويجب علاج هذه الحالة لمنع الكسور.
وفقًا للإحصاءات فإن أكثر من 50% من النساء فوق سن 50 عامًا يتعرضنّ لكسر في العظام بسبب هشاشة العظام، مقابل 27% من الرجال فوق 50 عامًا.
تُعد كسور العظام مثل كسور الورك مشكلة خطيرة جدًا بالنسبة لكبار السن، ما يؤدي إلى فقدان القدرة على الحركة، وفي حوالي ربع الحالات، تحدث الوفاة خلال عام من الإصابة.
إعتام عدسة العين هو عتامة تدريجية في عدسة العين تحدث نتيجة عدد من العوامل، بما في ذلك العمر، والتعرض للأشعة فوق البنفسجية، والتدخين، ومرض السكري.
تشير الإحصاءات إلى أن 50% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا، يعانون من نوع ما من إعتام عدسة العين أو خضعوا لعملية جراحية لعلاج إعتام عدسة العين.
في البداية، قد لا يلاحظ المريض إعتام عدسة العين، ولكن مع مرور الوقت يمكن أن تصبح الرؤية غير واضحة.
هو حالة شائعة لدى البالغين فوق سن 50 عامًا، وهو السبب الأكثر شيوعًا للعمى لدى كبار السن. مع تدهور بقعة العين تدريجيًا، تسوء قدرة الشخص على رؤية الأشياء بوضوح في مركز مجال رؤيته، على الرغم من الحفاظ على الرؤية المحيطية.
إلى جانب التقدم في العمر، فإن التدخين والتاريخ الوراثي من عوامل الخطر للإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالعمر.
يُعد فقدان السمع أمرًا شائعًا مع التقدم في العمر، وذلك بسبب تدهور الشعيرات الصغيرة الموجودة داخل الأذن والتي تساعد على معالجة الصوت.
تتراوح مشكلات السمع المرتبطة بالتقدم في العمر، ما بين فقدان السمع والصعوبات البسيطة مثل صعوبة سماع الأصوات في المناطق المزدحمة والصاخبة، أو الشعور أن الأصوات مكتومة.
هناك عدة عوامل، بالإضافة إلى العمر، مثل التعرض المزمن للضوضاء الصاخبة، والتدخين، والوراثة، والتي يمكن أن تؤثر في قوة السمع.
يعاني حوالي 25% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و74 عامًا و50% ممن تزيد أعمارهم عن 75 من ضعف السمع المرتبط بالعمر.

وفقًا للإحصاءات فإن 20٪ من البالغين فوق سن 50 عامًا يعانون من مشكلات تتعلق بصحتهم العقلية والنفسية. تشمل أهم المشاكل النفسية التي يعاني منها كبار السن: الاكتئاب، والقلق، والتغيرات المزاجية، وضعف الإدراك الشديد.
من المهم معرفة كيفية اكتشاف المشكلات النفسية والعقلية التي قد تواجه كبار السن حتى يمكن علاجها في وقتٍ مبكر وتقديم الدعم لهم لتخفيف الأعراض ومنع تفاقم الحالة.
تشمل بعض العلامات التحذيرية التي قد تشير إلى وجود مشكلة نفسية ما يلي:
يُعد الاكتئاب من أكثر المشكلات النفسية الشائعة بين كبار السن، ولكنه ليس جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة.
عادةً ما يحدث الاكتئاب نتيجة التغيرات الحياتية المهمة التي تحدث مع التقدم في العمر، مثل التقاعد من العمل، أو التعامل مع مرض خطير، ما يسبب التوتر والشعور بالحزن والذي قد يصل للإصابة بالاكتئاب.
قد يكون من الصعب اكتشاف الاكتئاب لدى كبار السن لأنهم قد تظهر عليهم أعراض مختلفة عن الأشخاص الأصغر سنًا.
قد تتضمن علامات الاكتئاب لدى كبار السن ما يلي:
تعد العصبية الزائدة عند كبار السن واحدة من أهم الأعراض الشائعة التي تسبب الإحباط للمسن والمحيطين به أيضًا. في بعض الأحيان لا يكون هناك سبب واضح للعصبية الزائدة، وقد يكون السبب ورائها التغيرات الحياتية التي يمر بها الشخص عندما يتقدم في العمر. فيما يلي بعض أسباب العصبية الزائدة عند كبار السن:
قد لا يمكن منع أمراض الشيخوخة ولكن يمكن تقليل فرص الإصابة والتمتع بصحة جيدة والحد من أعراض الشيخوخة عند كبار السن من خلال اتباع بعض العادات الصحية ومنها:
إلى جانب الأمراض التي ذكرناها سابقًا قد تشمل أمراض كبار السن ما يلي:
يعاني كبار السن أيضًا من عدم الاتزان، ما يجعلهم أكثر عرضة للسقوط والإصابات. تشير الإحصاءات إلى أن حالة من كل خمس حالات سقوط تتسبب في حدوث إصابات مثل كسر العظام أو إصابة الرأس، وأنه يتم إدخال ما لا يقل عن 300.000 من كبار السن إلى المستشفيات كل عام على مستوى العالم بسبب كسور الورك.
في المتوسط يمكن للأشخاص الشعور بآثار الشيخوخة في أواخر الأربعينيات إلى أوائل الخمسينيات، ومع ذلك قد يشعر البعض بأعراض الشيخوخة في وقتٍ مبكر من الثلاثينيات من العمر، إذ تبدأ العضلات في الانكماش وفقدان بعض أليافها، وفي الوقت نفسه، تصبح الأوتار أكثر تيبسًا، ما يسبب ضعف في العضلات وألم في المفاصل.
لا يُوجد علاج لمنع الشيخوخة أو منع الأمراض التي ترتبط بها، ولكن يُوصي الطبيب بأدوية لعلاج الأمراض التي تحدث مع التقدم في العمر مثل: أدوية الضغط العالي وخافضات الكوليسترول، وأدوية السكري، وغيرها.
تساعد مضادات الأكسدة على التخلص من الشوارد الحرة ومنع تلف الخلايا والشيخوخة، وقد تساعد الفيتامينات التالية على تأخير الشيخوخة وأمراضها:
في نهاية المقال نوضح أنه يمكن التمتع بصحة جيدة حتى مع التقدم في العمر، وتقليل فرص الإصابة بعديد من أمراض الشيخوخة من خلال القيام بالفحص الروتيني واتباع عادات يومية صحية وتجنب عوامل الخطر التي ترتبط بالأمراض المزمنة مثل: التدخين وزيادة الوزن وتناول وجبات سريعة بكثرة.

مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.