ما الأسباب المختلفة لألم أسفل الظهر؟

ما الأسباب المختلفة لألم أسفل الظهر؟

صحة العمود الفقري

آلام أسفل الظهر هي شكوى شائعة بين نسبة كبيرة من الأشخاص، وعادةً ما يكون الألم نتيجة إجهاد العضلات والأوتار ويزول مع الراحة واستخدام المسكنات التي لا تحتاج لوصفة طبية، ومع ذلك فقد يكون ألم أسفل الظهر شديدًا ومستمرًا، وقد يعيق القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية، ويُوجد عدة أسباب لألم أسفل الظهر، والتي سنوضحها من خلال المقال مع أهم طرق العلاج.

ما أسباب ألم أسفل الظهر؟

آلام أسفل الظهر أو كما تُعرف بالمنطقة القطنية، من الحالات الشائعة خاصةً عند السيدات وكبار السن وتؤثر في أكثر من 80٪ من البالغين في مرحلةٍ ما من حياتهم، وعادةً ما تحدث نتيجة عادات يومية خاطئة أو إصابات، ويُوجد نوعان من آلام الظهر، وهي:

  • آلام الظهر الحادة: هي حالة قصيرة الأمد تستمر من بضعة أيام إلى بضعة أسابيع، وهي الأكثر شيوعًا وعادةً ما تزول من تلقاء نفسها في غضون أيام قليلة مع الراحة، وفي بعض الحالات، يتطلب الأمر بضعة أشهر حتى تختفي الأعراض.
  • آلام الظهر المزمنة: يُعرَّف ألم الظهر المزمن بأنه ألم يستمر لمدة 12 أسبوعًا أو أكثر، حتى إذا استمر الألم فهذا لا يعني دائمًا أن هناك سببًا طبيًا خطيرًا، في معظم الحالات، يساعد العلاج على التخلص من آلام أسفل الظهر المزمنة، ولكن في حالات أخرى يستمر الألم على الرغم من العلاج الطبي والجراحي.

تعرف علي : أسباب الانزلاق الغضروفي القطني

وقد تحدث آلام أسفل الظهر نتيجة عدة أسباب، والتي تشمل:

  • الإجهاد والالتواءات: إجهاد الظهر بسبب النشاط الزائد والالتواءات من الأسباب الأكثر شيوعًا لآلام الظهر، وتحدث الالتواءات نتيجة رفع أشياء ثقيلة جدًا أو الانحناء بطريقة خاطئة ما يتسبب في إصابة العضلات والأوتار والأربطة، وتشمل أعراضها ألمًا وتيبسًا في أسفل الظهر.
  • الوقوف أو الجلوس بشكل خاطئ: قد يتسبب الوقوف أو الجلوس بشكل خاطئ في آلام أسفل الظهر، خاصةً إذا كانت عضلات الظهر ضعيفة فلا تدعم العمود الفقري بما يكفي، ما يؤدي إلى الألم.
  • الإصابات والكسور: قد تتسبب الحوادث مثل حوادث السيارات والسقوط، في كسور عظام العمود الفقري، وتزداد فرص الإصابة بالكسور في حالة هشاشة العظام.
  • مشكلات الأقراص الفقرية: أقراص العمود الفقري عبارة عن وسادات دائرية مطاطية تُوجد بين الفقرات، ويتم تثبيتها في مكانها بواسطة الأربطة، تحافظ الأقراص على الفقرات من الانحناء أو الالتواء بشكل مفرط، ما قد يؤدي إلى تلف الحبل الشوكي، في بعض الأحيان تنتفخ هذه الأقراص وتضغط على الأعصاب ما يسبب الألم، أو قد يتمزق الجزء الخارجي من القرص، وقد ينزلق القرص (الانزلاق الغضروفي) عندما يندفع الغضروف المحيط بالقرص في اتجاه الحبل الشوكي أو جذور الأعصاب ويسبب الألم. تحدث إصابات القرص عادةً بشكل مفاجئ بعد رفع شيء ما أو التواء الظهر، وعادةً ما يستمر الألم الناتج عن إصابة القرص لأكثر من 72 ساعة، وفي بعض الحالات قد يتآكل القرص الفقري وهي حالة تحدث بشكل شائع مع التقدم في العمر، وتُعرف بداء القرص التنكسي وتسبب ألمًا في الظهر.
  • تضيق العمود الفقري: يُقصد به ضيق المساحة المحيطة بالحبل الشوكي، ما يتسبب في الضغط على النخاع الشوكي والأعصاب الشوكية. يحدث تضيق العمود الفقري بشكل شائع بسبب تنكس الأقراص بين الفقرات أو بسبب الانزلاق الغضروفي أو بسبب نتوءات عظمية ناتجة عن هشاشة العظام. يؤدي الضغط على الأعصاب الشوكية إلى ظهور أعراض مثل الخدر، والألم، والتشنج، والضعف، وتزداد الأعراض سوءًا عند الوقوف أو المشي.
  • انحناءات العمود الفقري غير الطبيعية: الجنف والحداب والقعس كلها حالات تسبب انحناءات غير طبيعية في العمود الفقري، وهي حالات خلقية تُشخص في الطفولة أو خلال المراهقة، وتسبب الشعور بالألم والتصلب وصعوبة الحركة.
  • الانزلاق الفقاري: تتسبب هذه الحالة في انزلاق الفقرات في العمود الفقري من مكانها. يؤدي الانزلاق الفقاري إلى آلام أسفل الظهر وغالبًا آلام الساق أيضًا.
  • عرق النسا: قد يحدث عرق النسا مع الانزلاق الغضروفي إذا ضغط القرص المنزلق على العصب الوركي (عصب يربط العمود الفقري بالساقين)، ما يسبب ألمًا أشبه بالحرق والوخز في الساقين، والقدمين، وأسفل الظهر.
  • التهاب المفاصل: قد يحدث التهاب المفاصل في أي مكان على طول العمود الفقري ولكنه أكثر شيوعًا في أسفل الظهر والرقبة، ويُعد الألم والتيبس من أكثر أعراض التهاب المفاصل الفقري شيوعًا.
  • أمراض أخرى: تسبب أورام العمود الفقري والالتهابات وأنواع عديدة من السرطان آلام الظهر، وقد تتسبب حالات أخرى في آلام الظهر أيضًا مثل حصوات الكلى والمثانة، وبطانة الرحم المهاجرة، وتكيسات المبايض، والأورام الليفية الرحمية وغيرها.
  • متلازمة ذيل الفرس (CES): هي حالة نادرة ولكنها خطيرة وتتطلب عناية طبية فورية، وتحدث نتيجة تزايد الضغط على حزمة الأعصاب الموجودة أسفل الحبل الشوكي في المنطقة القطنية من العمود الفقري.
  • التهاب القرص أو التهاب العظم والنقي: قد تسبب عدوى الأقراص (التهاب القرص) والعظام (التهاب العظم والنقي) ألمًا شديدًا في الظهر وتتطلب عناية طبية فورية.
  • زيادة الوزن: تعمل الفقرات السفلية على توفير الدعم للجزء العلوي من الجسم، وفي حالة زيادة الوزن فإنها تتعرض لضغط زائد، ما يجعلها أكثر عرضة للإجهاد، ويسبب الشعور بالألم.
  • هشاشة العظام: هي حالة تفقد فيها العظام كتلتها بشكل سريع، ما يجعلها هشة وعرضة للكسر حتى مع الإصابات البسيطة. هذه الكسور شائعة بشكل خاص في العمود الفقري ويُطلق عليها كسور الانضغاط الفقري.

ما علاج ألم أسفل الظهر؟

عادةً ما تتحسن آلام أسفل الظهر بالراحة، وبعض العلاجات المنزلية والتي تكون مفيدة خلال أول 72 ساعة من بدء الألم، ويجب التوقف عن الأنشطة البدنية الشديدة خلال تلك الفترة، وإذا لم يتحسن الألم بعد 72 ساعة من العلاج المنزلي، يجب التواصل مع الطبيب، وتشمل هذه العلاجات ما يلي:

  • استخدام كمادات الثلج والكمادات الدافئة: يُوصي الأطباء باستخدام كمادات الثلج على أسفل الظهر لمدة الـ 48 ساعة الأولى، ثم التبديل إلى الكمادات الدافئة. يساعد التناوب بين الكمادات الباردة والساخنة على إرخاء العضلات وتسكين الشعور بالألم.
  • تناول مسكنات الألم: يمكن تناول بعض المسكنات التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول لتسكين الألم.
  • الاستلقاء: قد يساعد الاستلقاء على الظهر على الشعور بالراحة، ويُفضل وضع وسادة أسفل الفخذين لتخفيف الضغط على أسفل الظهر، وإذا كان الاستلقاء على الظهر يسبب مزيدًا من الانزعاج يمكن الاستلقاء على أحد الجانبين مع ثني الركبتين ووضع وسادة بين الساقين.
  • أخذ حمام دافئ: يساعد الماء الدافئ مع التدليك في كثير من الأحيان على إرخاء العضلات المتيبسة في الظهر.

تعتمد العلاجات الأخرى لألم أسفل الظهر على السبب ورائه، وتشمل هذه العلاجات ما يلي:

  • مُرخيات العضلات: قد يصف الطبيب دواءً باسطًا للعضلات إذا كان المريض يشكو من تقلصات عضلية مؤلمة في الظهر. بعض مرخيات العضلات مثل الديازيبام قد تسبب الشعور بالنعاس أو بالدوار أو تسبب عدم وضوح الرؤية.
  • مسكنات الألم الموضعية: يتوافر عديد من الكريمات الموضعية أو البخاخات واللاصقات التي تحتوي على خلاصة الكابسيسين وغيرها، والتي تُوضع على الجلد وتسبب شعورًا موضعيًا بالدفء يساعد على تسكين الألم.
  • العلاج الطبيعي: قد يُوصي الطبيب بجلسات من العلاج الطبيعي لتقوية العضلات حتى تتمكن من دعم العمود الفقري. يعمل العلاج الطبيعي أيضًا على تحسين المرونة وإرخاء العضلات.
  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: قد تساعد مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل السيليكوكسيب أو الديكلوفيناك أو الفينوبروفين على تخفيف الشعور بالألم، وعلاج الالتهاب.
  • الحقن الستيرويدية الموضعية: في بعض الأحيان يصف الطبيب حقن الستيرويد الموضعية في المنطقة التي تسبب الألم. تعمل حقن الستيرويد على تسكين الألم وتقليل الالتهاب.
  • مضادات الاختلاج (الأدوية المضادة لنوبات الصرع): قد تكون مضادات الاختلاج مفيدة في علاج الأشخاص المصابين بعرق النسا.
  • الجراحة: بعض الإصابات والحالات تحتاج إلى إصلاح جراحي. هناك عدة أنواع من العمليات الجراحية لآلام أسفل الظهر، بما في ذلك عديد من التقنيات طفيفة التوغل. وعادةً ما تكون الجراحة خيارًا فقط عندما تفشل جميع العلاجات الأخرى، ومع ذلك، في حالة فقدان السيطرة على الأمعاء أو المثانة تصبح الجراحة خيارًا طارئًا، وتشمل بعض الجراحات التي قد يلجأ لها الطبيب ما يلي:
  • استئصال القرص المنزلق.
  • جراحة دمج الفقرات.
  • استئصال الصفيحة الفقرية لتخفيف الضغط على العمود الفقري.

وتساعد بعض العادات اليومية على تجنب الإصابة بآلام أسفل الظهر أو تخفيف حدتها ومنها:

  • تمرين عضلات البطن والظهر.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • رفع الأشياء بشكل صحيح (عن طريق الانحناء عند الركبتين والرفع بالساقين وليس بالظهر).
  • الحفاظ على استقامة الظهر في أثناء الوقوف والجلوس.
  • النوم على سطح ثابت.
  • الجلوس على المقاعد الداعمة للظهر.
  • تجنب الأحذية ذات الكعب العالي.
  • الإقلاع عن التدخين (يسبب النيكوتين تنكس الأقراص الفقرية ويقلل أيضًا من تدفق الدم).

متى يكون ألم الظهر خطيرًا؟

في بعض الأحيان قد يكون ألم الظهر علامة على حالة خطيرة، يجب معها الذهاب للمستشفى فورًا، لتجنب حدوث مضاعفات أو إعاقة دائمة، وتشمل الأعراض التي قد تشير إلى حالة طارئة ما يلي:

  • فقدان مفاجئ للإحساس في إحدى أو كلتا الساقين والأربية (المنطقة بين البطن والفخذ) أو منطقة الأعضاء التناسلية أو منطقة الشرج.
  • عدم القدرة على المشي أو الوقوف.
  • عدم القدرة على التحكم في حركات الأمعاء (التبرز).
  • صعوبة في التبول أو حركات المثانة غير المنضبطة.
  • ألم مفاجئ لا يُحتمل في أسفل الظهر أو في الساقين أو كليهما.
  • آلام الظهر التي تنتشر للبطن.
  • تفاقم آلام الظهر وعدم استجابتها للمسكنات والعلاجات المنزلية.
  • فقدان الوعي.
  • تشنجات في منطقة الحوض.
  • آلام الظهر التي تلي الصدمة، مثل السقوط أو الإصابة الرياضية أو حادث سيارة.
  • آلام الظهر المفاجئة مع عوامل الخطر المعروفة للكسر، مثل هشاشة العظام.

يرتبط عديد من هذه الأعراض بمشكلات الحبل الشوكي أو حالة ذيل الفرس، أو التلف الشديد للعصب الفقري أو الكسر المحتمل، وجميعها حالات خطيرة تحتاج للعناية الطبية الطارئة.

ختامًا، قدمنا من خلال المقال أهم أسباب ألم أسفل الظهر، وتساعد معرفة السبب على تحديد العلاج المناسب، وبصفة عامة فإن معظم حالات الألم تكون نتيجة نمط حياة غير صحي أو عادات خاطئة وتزول من تلقاء نفسها.

الأسئلة الشائعة

  • هل السمنة تعتبر سبباً لألم أسفل الظهر؟

  • هل التوتر يمكن أن يسبب آلام أسفل الظهر؟

مشاركة المقال

تواصل معنا

الاسم الكامل*
closest branch
phone-number
email-address