

تخيل هذا المشهد: طفل كان يلهو في الماء بكل براءة وبينما هو يضحك ويقفز، انزلقت قدماه للحظات وابتلع قليلاً من الماء.
بدا أنه بخير، فنهض سريعًا وعاد للعب، لكن الحقيقة أن الخطر لم ينتهِ عند تلك اللحظة. بعد دقائق أو ربما ساعة، بدأت تظهر عليه علامات غريبة لا يمكن تجاهلها، ما تُعرف بـ أعراض الغرق الجاف لدى الأطفال والكبار، ومنها:
إن ما يحدث هنا يُعرف بالغرق الجاف، وهي حالة طارئة قد تصيب الأطفال والكبار على حد سواء.
على الرغم من أن هذا المصطلح لا يُعد تشخيصًا طبيًا رسميًا، فأنه يصف وضعًا خطيرًا يحدث عندما يؤدي تشنج الحبال الصوتية (تشنج الحنجرة) إلى إعاقة تدفق الهواء نحو الرئتين بعد التعرض لحادث مائي.
تكمن خطورة الغرق الجاف في سرعة ظهور علاماته، إذ قد تبدأ الأعراض في غضون دقائق قليلة أو تصل إلى ساعة واحدة بعد الواقعة، ما يستدعي تدخلاً طبيًا عاجلًا لإنقاذ حياة المصاب قبل فوات الأوان.
لعلك تتساءل: لماذا لا تظهر أعراض الغرق الجاف لدى الأطفال فورًا بعد وقوع الحادثة؟ في الحقيقة، قد يتأخر ظهور الأعراض لأن التشنج الأولي في الحنجرة أو تهيج مجرى الهواء يحتاج بعض الوقت حتى يؤدي إلى ضيق تنفسي يُلاحظ بوضوح. فقد يكون التشنج في البداية طفيفًا، لكن مع انخفاض مستوى الأكسجين أو ازدياد تورم مجرى الهواء، تبدأ العلامات في الظهور بشكل متصاعد.
في حين قد تستغرق الأعراض حتى 24 ساعة لتظهر في بعض الحالات النادرة، فإنها في الغالب تبدأ خلال الساعة الأولى بعد التعرض للحادث المائي.
سارع بطلب الرعاية الطبية الطارئة دون تردد إذا لاحظت على المصاب أيًا من الأعراض التالية:
تذكر أن أي صعوبة في التنفس بعد التعرض لحادث غرق تستدعي التقييم الطبي العاجل، ولا سيما عند الأطفال، لأن الأعراض قد تتفاقم بسرعة وتشكل خطرًا على الحياة.
تشمل المضاعفات المحتملة لحالات الغرق الجاف ما يلي:
نوضح من خلال الجدول التالي الفرق بين الغرق الجاف والثانوي:

يلجأ الأطباء أحيانًا إلى تصوير الصدر بالأشعة السينية بهدف استبعاد وجود ماء في الرئتين (الوذمة الرئوية) أو اكتشاف أي مضاعفات أخرى محتملة.
مع ذلك، فإن الغرق الجاف الناتج عن تشنج الحنجرة دون وجود ماء في الرئتين لا يمكن رصده عبر الأشعة السينية. وتكون هذه الأشعة أكثر فائدة في الكشف عن حالات الغرق الثانوي أو الالتهاب الرئوي.
عند وجود حالة غرق جاف، من المهم التصرف بسرعة وهدوء لتقديم الإسعافات الأولية بشكل صحيح حتى تصل المساعدة الطبية. وننصح في هذا التوقيت باتباع الخطوات التالية:
ولا تتردد في طلب المساعدة الطبية الطارئة فورًا، إذ لا يجوز محاولة التعامل مع الأعراض الخطيرة في المنزل.
ينبغي مراقبة المصاب بدقة لمدة لا تقل عن 24 ساعة بعد التعرض لحادث مائي، إذ قد تتأخر أعراض الغرق الجاف لدى الأطفال على وجه الخصوص.
وعلى الرغم من أن معظم العلامات تظهر عادةً خلال الساعة الأولى، فإن المضاعفات الثانوية قد تبدأ في وقت لاحق.
لضمان تعافي طفلك بشكل كامل، يجب التأكد من زوال جميع الأعراض تمامًا، مثل:
كما يُوصى بمواصلة مراقبته لمدة لا تقل عن 24 ساعة بعد الحادثة تحسبًا لظهور أي علامات متأخرة.
وإذا لاحظت عودة الأعراض أو ظهور أعراض جديدة، فلا تتردد في طلب الرعاية الطبية العاجلة. ويُعد تقييم الطبيب، إلى جانب الفحوص اللازمة مثل تصوير الصدر بالأشعة السينية عند الحاجة، خطوة مهمة لتأكيد التعافي واستبعاد أي مضاعفات محتملة.
ختامًا لما سبق، التعرف المبكر إلى أعراض الغرق الجاف لدى الأطفال والكبار والانتباه لأي علامات غير طبيعية بعد التعرض لحادث مائي قد يكون هو الفارق بين السلامة ووقوع الخطر. لا تتردد في طلب المساعدة الطبية فور ظهور أي عرض مقلق، فالتدخل السريع هو السبيل لحماية حياة أحبائك.
احجز الآن في أندلسية أفضل مستشفى تخصصي في جدة لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية..لأن صحتك أولويتنا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.