ما هي أسباب وأعراض الاكتئاب لدى المرأة؟

تشير الإحصاءات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنةً بالرجال، ويقترح الباحثون أن السبب وراء ذلك قد يكون الضغوط اليومية التي تمر بها النساء من مسؤوليات الأمومة والمنزل والعمل وغيرها، والتغيرات الهرمونية التي تواجهها المرأة في فترات الحيض والحمل والولادة، والجدير بالذكر أن أعراض الاكتئاب لدى المرأة قد تتراوح بين مشاعر الحزن والقلق وحتى الرغبة في إيذاء النفس والأفكار الانتحارية، ونظرًا لتزايد معدلات الإصابة بالاكتئاب في السنوات الأخيرة نحاول من خلال المقال التركيز على أهم أعراضه وأسبابه حتى يمكن تجنبها.

ما هي أعراض الاكتئاب لدى المرأة ؟

يمكن أن يؤثر الاكتئاب في المرأة على عدة مستويات بما في ذلك جسديًا وعاطفيًا ومهنيًا واجتماعيًا، فهو أكثر من مجرد شعور بالحزن أو الإحباط، ولكنه اضطراب مزاجي شديد وقد يستمر فترات طويلة، بل في بعض الحالات قد يدوم طوال حياة المرأة.

تنص الجمعية الوطنية للصحة العقلية على أن واحدة من كل ثمانِ نساء تعاني من أعراض الاكتئاب في مرحلةٍ ما خلال حياتها. 

يصاحب الاكتئاب غير المعالج أعراض شديدة للغاية قد تصل لدرجة أنها قد تعوق سير الحياة اليومية.

لا تقتصر أعراض الاكتئاب عند المرأة على مشاعر الحزن ولكنها قد تؤثر في حالتها النفسية كما قد تظهر في صورة أعراض جسدية ونستعرض كليهما فيما يلي.

أعراض الاكتئاب النفسي :

 يؤثر الاكتئاب في الحالة النفسية والمزاجية بشكل كبير، وتختلف الأعراض وشدتها من امرأة لأخرى.

وصفت بعض النساء الأعراض النفسية للاكتئاب أنها أشبه بحلقة مفرغة من الشعور بالحزن الدائم وفقدان الرغبة في ممارسة المهام اليومية حتى الأشياء التي كانت تسعدهن من قبل، ووصفه البعض الآخر أنه أقرب لفقدان الشغف، وأن الأمر قد يصل بهن في بعض الأحيان للبقاء في الفراش وعدم مغادرته كنوع من الهروب من مواجهة العالم.

وإلى جانب ما سبق فإن أعراض الاكتئاب النفسي تشمل:

• الشعور بالحزن المستمر.
• فقدان الشغف والدافع.
• الشعور بالذنب.
• سرعة الانفعال أو ردود الفعل البطيئة.
• تبلد في المشاعر.
• شعور بانعدام القيمة وتدني احترام الذات.
• الانزعاج طوال الوقت.
• فقدان الرغبة في ممارسة الأنشطة اليومية.
• شعور باليأس والضيق والغضب.
• صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات.
• الرغبة في العزلة والانسحاب من التجمعات العائلية والأصدقاء.
• الأرق.
• النوم أكثر من المعتاد.
• أفكار انتحارية أو رغبة في إيذاء النفس.
• عدم الشعور بالسعادة أو المتعة حتى مع ممارسة الأنشطة التي كانت ممتعة سابقًا.
• البكاء المفرط دون سبب واضح.
• التشاؤم المستمر.
• تغير الحالة المزاجية بشكل سريع.
• كراهية الذات.
• فقدان الرغبة في العناية الذاتية وممارسة النظافة الشخصية.
• لا مبالاة مستمرة.
• الشعور بأن لا شيء سيتحسن على الإطلاق ولا يوجد شيء لتحسين الأوضاع.

أعراض الاكتئاب الجسدي :

يمكن للاكتئاب أن يتسبب في أعراض جسدية، وعادةً ما يشخصها الطبيب أنها ناجمة عن الاكتئاب عندما لا تستجيب للعلاج الدوائي، وتشمل أعراض الاكتئاب الجسدية ما يلي:

• اضطرابات الشهية (إما الإفراط في الأكل أو فقدان الشهية الشديد).
• زيادة أو نقصان الوزن المفرط.
• خدر وتنميل في الجسم.
• شعور مستمر بالإرهاق وفقدان الطاقة.
• انخفاض الرغبة الجنسية.
• الصداع غير مبرر الذي لا قد لا يستجيب للمسكنات.
• ألم مزمن وأوجاع في الجسم خاصةً في المفاصل وأسفل الظهر والعنق والكتفين.
• مشكلات الجهاز الهضمي واضطرابات المعدة.
• بطء الكلام.
• إمساك أو إسهال.
• ضعف المناعة والعدوى المتكررة.
• ارتفاع ضغط الدم.
• ألم في الثدي

لا يزال الباحثون يحاولون فهم العلاقة بين الألم الجسدي والاكتئاب، وكيف يمكن أن يؤثر كل منهما في الآخر، وقد اقترح بعضهم أن السبب في ذلك هو حدوث خلل في تنظيم الناقلات العصبية مثل السيروتونين والذي يلعب دورًا مهمًا في تنظيم الحالة المزاجية والحفاظ على وظيفة الجهاز الهضمي وغيرها.

فسر العلماء أيضًا ضعف المناعة المرتبط بالاكتئاب أن الإجهاد الناجم عن الاكتئاب يدخل الجسم في حالة التهابية ويقلل من قدرة الخلايا المناعية على مقاومة الأمراض، وأن قلة النوم المرتبطة بالاكتئاب تساهم أيضًا في ضعف المناعة.

إعرف أكتر عن الاكتئاب وازاي تقدر تعالجه مع د. ميرفت حامد استشاري الأمراض العصبية والنفسية في مستشفيات أندلسية من خلال الفيديو التالي:

أعراض الاكتئاب الخفيف :

تختلف شدة الاكتئاب مثل أي حالة مرضية أخرى، ويمكن أن تكون أعراضه خفيفة، وهنا قد يصعب تشخيصها لأنها لا تكون واضحة للغاية كم أنها قد تستمر فترة وتنقطع ثم تعاود الظهور مرة أخرى، ومع ذلك وعلى الرغم من أن أعراضه مؤقتة وتستمر عدة أيام، فإنها تكفي للتأثير في القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية، وتتضمن أعراض الاكتئاب الخفيف ما يلي:

• التهيج.
• الغضب.
• اليأس.
• الشعور بالذنب.
• كراهية الذات.
• فقدان الاهتمام بالأنشطة.
• صعوبة التركيز.
• نقص الحافز أو فقدان الشغف.
• فقدان الرغبة في التواصل الاجتماعي.
• أوجاع في الجسم دون سبب واضح.
• شعور بالنعاس المستمر أو الأرق.
• تغيرات الشهية والوزن.
• بكاء متكرر.
• فقدان التعاطف مع الآخرين والأحداث المحيطة.
• رغبة مفاجئة في التدخين وتعاطي الكحول.
• تراجع في الأداء المهني.
• التفكير في الموت أو الانتحار.

غالبًا ما تستمر أعراض الاكتئاب الخفيف من عدة أيام لأسابيع، وقد لا يشعر المريض أنه يعاني من اكتئاب، ولكن فقط من مجرد حزن أو تغير بسيط في الحالة المزاجية، لذا قد يصعب تشخيصه ومع ذلك إذا شُخص بشكل صحيح يسهل علاجه وقد لا يحتاج إلا سوى تغييرات في نمط الحياة وعلاجات غير دوائية للتعافي منه، على عكس الاكتئاب الحاد الذي قد يحتاج لعلاج مطول والذي نتعرف إلى أعراضه فيما يلي.

ما هي علامات الاكتئاب الحاد ؟

لا تختلف علامات الاكتئاب الحاد كثيرًا عن الاكتئاب الخفيف لكنها تكون أكثر حدة وتستمر فترة أطول وتؤثر بشكل كبير في حياة المريض رجلًا أو امرأة، فتقل قدرته على العناية بنفسه أو من حوله  ويهمل نظافته الشخصية، ولا يتمكن من القيام بمسؤوليات الأسرة أو العناية بالأطفال أو العمل.

إذا لم تُعالج الأعراض فإنها تصبح أكثر حدة وتشمل:

• أعراض شبيهة بالذهان، مثل: الأوهام والهلوسة.
• القلق الشديد.
• تراجع المهارات الذهنية.
• صعوبة النوم.
• أفكار وسلوكيات انتحارية تشمل الحديث عن الرغبة في الموت أو حتى التخطيط له أو البدء بالفعل في محاولات للانتحار، واقتناء أدوات حادة أو حبوب يمكن استخدامها لإنهاء الحياة.
• الانخراط في سلوكيات مدمرة للنفس مثل تعاطي المخدرات.
• تغييرات مزاجية شديدة للغاية.
• التحدث عن الموت بكثرة والرغبة في الاختفاء.
• الانعزال التام عن المحيطين.
• تعب جسدي مستمر.
• فقدان الرغبة الجنسية.
• اضطرابات شديدة في الشهية.
• صعوبة وعدم رغبة في النهوض من الفراش.

ما هي علامات اكتئاب ما بعد الولادة عند المرأة ؟

مع تغير الهرمونات بعد فترة الحمل تتعرض المرأة لمشاعر اكتئاب قد تزول خلال عدة أسابيع، أما إذا استمرت بعد ذلك، فإنها تُعرف باكتئاب ما بعد الولادة، والذي يصيب واحدة من كل سبع أمهات بعد الولادة.

يتسم اكتئاب ما بعد الولادة بالأعراض التالية:

• الشعور بعدم الارتياح .
• تغير الحالة المزاجية.
• الشعور المستمر بالإرهاق حتى بعد أخذ فترات من الراحة.
• الرغبة المستمرة في البكاء.
• أفكار لإيذاء الطفل أو النفس.
• عدم الاهتمام بالطفل.
• عدم الارتباط بالطفل عاطفيًا.
• فقدان الشهية.
• الأرق أو النوم بكثرة.
• صعوبة التركيز.
• مشكلات في الذاكرة.
• الشعور بالذنب.
• جلد الذات الدائم لشعور الأم أنها سيئة.
• العزلة.
• الصداع.
• أوجاع وآلام في الجسم.

يجب ألا تتعامل المرأة والمحيطين بها مع اكتئاب ما بعد الولادة باستخفاف، فإنه اضطراب خطير يحتاج استشارة طبيب نفسي والحصول على الدعم العاطفي ومشاركة الأم مسؤولية الطفل الجديد حتى تتعافى جسديًا ونفسيًا.

ما هي أسباب الاكتئاب عند النساء ؟

كما ذكرنا أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنةً بالرجال بمعدل الضعف تقريبًا، الأمر الذي دفع الباحثين لدراسة أسباب الاكتئاب عند النساء، وربطت الأبحاث بين العوامل التالية وبين الإصابة بالاكتئاب لدى السيدات:

• اضطراب الهرمونات قبل الدورة الشهرية (متلازمة ما قبل الحيض): قد تؤدي التغيرات الهرمونية التي تحدث قبل الدورة الشهرية إلى بعض الأعراض النفسية، مثل: الشعور بالضيق وسرعة الانفعال والحزن غير المبرر والتغيرات المزاجية، يمكن أن تحدث هذه الأعراض قبل الدورة بأيام قليلة وقد تستمر مدة ١٤ يوم قبل موعد الحيض.
•  الحمل والولادة: يمكن أن تساهم التغيرات الهرمونية العديدة التي تحدث في أثناء الحمل في الإصابة بالاكتئاب، خاصةً عند النساء المعرضات بالفعل لخطر كبير. قد تلعب المشكلات الأخرى المتعلقة بالحمل، مثل: حدوث إجهاض سابق، أو الخوف من فكرة الأمومة وغيرها دورًا أيضًا في الإصابة بالاكتئاب.
• انقطاع الحيض: تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في أثناء فترة انقطاع الطمث، إذ تقل مستويات الهرمونات الأنثوية بمعدل كبير.
• استجابة المرأة للمؤثرات الخارجية: تتأثر المرأة بما يحدث حولها بشكل أكبر من الرجل ويفرز جسمها هرمونات التوتر أكثر من الرجال، الأمر الذي يجعلهن أكثر عرضة للاكتئاب.

عوامل خطر للإصابة بالاكتئاب عند النساء :

• السمنة.
• فقدان الثقة بالمظهر الخارجي.
• مشكلات الغدة الدرقية.
• الآثار الجانبية لبعض الأدوية، مثل: العلاجات الهرمونية وأدوية تحديد النسل.
• الأمراض المزمنة.
• اتباع حمية غذائية قاسية.
• المشكلات العائلية والزوجية.
• ضغوط العمل.
• المسؤوليات العائلية المتزايدة.
• التعرض للتمييز الجنسي.
• تجارب سابقة من التحرش الجنسي.

استعرضنا من خلال المقال أهم أعراض الاكتئاب لدى المرأة وأسبابه، ومن المهم أن يعي المحيطين أن الاكتئاب ليس مجرد شعور بالحزن، لكنه اضطراب قد يعوق سير الحياة اليومية، وإذا لم يُعالج قد يصل لمضاعفات خطيرة، لذا يجب استشارة الطبيب والمعالج النفسي في حال ظهور أي من أعراضه التي ذكرناها لبدء خطوات العلاج قبل تفاقم الأعراض.