ما هي أسباب ضيق التنفس المفاجئ والمتقطع بدون مجهود وعلاجه؟

ضيق التنفس المفاجئ واحد من الأسباب الأكثر شيوعًا لزيارة قسم الحوادث والطوارئ، يعاني حوالي 1 من كل 4 أشخاص ممن يزورون خدمات الطوارئ من ضيق التنفس.

وعلى الرغم أنه من الطبيعي أن تلهث أنفاسك عندما تجهد نفسك، ولكن عندما يأتي ضيق التنفس فجأة وبشكل غير متوقع مثل ضيق في التنفس عند الاستلقاء أو أثناء النوم، فإنه عادةً ما يكون علامة تحذيرية لحالة طبية.

يمكن أن يحدث ضيق التنفس لأسباب تتراوح من الحساسية إلى النوبات القلبية. عندما تشعر بضيق التنفس فإنك لا تستطيع الحصول على ما يكفي من الهواء في رئتيك أو تشعر أنك بحاجة إلى الشهيق قبل الانتهاء من الزفير.
ولا يقتصر الشعور بصعوبة التنفس على المشكلات المرضية فقد يحدث نتيجة أسباب غير صحية ونستعرض أسبابه بالتفصيل فيما يلي.

يمكن أن يكون ضيق التنفس أحد الأعراض لعديد من المشكلات الطبية، بما في ذلك أمراض القلب والرئة المختلفة. عادةً ما يكون ضيق التنفس في هذه الحالة مصحوبًا بأعراض أخرى تكون جميعها علامات تحذيرية أن هناك شيء ليس على ما يرام في الجسم.
قد تشير صعوبة التنفس إلى المشكلات المرضية التالية:

مشكلة في الرئتين أو مجرى الهواء

عديد من مشكلات الرئة ترتبط بضيق التنفس، ومنها: 

•  نوبة الربو: قد يكون ضيق التنفس المفاجئ هو نوبة ربو. هذا يعني أن مجرى الهواء لديك قد تضيق ما يسبب الأزيز والسعال، وصعوبة تحريك الهواء داخل وخارج الممرات الهوائية، ما يؤدي لضيق التنفس.
• الالتهاب الرئوي: قد يسبب الالتهاب الرئوي أيضًا ضيقًا في التنفس وسعالًا، عادةً ما يكون سبب الالتهاب الرئوي عدوى بكتيرية، لذلك ستحتاج إلى تناول المضادات الحيوية.
• الانسداد الرئوي المزمن: إذا كنت مصابًا بـ الانسداد الرئوي المزمن، وهو انسداد في أحد الأوعية الدموية في الرئة بسبب جلطة، فمن المحتمل أن يكون ضيق التنفس لديك علامة على أن هذه الحالة قد تفاقمت فجأة.
• استرواح الصدر: انهيار جزئي للرئتين ناتج عن تمزق صغير في سطح الرئة، ما يسمح للهواء بالاحتباس في الفراغ حول الرئتين.
• التليف الرئوي مجهول السبب: حالة رئوية نادرة وغير مفهومة تسبب تندبًا في الرئتين.
• الانصباب الجنبي: تجمع السوائل بجوار الرئة.
• ارتفاع ضغط الدم الرئوي: وهو ارتفاع ضغط الدم في الشرايين المؤدية إلى الرئتين.
• توسع القصبات: حالة رئوية تتسع فيها الممرات الهوائية بشكل غير طبيعي ويكون لديك سعال بلغمي مستمر.
• الدرن.
• عدوى كورونا.
• سرطان الرئة.
• الوذمة الرئوية (تجمع السوائل في الرئة).

من المحتمل أن يكون السبب وراء ضيق التنفس هو واحدة من المشكلات القلبية التالية:

• النوبة القلبية الصامتة: من الممكن أن تُصاب بنوبة قلبية صامتة دون التعرض لجميع الأعراض المميزة لها، مثل: ألم الصدر والقلق الشديد، في هذه الحالة، قد يكون ضيق التنفس هو العلامة التحذيرية الوحيدة للإصابة بنوبة قلبية.
• قصور القلب: يمكن أن يسبب قصور القلب أيضًا صعوبات في التنفس وهي حالة مهددة للحياة، وتشير إلى أن القلب يواجه مشكلة في ضخ كمية كافية من الدم حول جسمك، غالبًا ما يكون السبب ورائها هو ضعف عضلة القلب فلا تعمل بشكل صحيح، ما يؤدي إلى تراكم السوائل داخل الرئتين ويجعل التنفس أكثر صعوبة.
• مشكلة في معدل ضربات القلب أو الإيقاع: مثل في حالات الرجفان الأذيني (معدل ضربات القلب غير المنتظم والسريع) أو تسارع القلب فوق البطيني (معدل ضربات القلب المنتظم والسريع).
• تضيق صمام القلب الرئيسي: حالة تحد من تدفق الدم إلى باقي أجزاء الجسم.
• السكتة القلبية.
• التهاب التامور (التهاب غشاء القلب).
• اعتلال عضلة القلب.

وإلى جانب مشكلات القلب والرئة قد يحدث ضيق التنفس المرضى نتيجة:

• رد فعل تحسسي شديد (الحساسية المفرطة أو كما تُعرف بالتأق تحدث مع بعض المضادات الحيوية أو مع لدغات الحشرات أو لسعة قنديل البحر وغيرها من الحالات).
• الحماض الكيتوني السكري (واحددة من مضاعفات السكري وفيها تتراكم الأحماض في الدم والبول).
• فقر الدم: انخفاض مستوى الأكسجين في الدم بسبب نقص خلايا الدم الحمراء أو الهيموجلوبين (جزء خلايا الدم الحمراء الذي يحمل الأكسجين).
• انخفاض ضغط الدم.
• فتق الحجاب الحاجز.
• التصلب المتعدد.
• استسقاء البطن.
• الغازات الشديدة (والتي تضغط على الحجاب الحاجز وتسبب ضيق التنفس).

لا ترتبط نوبة ضيق التنفس دائمًا بشكل مباشر بحالة طبية، ويمكن لأي شخص أن يشعر بضيق في التنفس نتيجة أسباب غير مرضية ومنها:

• ممارسة التمارين الرياضية المكثفة.
• الصعود إلى ارتفاعات عالية مثل صعود الدرج أو عند ركوب الطائرات.
• التغيرات الرئيسية في درجات الحرارة مثل الرطوبة العالية أو في الأجواء الحارة.
• استنشاق الملوثات البيئية مثل: دخان السجائر، الأبخرة، عوادم السيارات.
• الضغط اليومي مثل ضغط العمل والأعباء اليومية.
• السمنة.
• التواجد في أماكن رديئة التهوية.

يصف المرضى اعراض ضيق التنفس كالتالي:

• إحساس ضيق في الصدر.
• شعور بالاختناق.
• الحاجة إلى العمل بجهد أكبر من المعتاد لالتقاط النفس.
• الشعور بالحاجة إلى التنفس بشكل متكرر أو أسرع.
• إحساس أن الجسم لا يستطيع الحصول على الأكسجين بالسرعة الكافية.
• عدم القدرة على أخذ نفسًا كاملًا.
• صعوبة في أخذ الشهيق وإطلاق الزفير.

إلى جانب الشعور بأن الهواء الذي تتنفسه لا يكفيك، فإن ضيق التنفس قد يكون مصحوبًا ببعض الأعراض وفقًا للسبب ورائه. في العموم فإنك قد تواجه واحد أو أكثر من الأعراض التالية:

• ضيق في الصدر.
• تنفس سريع.
• خفقان القلب.
• صوت أزيز (صوت يشبه الصفير مع الشهيق والزفير) في أثناء التنفس.
• سعال.
• تورم في القدمين أو الكاحلين.
• ارتفاع في درجة الحرارة وقشعريرة.
• تحول الشفاه أو أطراف الأصابع إلى اللون الأزرق.
• تورم اللسان.
• بحة في الصوت.
• صعوبة في البلع.
• انخفاض مستوى الأكسجين عند قياسه.
• دوار.
• غثيان.
• مخاط.
• تعرق.

للعثور على سبب ضيق التنفس، سيجري الطبيب فحصًا بدنيًا، للاستماع إلى الرئتين باستخدام السماعة ويقيس ضغط الدم، ومستوى الأكسجين في الدم.
قد يطلب الطبيب أيضًا اختبارات إضافية ومنها:

• تصوير الصدر بالأشعة السينية أو الأشعة المقطعية.
• صورة دم كاملة لمعرفة مستوى الهيموجلولين لتشخيص الأنيميا، وعدد كريات الدم البيضاء والتي قد تكون مؤشرًا لوجود عدوى وغيرها من الحالات.
• اختبارات وظائف الرئة.
• مخطط كهربية القلب (رسم القلب).

أسرع طريقة للتخلص من ضيق التنفس الوهمي أو الذي لا يكون ناجمًا عن حالة مرضية عن طريق التخلص من المحفز المسبب له مثل الدخان والأبخرة، وقد يساعد الاسترخاء بعد التمرين والاستلقاء على استعادة القدرة على التنفس بشكل طبيعي.
أما ضيق التنفس الناجم عن حالة مرضية فإن علاجه يتضمن ما يلي:

• الأدوية: قد يصف الطبيب أدوية مثل موسعات الشعب الهوائية لمساعدة المريض على التنفس بسهولة أو الستيرويدات لتقليل التورم في رئتيه.
• المكملات الغذائية: إذا كان السبب وراء ضيق التنفس هو فقر الدم، فقد يوصي الطبيب بمكملات الحديد لرفع مستوى الهيموجلوبين في الدم.
• الجراحة: قد تكون الجراحة خيارًا علاجيًا لحالات معينة ، مثل: جلطات الدم المزمنة أو بعض مشكلات القلب أو سرطان الرئة وغيرها من الحالات.
• العلاج بالأوكسجين: إذا كان المريض مصابًا بعدوى مثل  COVID-19، فقد يتلقى علاجًا بالأكسجين لدعم التنفس.
• مضادات حيوية: في حالة الإصابة بعدوى بكتيرية، فإن الطبيب سيصف المضاد الحيوي المناسب.

يمكن تجنب ضيق التنفس الناجم عن أسباب غير مرضية باتباع النصائح التالية:

• الإقلاع عن التدخين.
• تجنب مسببات الحساسية ومهيجات الرئة مثل الأبخرة والدخان.
• الحفاظ على وزن صحي.
• اتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضراوات والفواكه والبروتينات.
• ممارسة الرياضة (ما لم يكن هناك مشكلة صحية تعيق ذلك).
• تجنب بذل مجهود زائد.
• الحصول على فحوص طبية منتظمة.
• التواجد في أماكن جيدة التهوية.
• تجنب التعرض لمحفزات نوبة الهلع (مثل التواجد في مناطق مغلقة أو مرتفعة)، وتعلم التقنيات التي تساعد على التعامل معها مثل تنظيم النفس وغيرها.

قد يترافق ضيق التنفس مع نقص الأكسجة (نقص الأكسجين في الدم) ، يمكن أن يؤدي هذا إلى انخفاض مستوى الوعي وأعراض شديدة أخرى وقد يصل في الحالات الشديدة أو إذا استمر لفترة طويلة إلى الوفاة كما هو الحال في بعض حالات عدوى كورونا.
إذا كان الشخص يعاني من نقص الأكسجة المتكرر ، فهناك خطر من حدوث ضعف في الإدراك مؤقت أو دائم.
وبصفة عامة فإن مضاعفات ضيق التنفس ترتبط بالحالة المسببة له، بمعنى إذا كان المسبب له جلطة فإن المضاعفات قد تصل لنوبة قلبية.
الجدير بالذكر وعلى الرغم من أن ضيق التنفس قد لا يكون ناجمًا عن حالة مرضية فإنه يعد حالة طبية طارئة وإذا شعرت في أي وقت بضيق تنفس لم يتحسن خلال دقائق فيجب طلب المساعدة الطبية الفورية خاصةً إذا واجهت الأعراض التالية:

• ضيق تنفس مفاجئ وشديد.
• ألم شديد في الصدر.
• فقدان القدرة على العمل.
• غثيان.
• شعور "بالضيق" يستمر حتى بعد الراحة لمدة 30 دقيقة.
• أزيز أو صوت صفير عند الشهيق والزفير.
• إغماء.
• ازرقاق الأصابع أو الشفاه.
• تورم الكاحلين والقدمين.
• صعوبة في التنفس في أثناء الاستلقاء على الظهر.

في مجمل القول فإن أسباب ضيق التنفس ليست بالضرورة مرضية وقد يكون المجهود الذي تبذله في صعود الدرج أو في أثناء حمل أغراض ثقيلة أو التوتر قبل مقابلة عمل هي السبب ورائه، ومع ذلك فلا يجب إهماله و علاج ضيق التنفس في البيت بدون استشارة الطبيب المختص،  وفي حال استمر فيجب التعامل معه على أنه حالة طبية طارئة لأنه بالفعل قد يكون عرضًا لمشكلة خطيرة تحتاج للتدخل الطبي الفوري.