ما هي أسباب سلس البول عند النساء وهل يمكن علاجه دون جراحة؟

سلس البول هو عدم قدرة الجسم على التحكم في عملية إخراج البول، وخروج جزء منه دون إرادة، وقد يكون عدم التحكم في المثانة جزئيًا أو كليًا.  

تعاني نسبة كبيرة من الأشخاص من سلس البول المؤقت أو المزمن، ولكنه أكثر شيوعًا عند النساء فوق عمر 50 عاماً، وفيما يلي بعض الأنواع المختلفة لسلس البول:

هو عدم القدرة على حبس البول لفترة كافية والحاجة إلى التبول بشكل متكرر وبصورة مفاجئة، وقد يكون حالة منفصلة أو مؤشرًا على أمراض أخرى تتطلب فحصًا طبيًا.

يحدث هذا النوع من سلس البول في أثناء ممارسة الرياضة أو أداء أي حركات أخرى تتسبب في الضغط على المثانة، مثل: الكحة والعطس والضحك ورفع الأشياء الثقيلة.

هو تسرب البول بسبب صعوبة الوصول إلى الحمام في الوقت المناسب نتيجة ظروف جسدية مرضية، مثل: التهاب المفاصل أو الإعاقات وغيرها.

يرتبط سلس البول النفسي بحالات القلق واستخدام مضادات الاكتئاب لدى النساء.

يحدث هذا النوع عندما تتجاوز كمية البول قدرة المثانة على الاحتفاظ بها.

يحدث فيه أكثر من نوع من الأنواع السابقة، وغالباً يحدث كمزيج من سلس البول الإجهادي والإلحاحي.

يحدث سلس البول بسبب تغيرات  في وظائف الجسم، والتي قد تنتج عن بعض الأمراض والأدوية فقد يكون عرضًا لعدوى المسالك البولية. تصبح النساء أكثر عرضة للإصابة بسلس البول في أثناء الحمل وبعد الولادة، أو مع التغيرات الهرمونية المرتبطة بانقطاع الطمث.

يحدث سلس البول المفاجئ والمؤقت أحياناً للأسباب التالية:

• تناول بعض أنواع الأطعمة مثل التي تحتوي على الكافيين، والمشروبات الغازية، والمحليات الصناعية، وجرعات كبيرة من فيتامين سي.
• تناول بعض الأدوية مثل تلك التي تستخدم لعلاج القلب، وضغط الدم، والمهدئات وباسط العضلات.
• بعض الحالات الصحية مثل: عدوى المسالك البولية إذ أنها قد تؤدي إلى تهيج المثانة، ما يسبب رغبة قوية في التبول وأيضاً في حالات الإمساك.

تختلف أعراض سلس البول من شخصٍ لآخر، وقد تشبه حالات أو مشكلات طبية أخرى وتشمل ما يلي:

• الحاجة إلى استخدام الحمام فجأة، وقد يحدث سلس البول إذا لم تصلي إلى الحمام في الوقت المناسب.
• نزول قطرات البول مع الحركة أو ممارسة الرياضة.
• تسرب البول مع السعال أو العطس أو الضحك.
• نزول البول بعد العمليات الجراحية.
• الشعور بالبلل دون الإحساس بتسرب البول.
• الشعور بعدم إفراغ المثانة بشكل كامل.

يعتمد التفرقة بين سلس البول والوسواس هو وجود أحد الاعراض التي تم ذكرها سابقاً، وملاحظة وجود بلل في الملابس الداخلية.

اقرأ أيضا: ما هي أعراض الوسواس القهري؟

• يشمل تشخيص سلس البول عدة خطوات، وسيقوم الطبيب بما يلي :
• طرح عدة أسئلة لمعرفة سبب عدم القدرة على السيطرة على البول مثل: هل تعاني المريضة من سلس البول في أثناء العطس أو الكحة؟، هل تحتاج المريضة إلى الدخول إلى الحمام بشكل متكرر في أثناء النهار أو الليل؟ هل تجد صعوبة في اخراج البول؟ هل تتناول أدوية معينة حالياً؟.
• توصية المريضة بكتابة ملاحظات عن عادات التبول وإفراغ المثانة مدة 3 أيام على الأقل.
• إجراء اختبار فحص البول للكشف عن البكتيريا إذا كانت هناك أعراض تشير إلى التهاب المسالك البولية.
• اجراء اختبار البول المتبقي (residual urine test) ويشمل ذلك اجراء تصوير بالأشعة السينية للمثانة في حالة الشك بإصابة المريضة بسلس البول الفائض.
• اختبارات لقياس حجم ومعدل تدفق البول، والتحقق من تسرب البول في أثناء السعال وأحياناً يستخدم الأطباء لأشعة السينية لتحديد أسباب سلس البول أو مشكلات المثانة والإحليل.
• القيام باجراءات متقدمة مثل: تنظير المثانة (cystoscopy) للفحص الداخلي للمثانة والمسالك البولية.

• يتحدد العلاج على حسب نوع سلس البول، والسبب الرئيسي له. وتشمل طرق العلاج ما يلي:

• يمكن تقليل سلس البول عن طرق تغييرات نمط الحياة وتشمل:
• تقليل تناول الكافيين والأطعمة الحامضية.
• ضبط تناول كميات السوائل على مدار اليوم خاصةً قبل النوم.
• الوصول إلى الوزن الصحي المناسب.
• تمارين كيجل لعلاج السلس البولي

وهي من العلاجات التحفظية التي لا تشمل تناول أدوية أو جراحات وتعمل على تقوية عضلات قاع الحوض. تعمل تمارين كيجل على تدريب العضلات المسؤولة عن عملية التبول عن طريق شدها وانقباضها مدة 5 ثوانِ ثم إرخائها مدة 5 ثوانِ وتُكرر هذه الطريقة ثلاث مرات على مدار اليوم.

هناك أيضًا تمارين تدريب المثانة (bladder training) وهي من تمارين السيطرة على المثانة للتحكم في سلس البول والتي يمكن للطبيب توضيح كيفية إجرائها.

يمكن علاج سلس البول بالأدوية والتي منها:  

• مضادات الكولين (Anticholinergics): تعمل هذه الأدوية على تهدئة فرط نشاط المثانة وقد تكون مفيدة في علاج سلس البول الإلحاحي.
• ميرابيجرون (Mirabegron): يعمل على ارتخاء العضلات الملساء؛ لذا يُستخدم في حالات فرط نشاط المثانة.
• حاصرات مستقبلات ألفا (Alpha blockers): تُستخدم كعلاج لخفض ضغط الدم وأيضاً إرخاء العضلات في جميع أنحاء الجسم، بما فيها عضلات عنق المثانة والألياف العضلية في البروستاتا؛ لذا تُوصف عادةً لعلاج سلس البول عند الرجال.
• الإستروجين الموضعي (Topical estrogen): وجد أن استخدام جرعات بسيطة منه على هيئة كريم مهبلي تعمل على شد وتجديد الأنسجة في مجرى البول والمهبل.

يُستخدم العلاج بالبوتوكس في العيادة تحت التخدير الموضعي، ويتم كالتالي:

• يُوضع المخدر (ليدوكائين) عبر قسطرة، ويُترك في المثانة مدة 20-30 دقيقة لتخدير بطانة المثانة.
• يُدخل منظار صغير (بحجم القسطرة المستخدمة لتصريف البول) ومتصل بكاميرا في المثانة عبر مجرى البول.
• يُحقن محلول البوتوكس في عضلة المثانة باستخدام إبرة صغيرة تُمرر عبر المنظار وتستغرق عملية الحقن حوالي خمس دقائق أو أقل.

يمكن للعديد من الإجراءات الجراحية علاج المشكلات التي تسبب سلس البول إذا لم تنجح العلاجات الأخرى، ومنها:

• المعلاق التقليدي (Sling procedure): وهو من طرق جراحة سلس البول وفيها تُستخدم مواد اصطناعية (شبكة) أو أجزاء من جسم المريض نفسه لدعم عنق المثانة.
• تعليق عنق المثانة (Bladder neck suspension): تهدف هذه التقنية إلىدعم مجرى البول وعنق المثانة.
• جراحة إعادة هبوط أعضاء الحوض Prolapse surgery: تُستخدم في حالة هبوط أعضاء الحوض عند السيدات مثل هبوط الرحم إذا اقترن بسلس البول.
• زراعة العضلة العاصرة الاصطناعية (Artificial urinary sphincter): وهي عضلة التي لها خاصية الانقباض والانبساط، والتي توفر القدرة على حبس البول في الجسم وهي عضلة صناعية يتم زراعتها لتسمح للشخص بالتحكم في عملية التبول.

تساعد بعض النصائح وتغييرات نمط الحياة على التعايش مع السلس البولي مثل:

• اتباع العلاجات التحفظية مثل عدم تناول المشروبات والمأكولات التي تسبب تهيج المثانة.
• أداء تمارين تقوية عضلات الحوض بانتظام.
• عدم حمل أوزان ثقيلة.
• تجنب حدوث الإمساك على قدر الإمكان.
• وضع أغطية بلاستيكية على الفراش.
• الدخول إلى الحمام وتفريغ المثانة قدر المستطاع قبل النوم.
• ارتداء الفوط الصحية خاصةً قبل الخروج لامتصاص أي تسريب للبول.

يمكن الوقاية من سلس البول عند النساء عن طريق:

• تقوية عضلات قاع الحوض التي تدعم المثانة والرحم خاصةً بعد الولادة.
• الحفاظ على وزن صحي.
• الإقلاع عن التدخين والكحول.
• الحد من تناول الكافيين.
• عدم حبس البول والذهاب إلى الحمام بمجرد الشعور بحاجة إلى التبول.

قد يؤدي سلس البول عند عدم معالجة أسبابه إلى بعض المضاعفات ومنها:

• التهاب المسالك البولية المتكرر.
• الطفح الجلدي في المنطقة المحيطة بالأعضاء التناسلية في حالة التسريب المتكرر.
• الشعور بالحرج وانعدام الثقة بالنفس، الأمر الذي قد ينتهي بالاكتئاب.

قد يكون من المحرج التحدث عن مشكلة سلس البول عند النساء مع الطبيب، ولكن يجب أن تعرفي سبب هذه المشكلة للبدء سريعاً في اتخاذ خطوات في علاجها للحصول على نتائج أفضل والشفاء منها قبل أن تتفاقم. 

احجز الآن في مستشفى أندلسية لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية. نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، من هنــــــــا.