لماذا تزداد آلام الكلى في رمضان؟
الصيام من الأنظمة الغذائية الصحية التي تساعد على إراحة أجهزة الجسم بما فيها الكُلى، ومع ذلك يشكو عدد كبير من الأشخاص من آلام الكلى في رمضان، والتي قد تحدث نتيجة قلة شرب الماء أو عدوى في مجرى البول، كما قد تحدث نتيجة عادات غذائية خاطئة نمارسها دون قصد في الشهر الكريم، وفي المقال نوضح أهم الأسباب التي تؤدي لآلام الكلى في رمضان وكيف يمكن تجنبها.
ما أسباب آلام الكلى في رمضان؟
تحدث آلام الكلى إما بسبب إرهاق الكُلى بسبب عادات غذائية خاطئة، أو نتيجة حصوات الكلى، أو عدوى المسالك البولية وغيرها من الأسباب، وعادةً ما تكون آلام الكُلى عميقة وفي صورة نوبات على جانبي العمود الفقري في أسفل الظهر، وقد تكون مصحوبة بأعراض مثل حرقة البول، والحمى، ولكنها عادةً ما تبدأ في صورة تقلصات على جانبي الجسم، وتزداد الشكوى من آلام الكلى في رمضان نتيجة عدة أسباب، والتي منها:
- تناول كمية كبيرة من البروتينات: عادةً ما تكون اللحوم هي سيد المائدة في شهر رمضان الكريم، والفول هو العامل المشترك في وجبة السحور، وتناول كثير من البروتينات سواء من مصدر حيواني أو نباتي قد يؤدي إلى إرهاق الكلى، خاصةً إذا كانت الكليتان لا تعملان بشكل طبيعي، لذا من المهم إدراج البروتينات في النظام الغذائي ولكن يجب تناولها بكميات معتدلة والتنويع في مصادرها.
- الإفراط في تناول الأطعمة المالحة: المخللات أيضًا من الأطعمة التي تتواجد باستمرار على المائدة الرمضانية، وقد يؤدي الإفراط في تناول الأطعمة المالحة إلى رفع ضغط الدم وتسريع تلف الكلى، وقد يؤدي أيضًا إلى حصوات الكلى، والتي يمكن أن تسبب الغثيان والألم الشديد وصعوبة التبول.
- التدخين: مع قصر الفترة المسموح فيها بالتدخين في شهر رمضان، قد يفرط البعض في التدخين بعد الإفطار، ولا يؤدي التدخين فقط إلى تفاقم ارتفاع ضغط الدم و مرض السكري من النوع الثاني، وهما السببان الرئيسيان لأمراض الكلى، ولكنه قد يتداخل أيضًا مع الأدوية المستخدمة لعلاجهما،كما أنه يبطئ من تدفق الدم إلى الكُلى، وقد يسبب مشكلات في الكلى لدى الأشخاص المصابين بالفعل بضعف في وظائف الكلى.
- الإفراط في تناول المشروبات الغازية: البعض يتناول المشروبات الغازية في رمضان كعلاج منزلي للتخلص من الحموضة، وكبديل للماء. ومع ذلك فإن المشروبات الغازية لا تعالج الحموضة، وقد تتسبب في تفاقم أعراضها، كذلك قد تزيد من فرص الإصابة بالإمساك، وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتناولون اثنين أو أكثر من المشروبات الغازية الدايت (منخفضة السعرات الحرارية)، في اليوم هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكلى.
- الجفاف: تحتاج الكُلى إلى الماء لتعمل بشكل صحيح. عدم الحصول على ما يكفي من الماء وهو أمر شائع في أثناء الصيام، قد يسبب تلف الكلى خاصةً إذا استمر لفترات طويلة، وتشير الأبحاث إلى أن الجفاف هو واحد من أهم أسباب الفشل الكلوي الحاد.
- الإفراط في تناول المسكنات: الصداع من الأعراض الشائعة في رمضان، وتناول المسكنات بكثرة يمكن أن يتلف الكلى، لذا من المهم معرفة السبب وراء الصداع وعلاجه، وعدم تناول المسكنات إلا عند الضرورة، واستشارة الطبيب ليصف المسكنات المناسبة.
- بذل مجهود بدني شديد: قد يؤدي العمل الشاق لفترة طويلة إلى "انحلال الربيدات"، وهي حالة تتفكك فيها الأنسجة العضلية التالفة بسرعة كبيرة. يؤدي ذلك إلى إغراق الدم بمواد يمكن أن تؤذي الكليتين وقد تؤدي إلى الفشل الكلوي. لذا من المهم ممارسة الأنشطة البدنية أو التمارين الرياضية بشكل معتدل خاصةً في أثناء الصيام، كما يجب تجنب بذل مجهود بدني في درجات الحرارة العالية لتجنب حدوث جفاف أو إجهاد حراري.
- تناول بعض أنواع الأدوية المضادة للحموضة: قد تسبب الأدوية التي تسمى مثبطات مضخة البروتون (PPIs)، وهي نوع من مضادات الحموضة تورمًا في الكلى إذا تم تناولها لفترة طويلة. تشير بعض الدراسات إلى أن تناول كثير من مثبطات مضخة البروتون يمكن أن يزيد من فرص الإصابة بأمراض الكلى على المدى الطويل. لذا يجب استشارة الطبيب ليصف مضادات الحموضة المناسبة خاصةً إذا كانت حرقة المعدة مشكلة مستمرة.
كيف يمكن تجنب آلام الكُلى في رمضان؟
يجب استشارة الطبيب في حالة الشعور بآلام متكررة في الكليتين، خاصةً إذا صاحبها نزول دم في البول، أو إذا أصبح لون البول داكنًا، ليصف العلاج المناسب ولتجنب حدوث مضاعفات، وفيما يلي بعض النصائح للحفاظ على صحة الكلى، وتجنب آلامها في أثناء الصيام:
- تناول كمية وفيرة من الماء: يُوصى للبالغين بتناول 2.5- 3 لترات من الماء يوميًا، أو ما يعادل 8- 12 كوبًا من الماء، مع الحرص على عدم تناولها دفعة واحدة أو في فترة زمنية قصيرة كما يفعل البعض في وجبة السحور لأن ذلك يرهق الكُلى، ولكن يجب تقسيمها على الفترة بين الإفطار والسحور أي بمعدل كوب لكل ساعة تقريبًا. يساعد الماء على طرد البكتيريا من الجسم وتطهير المسالك البولية، ما يقلل احتمالية حدوث عدوى في مجرى البول أو في الكليتين.
- تقليل الأطعمة المالحة والمخللات: يجب الحد من تناول الأطعمة المالحة وتجنب المخللات على قدر الإمكان، ويمكن استخدام التوابل وعصير الليمون بدلًا من الملح لتعزيز نكهة الطعام، وتقليل الملح المضاف إلى 6 جرامات يوميًا أي ما يعادل ملعقة صغيرة تقريبًا.
- تجنب الإفراط في تناول المسكنات: يجب استخدام المسكنات بحذر حتى مع الأنواع التي لا تحتاج لوصفة طبية، واستخدامها عند الضرورة فقط، ويُفضل استشارة الطبيب خاصةً مع الصداع المتكرر أو الألم المزمن الذي يحتاج لتناول المسكنات لفترات طويلة.
- الإقلاع عن التدخين: يُنصح باستغلال فرصة الصيام للإقلاع عن التدخين أو تقليله بشكل كبير، لحماية الكلى والرئة وتعزيز صحة الجسم بصفة عامة، وقد يساعد تقليل التدخين بشكل تدريجي قبل رمضان على التغلب على أعراض انسحاب النيكوتين من الجسم.
نصائح لتخفيف آلام الكلى في رمضان
يمكن لبعض العلاجات المنزلية أن تخفف من آلام الكلى، ومع ذلك لا يجب الاعتماد على هذه العلاجات واستشارة الطبيب لتشخيص الحالة بدقة، ولكن تساعد هذه النصائح على تخفيف الآلام حتى استشارة الطبيب، وهذه الطرق تشمل:
- الاستحمام بماء دافئ، إذ تساعد الحرارة على الاسترخاء وتقليل آلام الكلى.
- استخدام الكمادات الدافئة على منطقة الألم قد يساعد أيضًا على تخفيف الشعور بالألم.
- يمكن تناول مسكنات مثل الأسيتامينوفين (الباراسيتامول) لتخفيف آلام الكُلى، ومع ذلك يجب استشارة الطبيب لمعرفة السبب وراء الألم وتناول المسكنات عند الضرورة فقط، فكما ذكرنا، فإن الإفراط في تناول المسكنات قد يزيد من آلام الكلى وقد يعرضها للتلف.
- تناول عصير البقدونس أو مغلي أوراق البقدونس من الوصفات المنزلية لعلاج آلام الكلى، إذ يعمل البقدونس على زيادة معدل التبول، ما يساعد على طرد البكتيريا وتطهير مجرى البول، ومع ذلك يجب تجنب تناوله إذا ظهرت علامات تشير لحدوث جفاف والتي منها: البول الداكن أو قلة مرات التبول وغيرها.
وفي النهاية، يجب استشارة الطبيب قبل الصيام في حالة الإصابة بمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم الشديد، أو في حالة تناول مدرات البول، أو وجود مشكلة بالكلى، ويُنصح بعمل فحص وظائف الكلى لمرضى الكلى قبل الصيام لتجنب حدوث مضاعفات
مشاركة المقال