

يُعبر القساح عن حالة من الانتصاب المستمر غير المتربط بأي إثارة جنسية أو تحفيز. قد يبدو الأمر مغريًا، بل ومحبذ عند الرجال، ولكن ما لا تعرفه أنَّ هذا الانتصاب الطويل قد يُسبب ألمًا بالغًا، وأضرارًا جسمية بأنسجة القضيب الرقيقة.
بالطبع لا، يختلف الانتصاب الدائم عن الطبيعي جملةً وتفصيلًا. في أثناء الإثارة الجنسية، تحدث تغييرات فسيولوجية تؤدي إلى إطلاق مواد كيميائية محددة تسهل انبساط أو تمدد الأنسجة العضلية داخل القضيب. يسمح هذا الانبساط بزيادة تدفق الدم للقضيب، ما يؤدي إلى امتلائه وانتصابه.
بعد انتهاء الإثارة الجنسية، تنقبض الأوعية الدموية مرة أخرى ويقل تدفق الدم فينتهي الانتصاب.
هذا التفاعل المعقد بين توسع الأوعية الدموية، وضبط تدفق الدم، وانقباض عضلات القضيب هو رقصة منتاغمة يؤدي توازنها إلى الانتصاب الطبيعي، ولكن عند خلل هذا التوازن يختل الانتصاب ويحدث القساح.
من الضروري معرفة الحد الفاصل بين الانتصاب الطبيعي وذلك الطويل المرضي. يدوم الانتصاب الطبيعي الناجم عن الإثارة الجنسية مدة تتراوح بين بضع دقائق إلى نصف ساعة تقريبًا. لكن، عندما يستمر الانتصاب إلى ما يزيد عن أربع ساعات دون وجود أي نشاط جنسي مرتبط به، هنا نحن نتعامل مع مرض الانتصاب الدائم أو ما يُسمى "القساح"، وهذا ما يتطلب المشورة الطبية.
يظهر الانتصاب الدائم عند الرجل في صورتين:
يُعد الانتصاب الدائم الإقفاري، والمعروف باسم "انخفاض التدفق أو الانسداد الوريدي" هو النوع الأكثر انتشارًا، إذ يصعب تدفق الدم إلى خارج القضيب، ما يؤدي إلى احتباسه ولا تنقبض العضلات الموجودة في أنسجة القضيب، فيستمر الانتصاب فترات طويلة، ما ينتج عنه ألمًا شديدًا ومضاعفات عديدة تحتاج إلى التدخل الطبي الفوري.
يُعد الانتصاب غير الإقفاري نادرًا نسبيًا، وينشأ هذا النوع بسبب تدفق غير منضبط للدم المؤكسد إلى عضلات القضيب. عادةً ما يرتبط هذا النوع بالإصابات الجسيمة، أو أمراض خاصة بالأوعية الدموية.
لا يرتبط الانتصاب الدائم غير الإقفاري بالألم، ويكون القضيب فيه غير منتصب بالكامل، ومع ذلك يمكن أن يسبب مضاعفات على المدى البعيد؛ لذا مهم جدًا اللجوء للطبيب المختص.
الفيديو التالي يوضح أفضل طبيب أمراض ذكورة في مستشفى أندلسية جدة
تتسبب عدة عوامل في كثرة الانتصاب المرضي، ما بين الحالات المرضية وبعض الأدوية والإصابات، والمواد الإدمانية. كل هذه العوامل يجب تفكيكها للوصول إلى جذر المشكلة، واختيار طريقة العلاج المناسبة لها.
أمراض الدم:
ترتبط بعض أمراض الدم بحدوث الانتصاب الدائم، خاصةَ النوع الإقفاري، ومن أمثلة هذه الأمراض:
الثلاث حالات السابقة تساهم بقوة في بدء حدوث الانتصاب المطول وليس في تطوره.
الأدوية المسببة للقساح:
تُوجد عدة أدوية قد تُسبب كثرة الانتصاب المرضي كآثارًا جانبية لها، ومن أمثلتها:
كل هذه الأدوية ترتبط بشكل أو بآخر بزيادة خطر حدوث الانتصاب الدائم؛ لذا إذا كنت تتناول واحدًا أو أكثر من هذه الأدوية، يجب عليك مناقشة الآثار الجانبية المحتملة مع الطبيب المختص، والالتزام بالجرعات الموصوفة.
المواد المخدرة:
استهلاك بعض المواد مثل الكوكايين والماريجوانا والأمفيتامينات يزيد من خطر الإصابة بالقساح لما لها من أثر على الأوعية الدموية وخلل في وظائفها وكذلك الأعصاب ووظائفها. الانتصاب الدائم الناجم عن هذا السبب يكون مستمر ومؤلمًا للغاية.
الإصابات:
بعض الإصابات التي يمكن أن تحدث للرجل قد تزيد من خطر الإصابة بالانتصاب الدائم، خاصةً غير الإقفاري، ومن أمثلتها الإصابات في المناطق التالية:
عادةً ما تؤثر كل هذه الإصابات في الأعصاب المسؤولة عن الانتصاب، لذا بعد الإصابة يحدث خلل ويكون في صورة انتصاب دائم غير إقفاري.
الأورام الخبيثة:
بعض أنواع السرطانات تزيد من خطر الإصابة بالانتصاب الدائم نتيجة الاختلال الهرموني أو اضطراب في وظائف الأوعية الدموية، أو ضغط الورم نفسه على الأعصاب المسؤولة عن الانتصاب، ومع ذلك حدوثه ليس شرطًا بالضرورة، ومن أمثلة هذه الأورام:
العوامل البيئية:
هناك بعض العوامل البيئية التي قد تُسبب القساح بشكل مباشر، ومنها:
توجد أعراض عامة يشترك فيها نوعي الانتصاب الدائم، وأُخرى تميز كل نوع عن الآخر، كالآتي:
يتسائل الكثير من الأشخاص: هل الانتصاب الدائم مضر؟ والإجابة هي نعم، هناك أضرار عديدة تصيب الرجل إثر الانتصاب الدائم ومن ضمنها:
يحتاج الطبيب المختص للبحث في الأسباب الكامنة وراء القساح، وتحديد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به لاختيار خطة العلاج المناسبة، لذا يهتم بالآتي:
إضافةً إلى ذلك، يطلب الطبيب الفحوص الآتية للتشخيص الدقيق:

يتساءل الكثيرون: كيف أتخلص من الانتصاب الدائم؟ حسنًا، تُوجد عدة طرق علاج يختار منها الطبيب ما هو مناسب وفقًا للحالة، وشدتها ونوعها، وتكون كالآتي:
يمكن علاج الانتصاب الدائم الإقفاري وفقًا لشدته بعدة طرق ومنها:
الأدوية:
في المراحل المبكرة من الانتصاب الدائم الإقفاري قد يصف الأطباء بعض الأدوية؛ لتخفيف الأعراض مثل:
الإجراءات الجراحية قليلة التوغل:
إذا لم تكن الأدوية فعالة، فقد يلجأ الطبيب المختص لإجراءات جراحية قليلة التوغل مثل: تصريف الدم المحتجز في القضيب يدويًا باستخدام إبرة دقيقة. غالبًا ما يتم هذا الإجراء تحت التخدير الموضعي للحد من الشعور بالألم.
التدخلات الجراحية:
في بعض الحالات الشديدة قد يحتاج الطبيب لإجراء جراحة لحل الأمر، ومن أمثلتها:
نظرًا لعدم وجود أعراض شديدة، ومخاطر أقل، يعتمد الأطباء على المراقبة والانتظار، فلا يصفون أدوية، مع استعمال العلاج بالبرودة والضغط لتقليل احتمالية حدوث الانتصاب الدائم.
يبدو أنه هناك ما هو أخطر من الانتصاب الدائم ذاته، وهو ما يمكن أن ينتج عنه على المدى البعيد، فاستمراره وعدم علاجه يمكن أن يسبب:
نظرًا لخطورة كل هذه المضاعفات، فإن التدخل الطبي الفوري من أهم الخطوات الواجب اتخاذها مع ظهور أعراض أي نوع من الانتصاب الدائم.
هناك عدة إجراءات وقائية يمكن الاعتماد عليها بشكل عام لتقليل احتمالية الإصابة بهذه الحالة المقلقة، ومنها:
من أشهر الأدوية المستخدمة في علاج الانتصاب الدائم هي مضادات الاحتقان، والأدوية التي تعمل على تضييق الأوعية الدموية مثل:
ختامًا، الانتصاب الدائم من الحالات المرضية المقلقة والمؤلمة، ويتطلب التغلب عليه سرعة اللجوء للمشورة الطبية والتواصل المفتوح والصريح بين المريض والطبيب؛ لمعرفة السبب بدقة واختيار طريقة العلاج المناسبة بسهولة، وتقليل احتمالية حدوث أي مضاعفات.
احجز الآن في مستشفى أندلسية لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية. نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، من هنــــــــا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.